عظة البابا تواضروس في قداس تدشين كنيسة الأنبا بولا بالإسماعيلية

أقباط وكنائس

صورة من اللقاء
صورة من اللقاء


ألقى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عظته خلال قداس تدشين كنيسة الأنبا بولا بالإسماعيلية، بحضور أحبار الكنيسة، وجاءت العظة كالتالي:

نفرح في هذا اليوم الجميل نفرح بتدشين هذه الكنيسة الجميلة بكل تصميمها وفنها وشكلها ونفرح بتدشين مذابحها وأيقونتها والشرقيات فيها ونفرح لوجودنا معكم في هذه المدينة وهذه الإيبارشية المحبة للمسيح وأيضا نود أن نشكر كل الذين تعبوا معكم في إنشاء هذه الكنيسة منذ أن كانت فكرة إلى أن صارت حقيقة واقعة كل المسئولين الذين عاونكوم ويعاونوكم في هذا المجال في محبة وتقدير نقدم لهم كل الاعتزاز.

إنجيل هذا الصباح أيها أحباء يتكلم عن مثل العذارى الحكيمات والجاهلات وعندما نحتفل بحسب طقس كنيستنا بتذكرات لقديسات فإننا نصلي هذا الإنجيل. اليوم في السنكسار نحتفل بتذكار القديسة صوفيا وبناتها الثلاثة بستيس وهلبيس وإغابي وكيف صاروا الجميع شهداء وامناء وثابتين في إيمانهم وقدموا حياتهم لذلك سيرتهم عطرة ومستمرة إلى هذا اليوم ونهاية الزمن. ولذلك نقرأ إنجيل العذارى الحكيمات والجاهلات وهذا المثل قدمه السيد المسيح وذكره القديس متى الإنجيلي وها المثل موجه لنا جميعا تشابهوا في كل شئ لكن الحكبمات ملأوا إنيتهم زيتا عكس الجاهلات وأضاعوا الفرصة وأقبل العريس وهنا تغير الوصف من حكيمات وجاهلات إلى المستعدات وغير المستعدات فكأن الأستعداد حكمة والغير مستعدات قرعوا الباب بشدة لكن العريس قال لهم إني لا أعرفكم وهذه نهاية مأساوية.

أود اليوم أن أطبق هذا المثل علينا في احتفالنا هذا اليوم بهذا التدشين "ما هي المصابيح التي تحملها العذارى الحكيمات؟" إنكم جميعا تحملون مصباحا كبيرا هو هذه الكنيسة. والمصباح الذي حملته العذارى كان زجاجًا وشفافًا ومملوء بالزيت. وهذه الثلاثة معاني يمكن ان نعتبركم أنكم جميعا تحملون هذا المصباح الذي به تنتظرون مجئ ربنا له كل المجد.

أولا زجاجيا: والزجاج مادة هاشة يجب أن نتعامل معها بعناية وحرص. ونحن نربي أبنائنا ونعي داخل كنيستنا نكبر فيها ونتعلم كيف يعي الإنسان في رقة؟ رقيقًا في مشاعره في إلفاظة وفي كلامه وفي حكمه في علاقته فالمصباح الزجاجي يعبر عن الحياة الرقيقة التي يجب أن يعيشها الإنسان المسيحي لذلك نجد في الكتاب المقدس وصية من كلمتين "نشتم فنبارك" في سلوكيات العالم ممكن أن يكون رد الفعل مختلفا لكن في الفكر المسيحي وفكر الكتاب المقدس نبارك. جميعكم تحملون مصباح هذه الكنيسة تعلموا أن تعيشوا داخلها بهذه الرقة والوصايا...هذه حياتنا التي علمها لنا ربنا يسوع المسيح.


ثانيا: شفافية: تعني قمة النقاوة. هذه الشفافية والبحث عن النقاوة تسمى في حياتنا التوبة. فكلما توبت كلما صرت شفافا كلما تصير نقيا. لذلك مكتوب طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله فلا يستطيع النسان ان يعاين الله إلا بنقاوة القلب ولا يوجد وسيلة آخرى. والقلب لا يعرفه سوى الله نقيا من الخواطر الشريرة نقيا في السلوك ممتلأ حبا. قلب لا يختبئ فيه خطايا أو أفعال شرية أو أفكار ردية. نصلي جميعا كل يوم "قلبا نقيا أخلق في يا الله وروحا مستقيما جدده في أحشائي"..

