مصطفى منيغ يكتب: مَطْلَب كل العرب

ركن القراء

بوابة الفجر


من تطوان المغرب كتب: مصطفى منيغ

حُلمُ بضع سنين، قد يتحقق بعد حين، إذ الإرادة لا تلين، إن كان الأمر مثل هذا مُبِين.
... الفكرة عالَجَها العقل بما قد لا يخطر على بال، حيثما لَزَمَ الحال، ما يُعيق استمرارَ التطبيق للمخطط المدشَّن بأروع وأنظف الأعمال، دون جهد جهيد يُبْذَل، ومواجهة متحضرة مسؤولة لمجموعة من الآطراف ظنَّت في البداية أنَّ ما نرمي انجازه على أرض الواقع مجرد خيال، محصور داخل دائرة المحال، لكن الذي حصل، أفاق معارضي البارحة على طلبهم المعروض علينا للدراسة والتمعن فيما وراء الاستقبال، من الناتج الايجابي الأمثل.
... خرجتُُ وحيدًا رغم البرد القارص الذي يجتاح مدينة "مونريال" الكندية خلال شهر يناير قاصدا زيارة عُمدتها، ولما وصلتُ إلى مقر تلك المؤسسة الرسمية وحدتُ مجمعة من المواطنين الكنديين رافعين لافتات الاجتجاج في مظاهرة سلمية مرددين بعض شعارات خالية من السب والقذف وكل ما من شأنه الرجوع لقلة الوعي، فاندمجت وسطهم بتلقائية مطلقة وترحيب تقبلته مرتاحا، وبخاصة من انسانة انشغلت بالاستفسار عن شخصي بأسلوب مهذب وابتسامة نابعة عن صدق خاطر وثقة في النفس ودعوة كريمة لتوسيع الحوار بيننا في وقت لاحق أحدده كما اريد، وقبل انصرافي لمشاغل أخرى سألت تلك السيدة المحترمة سؤالا جعلني جوابها عليه أفكر في أي مضمون يعيد للعرب ما افتقدوه منذ تأسيسهم للجامعة العربية إلى الآن، كان سؤالي بالحرف الواحد مُترجَمًا عن الفرنسية:
"أرى عددكم قليلا مما قد يبخس أو يقلل اهتمام المسؤوليين بمظاهرتكم هته ؟ّ.
قاطعتني بادب جم قائلة:
"كل مسؤول في المدينة يعرف ما يمثله أي واحد منا، وإن كنا لا نتعدى كما ترى الثلاثين فنحن نمثل الالاف من زملائنا، اخترنا هذا الاسلوب حتى لا نأثر بالمفهوم السلبي في المجال الاقاصادي لبلدنا، نحن على ثقة أن المسؤولين سيوفرون ولو في الحد الادنى ما نطالب به جملة وتفصيلا، وما دمنا في قارب واحد فاننا مبحرون إلى كندا الاكثر احتراما وتقدبرا لحقوق الانسان رئيس دولة كان أو انسانة عادية مثلي".

... الغريب أنني لم أعثر في ذاك المكان عن أي شرطي مستعد للتدحل الفوري بثقل ما يرتديه من بذلة واقية وما يمسكه من أداة مستعملة لالحاق الضرر بمن يراه غالب الاحيان مشاغبا. 

... منذ تلك اللحظة سطرت لنفسي منهجية نضال من نوع خاص مدافعا بمقتضاه الواضح الشفاف الصريح عن السلام العالمي دون تحيز لعرق أو لون أوثقافة فكرية معية، غير مفرط في اتباع ضميري حيال كل حالة أعايش حقائقها بالكامل، ولم أغادر تلك الديار، إلا بضبط بضعة أفكار، منها تأسيس "المنظمة العالمية لحفوف العرب". 

... راسلتُ ما يقارب الألف من خيرة ما انجبته الأمة العربية من خليجها إلى محيطها من علماء أجلاء ومفكرين فضلاء في جل التخصصات ومن الجنسين نساءا ورجالا، بنفس الموضوع الموحد، وكم كانت سعادتي كبيرة وقد تقاطرت عليَّ سلسلة من الإجابات يوكد أصحابها عن استعدادهم بل موافقتهم على المشاركة في تأسيس هذا الصرح الهام غير المسبوق فكرة وأهدافا، لتنضم هذه الشخصيات لمؤسسي هذه المنظمة .