أحمد شوبير يكتب: اتحدوا يرحمكم الله

الفجر الرياضي



كنت قد كتبت وحذرت خلال الأسابيع الماضية من الفتنة الدائرة الآن بين جمهور أكبر ناديين فى مصر، تلك الحالة التى مازالت أحذر من خطورتها والتى لابد أن تنتهى فى أسرع وقت وأن يقف الجميع صفاً واحداً ويداً واحدة خلاف الدولة المصرية والتى تواجه تحديات كبيرة أهمها نحر الإرهاب والذى أعلن عن وجهه القبيح خلال الأيام الماضية ومازالت الدولة تقف حائطا صداً فى هؤلاء الموتورين وتقدم الشهداء من رجال الشرطة والقوات المسلحة من أجل حماية أبناء الوطن، فليس من الطبيعى أو المنطقى بعد كل هذا نجد المشاحنات والمشاجرات عنواناً لكرة القدم ولا أعلم لماذا البعض مازال مصمماً على عودتنا للخلف كلما تقدمنا خطوة للأمام فبعدما نجح أعضاء المنظومة الرياضية بدعم من الدولة المصرية فى عودة الجماهير للمدرجات بعد فترة طويلة عاصرنا فيها مشهد المدرجات وهى خاوية على عروشها، فبدلا من نبذ التعصب وتعزيز الروح الرياضية تجد البعض للأسف يسكب البنزين على النار عن طريق من يدعون الوطنية ويتشدقون بها وللأسف تجدهم هم أول من يشعل نيران الفتنة والتعصب هذا بخلاف بعض الأقلام غير المسئولة وبعض البرامج التى بات التعصب عنواناً لها دون أن تدرى بخطورة تلك الفترة التى تحتاج إلى تكاتف الجميع من أجل إنجاح حدث هو الأهم والأبرز هذا العام وهو تنظيم بطولة كأس الأمم الإفريقية وأن تخرج فى أبهى صورها وأن تكلل بعودة المنتخب الوطنى إلى منصات التتويج مرة أخرى بعد فترة من الغياب عن الفوز ببطولة الكان الإفريقى والتى يحمل المصريون الرقم القياسى فى عدد مرات الفوز بها، ليس هذا فحسب فالجميع أمام تحد جديد وهو استكمال المسابقات المحلية وأعود وأكرر أن فكرة الإلغاء غير مطروحة ولن تلقى قبول أحد وبالتالى فإن استمرارها هو أمر لا مفر منه ولكم علينا جميعاً أن نقف يداً واحداً من أجل استكمال المسابقات المحلية فاز بها من فاز وخسر من خسر فهى فى النهاية كرة القدم التى تحمل جميع الاحتمالات سواء بالمكسب أو الخسارة وعلى الجميع أن يتقبل ذلك، وعلى المسئولين فى الأندية وعلى الجماهير أن يعوا ذلك جيداً وأن تظل المنافسة بينهم دون أى تعصب أو تطاول أو تجاوز بين جميع الأطراف، كما أنه ليس من المقبول أو المعقول أن ندخل فى خلاف شديد بسبب موعد مباراة وأتمنى أن يعى الجميع صعوبة وحساسية تلك الفترة والتى لابد أن يساعد فيها الأندية لجنة المسابقات واتحاد الكرة من أجل إنهاء المسابقة بصورة جيدة كما هو مقرر لها وأن ننبذ الخلافات قليلاً فى تلك المرحلة المهمة.

أعد وأكرر أن ما تشهده البلاد الآن أهم بكثير من الفوز بمباراة أو حتى بطولة وعلى الجميع أن يترفع عن الدخول فى أزمات ومشاكل ليس لها الآن محل من الإعراب، والتكاتف والوقوف جميعاً يداً واحدة من أجل عبور تلك المرحلة وتقديم الصورة الحقيقية لمصر من خلال إنجاح تنظيم كأس الأمم الإفريقية القادمة بل والفوز بها والذى لاشك أنه سيدخل الفرحة فى قلوب جميع جماهير الكرة المصرية بمختلف انتماءاتها.