3 أسباب وراء أزمة بيل النارية في ريال مدريد

الفجر الرياضي

ريال مدريد
ريال مدريد


مثلت الصورة التي ظهر بها الجناح الويلزي جاريث بيل عقب تسجيله الهدف الثاني لريال مدريد في مرمى ليفانتي أمس صدمة للبعض بينما استفزت آخرين، وسط الانتقادات الموجهة للاعب بسبب مستواه، على مدار الموسم الجاري، التي لا تخفى على أحد، وكانت الأساس الذي خرجت منه كل التكهنات بشأن اقتراب رحيله عن سانتياجو برنابيو.

بيل بدا غاضبا ومتجهما عقب تسجيل الهدف من علامة الجزاء، وحين اقترب منه زميله لوكاس فاسكيز لتهنئته والاحتفال معه، صده وأبعد يده بغرابة قبل أن يدخل في حديث جانبي في وسط الملعب مع مودريتش، ربما أراد به الكرواتي تهدئته.


أسباب غضب جاريث بيل يمكن حصرها في ثلاث نقاط أساسية، أولها وضعه الحالي في النادي، لكونه الآن بات لاعبا احتياطيا، في حين أنه غير مقتنع بهذه الوضعية، ويرى أن إمكاناته ونجوميته تؤهله لحجز مكان أساسي في الفريق، لكن من يلعب باستمرار في الجناحين هما لوكاس فاسكيز، وفينيسيوس.


بيل تعافى تماما من الإصابة، بينما يريد أن يكون القائد الفعلي لمشروع ريال مدريد (بعد رحيل رونالدو)، لكن أحدا في سانتياجو برنابيو مقتنع بتلك الفكرة، ونتيجة لذلك يبدو مستاء مما يعتبره معاملة سيئة له داخل النادي تحت قيادة سولاري، بينما يظهر غضبه مستندا إلى أرقامه منذ عودته من الإصابة، إذ سجل 3 أهداف أمام إسبانيول، وأتليتكو مدريد، ثم ليفانتي.

لكن لا يمكن اقتصار أسباب غضب بيل فيما يحدث داخل الملعب فحسب، فهناك أمور أخرى خارج المستطيل الأخضر أزعجته في الفترة الأخيرة، وهو الأمر الذي ربما يكشف سبب تعبيره الصادم عن غضبه من زملائه في واقعة لوكاس أمام ليفانتي.

في الآونة الأخيرة تعرض نجم توتنهام وساوثهامبتون السابق للسخرية من جانب اثنين من زملائه في الفريق، هما مارسيلو، وحارس المرمى تيبو كورتوا. تصريحات الثنائي في المقابلات الإعلامية الأخيرة لم تكن جيدة تجاه بيل.

في أحد تصريحاته الأخيرة قال كورتوا للصحفيين إنهم يلقبون جاريث بيل فيما بينهم بلاعب الجولف (في إشارة إلى أنه لاعب انطوائي وغير اجتماعي) ولا يحضر حفلات العشاء التي يجتمع فيها لاعبو الفريق، بينما زاد البلجيكي من سخريته بالقول إن بيل لا يحضر هذه الحفلات لأنه يفضل النوم في هذه الأوقات، وهو التصريح الذي اعتبره بيل خيانة.

وبالنسبة لمارسيلو، فقد اعتاد على السخرية منه وجعله موضوعا لنكاته بسبب معاناة بيل مع اللغة الإسبانية، إذ يجد حتى الآن صعوبة في استيعابها، مما جعل اللاعب الويلزي يشعر أنه مستهدف من زملائه ووسائل الإعلام للتقليل من شأنه.

وفي جانب الإعلام يرى جاريث بيل أن الإعلام الإسباني غير عادل في التعامل معه، ويشعر أمام ذلك بأنه دائما المستهدف بالهجوم من جانبهم، على الرغم من مساهمته الكبيرة مع الفريق في السنوات الأخيرة، والتي لا تضعها وسائل الإعلام في الحسبان عند الحديث عنه في كل الأمور.

بيل قال جملة واحدة  في وقت سابق كشف بها عن إحباطه من المعاملة السيئة من جانب وسائل الإعلام في إسبانيا والتقليل من دوره في بطولات ريال مدريد، حين أشار عقب الفوز بدوري أبطال أوروبا الأخيرة أمام ليفربول إلى عدم حصوله على القدر الكافي من التقدير بعد هدفه الرائع (بالخلفية المزدوجة) في نهائي تشامبيونزليج، بينما أكد الويلزي أن الجميع كانوا سيحتفون بالهدف لو كان مسجله شخص آخر، (ربما كان يشير حينها لرونالدو).

كل هذه الأمور اجتمعت معا وأدت في النهاية إلى ظهور تلك المشاعر الجافة تجاه زملائه، واختفاء ابتسامته، بعد هدفه في ليفانتي.

لقد كانت ردة فعله سيئة، مما دفع زميله لوكا مودريتش للتحدث إليه وتهدئته ومعانقته عقب تسجيله للهدف، مستغلا العلاقة الجيدة بينهما.

ورغم كل شيء وخروج اللاعب من ملعب سيوتات دي فالنسيا بمظهر الهادئ لكن ما بداخله يبدو أكبر من أن يتم تجاهله، فما يزال الويلزي غاضبا، لأن حلمه في حصوله على التقدير اللازم، وقيادة ريال مدريد لم يتحقق بعد.

ستكون المباريات الثلاث المقبلة حاسمة ومؤثرة على معنوياته بنسبة كبيرة. جاريث بيل يشعر أنه قادر على البدء أساسيا فيها جميعا، ويأمل أن تساعده هذه المباريات أمام برشلونة، وأياكس على إنهاء الانتقادات واستعادة وضعه كنجم أول للميرينجي.

بالطبع تبقى كل الأمور بيد المدير الفني سانتياجو سولاري، الذي يشعر بقلق شديد تجاه غضب لاعبيه، لكن فوق كل ذلك، فإن هناك البعض داخل النادي يعتقدون بشدة في أن ثورة بيل وغضبه يبدو أكبر من أدائه وما يقدمه للفريق.