البابا فرنسيس يستقبل أعضاء المجلس الوطني في إمارة موناكو

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


استقبل قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، صباح اليوم السبت في القصر الرسولي أعضاء المجلس الوطني لإمارة موناكو، أي برلمان الإمارة. وفي بداية حديثه رحب قداسته بضيوفه خلال زيارتهم الساعية على التعرف على عمل الكرسي الرسول وذلك في المقام الأول من خلال لقاءات حول مواضيع تهم أعضاء البرلمان إلى جانب كونها محور التزام مشترك للطرفين.

ثم تحدث البابا فرنسيس عن لفته الانتباه في رسالته لمناسبة اليوم العالمي الـ 52 للسلام في الأول من كانون الثاني يناير 2019 إلى الحاجة الضرورية إلى سياسة صالحة هي خدمة للمجتمع البشري.

وتابع مشجعا أعضاء المجلس الوطني على القيام بما وصفها برسالة حساسة، ألا وهي العمل معا بلا توقف من أجل الخير العام. 

وتحدث في هذا السياق عن الاهتمام بتعزيز مستقبل كل مواطن مع احترام قيم كرامة الأشخاص وكل حياة بشرية، هذا إلى جانب احترام مؤسسات الإمارة. 

وأراد الأب الأقدس هنا الإشارة إلى ما وصفه بتقليد طويل وجميل لإمارة موناكو في العمل في خدمة البيئة، وخاصة من خلال مؤسسة الأمير البير الثاني. وتحدث الحبر الأعظم هنا عن ارتفاع درجة حرارة الأرض وتبعات هذا التحدي التي تشكل خطرا على سكان المناطق البحرية والذين غالبا ما تعاني من الضعف. 

وأشار البابا فرنسيس من جهة أخرى إلى المساعدات التي تقدمها إمارة موناكو بالتعاون مع الكنيسة الكاثوليكية والطوائف المسيحية الأخرى، وأيضا مع العديد من المنظمات غير الحكومية، كما تحدث عن المساعدات العامة للتنمية للإمارة والتي تساهم في أعمال عديدة في دول مختلفة، وذلك في مجالات هامة مثل دعم العائلة، التربية، الصحة والمساعدات الاجتماعية الاقتصادية، هذا إلى جانب خمسة برامج تُبرز التمتع بالسخاء والقدرة على التدخل أمام التحديات الجديدة. 

وأعرب قداسة البابا عن الرجاء في أن تكون كل مبادرة، وبغض النظر عن المساعدة الملموسة، خميرة رجاء لخلق ثقة في المستقبل وفي الآخر أيا كان. 

وتحدث البابا فرنسيس هنا عن مسؤولية كبيرة وخاصة إزاء الشباب كي يروا في الكبار أشخاصا يثقون في الشباب ويشجعون مواهبهم ليتمكنوا من العمل معا من أجل الخير العام في بلدانهم وفي العالم بكامله. 

وأضاف الأب الأقدس أنه أمام تزايد عدم الثقة والأنانية، بل وحتى الرفض، من الضروري تأسيس روابط بين الأشخاص وبين الدول، وذلك كي ينمو في كل شخص شعور فرحِ بمسؤوليته كأحد سكان الأرض، كمواطن ورائد للمستقل. 

هذا وأراد قداسة البابا الإشارة إلى إمكانية الاستناد إلى القيم المؤسِّسة لإمارة موناكو والمستوحاة من الإنجيل ورسالة محبته.

وفي ختام كلمته إلى أعضاء المجلس الوطني في إمارة موناكو، الذين استقبلهم اليوم في القصر الرسولي، ذكّر قداسة البابا فرنسيس بلقائه السفراء المعتمدين لدى الكرسي الرسولي في 17 كانون الثاني يناير لمناسبة تبادل التهاني بالعام الجديد، حين عاد إلى كلمة البابا القديس بولس السادس في الأمم المتحدة سنة 1965: "يجب أن نعتاد على التفكير في تعايش الإنسانيّة [...] بطريقة جديدة، وفي مسارات التاريخ ومصائر العالم بطريقة جديدة. [...]لم يكن يومًا من الضروري مناشدة الضمير الأخلاقيّ للإنسان، كما هو ضروريّ اليوم، في عصرٍ يشهد هذا القدر من التقدّم البشريّ! الخطر لا يأتي من التقدّم ولا من العلم. [...] الخطر الحقيقيّ يكمن في الإنسان، السيّد على أدوات قويّة أكثر من أيّ وقت مضى، قادرة على الخراب وعلى أعلى الإنجازات". وقال البابا فرنسيس أنه، وللتفكير بطريقة جديدة في مصيرنا المشترك وبنائه، علينا الوعي بمسؤوليتنا نهج درب السلام مع أنفسنا ومع الآخرين ومع الخليقة. ثم شكر الحبر الأعظم ضيوفه طالبا منهم نقل تحياته إلى أمير موناكو وعائلته، وتضرع إلى الله كي يدعمهم في عملهم واستمطر البركات على أعضاء المجلس وعائلاتهم وشعب إمارة موناكو بكامله.