دبلوماسية المساجد خطة قطر للتسلل إلى أوروبا

عربي ودولي

قطر - أرشيفية
قطر - أرشيفية


 سعى تنظيم الحمدين منذ انقلاب 1995، لتمويل المنظمات الإرهابية في أوروبا، تحت غطاء دعم المؤسسات الدينية وبناء المساجد بالقارة العجوز، مستغلًا المؤسسات الخيرية في تقديم الدعم للهيمنة على المساجد بدول أوروبا وأمريكا وإفريقيا.

 

وفي سبيل ذلك، عملت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على تمويل التعليم الديني، وترميم التراث الإسلامي والترويج لمصالحها السياسية عبر الطابع الديني.

 

لم يقتصر الدور القطري على محاولاته التي باءت معظمها بالفشل فى أخونة العالم الإسلامي، بل امتد ذلك إلى معظم أجزاء الكرة الأرضية، مستخدما أمواله المسمومة لاستقطاب الجاليات العربية والمسلمة، عن طريق أذرعه المتناثرة مثل مؤسسة قطر الخيرية، ومؤسسة عيد، ووزارة الأوقاف القطرية، لتلجأ بعدها لخطط قذرة من أجل فرض سيطرتها على توجهات الجاليات العربية والإسلامية في العالم عبر تمويل المساجد والمنظمات الخيرية التابعة لها.

 

ففي مايو العام الماضي كشفت تقارير صحفية وإعلامية إسبانية، كيف وفرت قطر الأموال لعناصر تنظيم الإخوان الإرهابي الموجودين في العاصمة مدريد، تحت غطاء بناء المساجد.

 

وحاول محمد الكواري سفير حكومة الدوحة في إسبانيا اختراق صفوف الجاليات العربية هناك، فكان لديه سهولة في التواصل معها لزرع الفتنة وتمويل التنظيمات المتطرفة في هذا البلد.

 

وتعد إسبانيا من الوجهات المفضلة لعناصر تنظيم الحمدين، لنشر أجندة الإرهابية، إلا أن الأمن الإسباني قام بضربات استباقية ضد البؤر الإرهابية بعد هجوم الدهس في برشلونة في أغسطس 2017، والذي راح ضحيته 13 شخصا وعشرات الجرحى.

 

ورصدت صحيفة "لاريوخا" الإسبانية، العام الماضي أن الأمن في مدريد رصد اتصالات مشبوهة بين عملاء الدوحة وسفيرها محمد بن جهام الكواري، وعناصر تابعة لتنظيم الإخوان وداعش، بهدف نشر الفتنة وتصدير الإرهاب للشارع الإسباني.

 

وكشفت أن عدد المساجد المتطرفة فى إسبانيا يزداد بشكل كبير، وفي كتالونيا يوجد فقط 80 مسجدا وغالبيتهم يتم تمويلهم عبر قطر، وهناك تقارير بأن تنظيم الحمدين يمول قرابة 250 مسجدا في أسبانيا.

 

كذلك عانت فرنسا أيضَا من تدخلات تنظيم الحمدين، حيث حذر مركز أبحاث "جيتستون" الأمريكي من أن النظام القطري يتخذ من التبرع للمساجد في فرنسا ستارا لتمويل الإرهاب، في هذا البلد الذي شهد هجمات إرهابية مروعة خلال الفترة الماضية.

 

وقال المركز إنه على سبيل المثال أعلن إمام مسجد بواتييه الكبير بو بكر الحاج عمور أن المسجد، أمكن بناءه بفضل أموال مؤسسة قطر الخيرية، إضافة إلى مسجد السلام في منطقة نانت.

 

وحذر التقرير من تدفق الأموال القطرية في مدينة مولهاوس، حيث ساعدت «قطر الخيرية» في بناء مركز النور، الذي يضم مسجدا كبيرا، وفي مرسيليا يمول تنظيم الحمدين المسجد الكبير في المدينة الذي يستوعب ما بين عشرة آلاف و14 ألف مصل.

 

كما يواصل النظام القطري بذل مجهودات فائقة لأخونة العالم الإسلامي، ففي ماليزيا قام تنظيم الحمدين بتمويل الحزب الاسلامي برئاسة الإخواني المتشدد عبد الهادي أوانج.

 

دعم عبد الهادي أوانج، الذي يشغل منصب عضو في التنظيم الدولي للإخوان وتلميذ يوسف القرضاوي، يؤكد المساعي الواضحة من تنظيم الحمدين لإشعال كوالالمبور ونشر التطرف في أرجائها.

 

ومقابل الدعم المالي، أمره تنظيم الحمدين بتبني مواقف الدوحة ضد دول المقاطعة العربية، لينطلق رافضا قرارات الرباعي ووصفها زورا بالحصار، ودان قوائم الإرهاب لأنها فضحت أمثاله من المتطرفين قتلة الأطفال.

 

بوركينا فاسو الدولة الإفريقية الفقيرة، ذات الأغلبية المسلمة، لم تسلم هى الأخرى من تدخلات قطر، فبلغ عدد المساجد التي شيدتها مؤسسة قطر الخيرية، أكثر من 800 مسجد فى معظم أنحاء البلاد.

 

قطر استغلت حاجة الأحياء الفقيرة في بوركينا فاسو، بهدف تكريس الأفكار المتطرّفة داخل المساجد التي تتولى بنائها، ثم تسليمها إلى جماعات تعتنق الفكر المتطرف.

 

تزامن اتساع أنشطة «قطر الخيرية» في بوركينا فاسو، مع ارتفاع نسبة العمليات الإرهابية هناك، ففي يناير 2016، أعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، أنه نفذ هجمات أسفرت عن مقتل 30 شخصا في العاصمة واجادوجو.

 

وجهت الأوساط السياسية والأمنية في العديد من دول العالم اتهامات ضمنية لدويلة قطر بنشر الفكر الجهادي عبر تمويلها حركات جهادية، تحت ستار بناء المساجد والمساعدات الخيرية، مشيرة إلى أنه يتم استثمار جزء من هذه الأموال في استقطاب شباب مسلم من أوروبا، لدعم الأفكار المتشددة لتنظيم الحمدين.

 

وفي عام 2014، انتقدت وزارة الخزانة الأمريكية الحكومة القطرية لقيامها المزعوم بأنشطة تمويل الإرهاب داخل حدودها، فضلاً عن دعمها المالي والسياسي للجماعات الإرهابية مثل حماس.

 

وفرضت الحكومة الأمريكية عقوبات على عدد من المواطنين القطريين بسبب تسهيل تمويل الجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة. واتهمت الولايات المتحدة، قطر بتقديم الدعم المالي والمادي للجماعات المتطرفة والإرهابية. وذكرت وزارة الخزانة الأمريكية أن قطر "تمول علنا" حماس التي تتخذ قيادتها السياسية أيضا مقرا لها فى قطر.

 

وأشارت وزارة الخزانة أيضاً إلى تقارير صحفية تتهم قطر بدعم الجماعات المتطرفة العاملة في سوريا، كما كونت مجموعات أخرى  مثل القاعدة وتنظيم داعش شبكات مالية في البلاد.

 

كما حددت الحكومة الأمريكية العديد من المواطنين القطريين الذين يقومون بجمع الأموال نيابة عن جبهة النصرة والقاعدة والجماعات الأخرى.

 

وفي السنوات الأخيرة أصبحت المساجد والمراكز الإسلامية، واحدة من الأمور المزعجة خاصة في الدول التي تضم أقليات مسلمة، أحيانا يكون الأمر منطويا على قدر من المبالغة، وفي أحيان أخرى تكون هناك مخاطر حقيقية.