ثالثا ممتلئا: فكنيستنا لا تكون ممتلئة بالحضور قط لكن بالتسابيح والصلوات والترانيم المرفوعة باستمرار. هذه المصباح الكبير الذي هو كننيستكم وتحملوه جميعا في انتظار العريس نحمله ممتلئا مستعدا ولذلك في صلوات كل القداس نستمع إلى الشماس يصرخ قائلا أيها الجلوس قفوا يا من تسير أو جالس في الخطية توقف. وأنظر إلى شرق استعدادا لمجيء المسيح. أملئوا كنيستكم بالصلوات ودروس الكتاب المقدس والاجتماعات ممتلئة من حضور الملائكة والقديسين وأرواح الصديقين.

الحكاية ليست بناء كنيسة وليس الطوب والزلط إنما هي أعمق من هذا حتى أن الله ينادينا في الكتاب المقدس بإننا هياكل الله والهيكل هو أقدس مكان في الكنيسة.
مثل هذا اليوم هو دعوة لنا أن تكون حياتنا رقيقة بالوصية، شفافاة نقية بالتوبة، مملؤة بالصلوات. العذارى كانوا حكيمات لأنهم استغلوا وقتهم صح. الجاهلات تناسوا وأضاعوا الوقت لأن لا يوجد استعارة للحياة الروحية. المستعدات استقبلوا العريس حيث الفرح والأمل وتحقيق الأماني. اسهروا لأنكم لا تعرفون اليوم أو الساعة...إنجيل نصليه يوميا في خدمة نص الليل.

أنا سعيد لأني معكم ي هذه الكنيسة الجميلة وسعيد بتصميمها بكل إيقونتها والمهندسين الذين تعبوا والفنيين والفانانين وسعيد وأشكر نيافة الأنبا سيرافيم وأقول له تعيش وتعمر في هذه الإيبارشية المحبة للمسيح والآباء الكهنة الذين يخدمون أبونا القمص بولا كامل، القمص مينا رفعت، القمص إيليا شكري، القس آبرام إلياس، القس إسحق أنور والقس يعقوب صبحي..آباء الكهنة الأحباء الذين تعبوا في هذه الكنيسة تعيوا وتعمروا. يشترك معي في هذه الفرحة الآباء المطرانة والأساقفة الأحباء نيافة الأنبا تادرس مطران بورسعيد ونيافة الأنبا بطرس الأسقف العام ونيافة الأنبا بموا أسقف السويس ونيافة الأنبا ميخائيل الأسقف العام مع الآباء الكهنة والرهبان والشمامسة والأراخنة والخدام والخادمات...أنه بالحقيقة يا اخوتي يوم فرح وهذه هو العيد السنوي الخاص بالكنيسة 7 فبراير..30 طوبة فيوم التدشين هو يوم كتابة شهادة ميلاد الكنيسة الكيان الرسمي الكنسي.

أشكر جميع الأحباء منذ أمس ونحن في كنيسة الأنبا بيشوي تقابلنا مع الآباء الأحباء وجميع المسؤولين السيد الوزير أركان حرب اللواء حمدي عثمان محافظ الإسماعيلية وسيادة مدير الأمن والسادة المسؤولين في الشرطة وأيضا تقابلنا مع وكل القيادات التنفيذية والتشريعية والدينية والشعبية في هذه المحافظة وسيادة الفريق مهاب مميش في قناة السويس والمنطقة الصناعية التي حولها والمحبة الفياضة التي تجمع الجميع هنا كل المسئولين في المحافظة وقوات الأمن مع نيافة الأب الأسقف والآباء الكهنة محبة تجمعنا كلنا كمصريين. ونصلي أن يديم الله هذه المحبة بيننا جميعًا من اجل بلادنا وكنيستنا وكل عمل صالح.