"ادخلوها آمنين".. مبادرة جديدة تطلقها منطقة شجرة مريم للترويج السياحي‎ (صور)

أخبار مصر

شجرة مريم
شجرة مريم


أطلق مدير منطقة "شجرة مريم" الأثرية مبادرة جديدة تحت عنوان، إدخلوها آمنين، وتأتي المبادرة في ظل العناية الفائقة التي يوليها قطاع الآثار الإسلامية والقبطية والإدارة المركزية للقاهرة والجيزة ومناطق آثار شمال القاهرة وتفتيش آثار وسط القاهرة للتعريف بمسار العائلة المقدسة. 

وقال أحمد السيد مدير منطقة شجرة مريم في تصريحات خاصة لبوابة الفجر الإلكترونية، إن قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بقيادة الدكتور جمال مصطفى، يولي منطقة شجرة مريم أهمية خاصة، حيث تعد من أبرز معالم مسار رحلة العائلة المقدسة، وأنها المكان الوحيد الحي الذي استقبل السيد المسيح طفلًا وأمه السيدة العذراء، ورفيق رحلتهم يوسف النجار. 

وأشار إلى أنه منطقة شجرة مريم تستعد بعد أخذ الموافقات القانونية اللازمة، لإطلاق مبادرة "ادخلوها آمنين" لزيارة منطقة شجرة مريم في المطرية علي أن تشمل المبادرة توجيه الدعوة لعدة جهات منها شركات السياحة داخل مصر وخارجها  بهدف وضع منطقة شجرة مريم ضمن خطة زيارات الشركات السياحية، وكذلك دعوة شخصيات عامة مصرية وأجنبية لزيارة المنطقة من خلال المبادرة، كما ستضمن المبادرة عمل عدد من الاحتفاليات الفنية التراثية المتميزة في المنطقة، أيضًا دعوه عدد أساتذة الجامعات من مختلف التخصصات لإلقاء المحاضرات خلال فعاليات المبادرة، ودعوة رجال الدين من الأزهر والكنيسة لزيارة المنطقة، والتعريف بسماحة الأديان السماوية والتعايش بين أفرادها، ودعوة كافة وسائل الإعلام لتغطية فعاليات المبادرة. 

وأشاد أحمد السيد مدير منطقة شجرة مريم، بقيادة وزارة الآثار، سواء الدكتور خالد العناني وزير اللآثار، أو الأمين العام الدكتور مصطفى وزيري، وهيئة المكتب المعاونة لهما، والذين دائمًا ما يدفعان للتفكير خارج الصندوق. 

وأضاف أن مثل هذه الفعالية، والتي ستكون في قلب القاهرة، وبحضور كبار رجالات الدين والدولة، ستكون بمثابة أمن وأمان واطمئنان لكل دول العالم أن مصر آمنة. 

وشجرة العذراء مريم في المطرية توجد في أقصى شمال مدينة القاهرة وذلك بالقرب من مسلة سنوسرت المعروفة والموجودة اليًا بالمتحف المفتوح في المطرية، وتعتبر شجرة مريم من الآثار القبطية المعروفة في القاهرة وتعرف باسم شجرة العذراء مريم، ويمكن الوصول إليها من شارع متفرع من شارع المطراوى، هو شارع مساكن شجرة مريم.

ذاعت شهرة هذه المنطقة قديما بجامعاتها التي كانت خاصة بالكهنة المصريين العلماء، والذين ذاع صيتهم في تدريس جميع علوم العلم والمعرفة، وقد ذاع صيت وشهرة هذه المنطقة مرة أخرى بسبب مجيء العائلة المقدسة إلى مصر مرورا بتلك المنطقة.

وكانت مصر أول من أستضاف العائلة المقدسة عند هروبها من ظلم هيرودس ملك اليهود الرومانى، في ذلك الوقت، إلى أراد أن يقتل المسيح الطفل حيث قد علم أن هناك مولودا قد ولد وسوف يكون ملكًا على اليهود فاضطرب وخاف على مملكته.

فأمر بقتل جميع الأطفال في منطقة بيت لحم في فلسطين، التي ولد فيها المسيح عليه السلام، وكذلك جميع حدودها من ابن سنتين فيما دون، فهربت العائلة المقدسة إلى مصر.

ولما مات هيرودس عادت مرة أخرى إلى فلسطين، ولما كان هيرودس ملك اليهود قد أرسل من يبحث عنهم، واستطاع أن يتجسس أخبارهم نظرا لما حدث من معجزات كان يأتيها الطفل أثناء رحلته طول الطريق ومن بين ما روى وعرف أن التماثيل والأصنام كانت تتساقط وتتهشم أثناء مرور الطفل عليها، فذاع صيتهم وتناقلت الألسن قصصهم، فوصل ذلك إلى مسامع الملك هيرودس فقرر إرسال جنوده وزودهم بتوصياته لدى حكام مصر مشددا بالبحث عن هذه العائلة المكونة من يوسف النجار ومريم العذراء والمسيح الطفل.

لما شعرت العائلة بمطاردة رجال هيرودس لهم وقربهم منهم اختبأوا تحت هذه الشجرة، فانحنت عليهم بأغصانها وأخفتهم تماما عن أعين رسل هيرودس حتى مر الركب ونجوا من شرهم.

المقريزى وشجرة مريم:
ذكر المؤرخ الإسلامي المقريزى الذي عاش حوالي منتصف القرن الخامس عشر الميلادي، أن العائلة المقدسة حطت بالقرب من عين شمس ناحية المطرية وهناك استراحت بجوار عين ماء، وغسلت مريم فيها ثياب المسيح وصبت غسالة الماء بتلك الأراضي، فأنبت الله نبات البلسان ولا يعرف بمكان من الأراضي إلا هناك.

وكان يسقى من ماء بئر تعظمها النصارى وتصدها وتغتسل بمائها وتستشفي به، وقد ذكر أيضا أنه كان يستخرج من البلسان المذكور عطر البلسم، وكان يعتبر من الهدايا الثمينة التي ترسال إلى الملوك وقد ظلت حديقة المطرية لعدة قرون مشهورة كأحد الأماكن المقدسة في الشرق، وكانت مزارا مرموقا لكثير من السياح والحجاج من جهات العالم المختلفة، ولا تزال الكنيسة القبطية المصرية تحتفل بتلك الذكري المباركة أول شهر يونية من كل عام وهى تذكار دخول المسيح أرض مصر.

شجرة مريم أثناء الحملة الفرنسية:
في أثناء الحملة الفرنسية على مصر عرج الجنود الفرنسيون في طريقهم لزيارة شجرة العذراء وكتب الكثير منهم أسماءهم على فروعها بأسنة سيوفهم، ونستطيع أن نرى ذلك واضحا على الشجرة العتيقة.

شجرة مريم الحالية:
يذكر أن شجرة العذراء مريم الأصلية التي استراحت عندها العائلة القدسة قد أدركها الوهن والضعف وسقطت عام 1656 م، فقام جماعة من الكهنة بأخذ فرع من فروع هذه الشجرة وقاموا بزرعها بالكنيسة المجاورة لمنطقة الشجرة والمسماة بكنيسة الشجرة مريم ونمت الشجرة وتفرعت، ومنذ فترة قريبة تم أخذ فرع من هذه الشجرة، وتم زرعها ملاصقة للشجرة الأصلية العتيقة وهى عامرة بالأوراق وثمار الجميز الآن ويذكر أن الناس يذهبون إلى هذه الشجرة يتبركون بها.