"أبو سريع" يكشف عن موعد انتهاء أعمال ترميم وكالة قايتباي

أخبار مصر

أرشيفية
أرشيفية


كشف محمد أبو سريع مدير عام منطقة آثار الجمالية، عن موعد افتتاح وكالة السلطان الأشرف قايتباي بعد الانتهاء من أعمال الترميم الجارية بها. 

صورة قبل الترميم 




وفي تصريح خاص لبوابة الفجر الإلكترونية قال أبو سريع إن أعمال الواجهة الخارجية بدأت في الاكتمال والظهور، وأشار إلى أن الافتتاح سيكون في حدود عامين، وذلك لأن العمل في الوكالة من توثيق وترميم دقيق ومعماري يستغرق وقتًا كبيرًا، خصيصًا مع حجم الوكالة الضخم.

الصورة الحالية لأعمال الترميم (من تصوير الفنان: طارق الشريف) 



وعن الوكالة قال أبو سريع إنها تقع في شارع باب النصر، على يمين الداخل إلى مدينة القاهرة عبر الباب، وهي وكالة كبيرة واسعة، وكانت الوكالة لفترة طويلة، مسكونة كمنزل لبعض الأهالي، والوكالة تعود للعصر المملوكي الجركسي.


وأضاف أن وكالات أو خانات السلطان قايتباي تحوي أجمل نماذج الزخرفة التي لازمت العمارة الإسلامية، وتعود وكالة السلطان قايتباي بباب النصر إلى عام (885هـ - 1481م)، وهي كانت مخصصة لسكن التجار والمسافرين والحجاج إضافة إلى السكن العادي ومزاولة الأعمال التجارية،  ويتكون المبنى الأصلي من ثلاثة طوابق وفي وسطها فناء داخلي رحب. 

وعن تخطيطها قال أبو سريع إن الدور الأرضي بها يشتمل على بئر ودورات مياه لخدمة العاملين في المخازن، وعلى الشارع الخارجي محلات تجارية متنوعة بينما يشتمل الطابقان العلويان على وحدات سكنية.
مدخل الوكالة

في حين يقع المدخل في الضلع الجنوبي الغربي منها، وهوعبارة عن دخلة متسعة معقودة بعقد مدبب يؤدى إلى داخل الوكالة، ملحق بالوكالة سبيل يعلوه كتاب لتعليم الأيتام. 

وأشار أبو سريع إلى أن المعماري قد راعى الفصل بين الطابق الأرضي وما فيه من أنشطة تجارية وخدمات، وبين الوحدات السكنية بالطوابق العلوية، حيث أن مدخل الوكالة يقع في محور الواجهة الشمالية الشرقية المطلة على الشارع بينما نظمت ثلاثة مداخل منفصلة للربع العلوي في أقصى طرفي الواجهة.

ومن مميزات المدخل -والكلام لأبوسريع- أن التشكيل الخارجي للمبنى بصفة عامة اعتمد على التشكيل السطحي وذلك باستخدام الزخارف النباتية المتشابكة والهندسية في العقود، ويلاحظ أن الواجهة قد صممت بحيث تعبر عن تباين وظيفة الفراغات من خلفها، فنجد واجهة الحوانيت على هيئة دخلات تعلوها أعتاب مستقيمة شغلت بزخارف نباتية متشابكة بينما صممت واجهة الجزء السكني على هيئة ثلاث نوافذ مستطيلة على مستويين بكل طابق.

ونجد الكتلة البنائية للسبيل والكتاب مرتدة عن باقي كتلة الوكالة، وقد تم معالجة واجهة السبيل معالجة مختلفة عن بقية الواجهة، ولكن بطريقة مشابهة للأساليب السابقة، وذلك من حيث وجود شبابيك التسبيل تعلوها واجهة الكتاب ذات البائكات المرتكزة على عمود أوسط تحمل عقود حدوة فرس.

وأضاف أيو سريع أن المعماري استعمل الحجارة الجيرية في بناء الحوائط الخارجية والداخلية المطلة على الصحن، أما الآجر "الطوب المحروق" فقد استخدم في بناء القواطيع الداخلي، وخاصة في منطقة الخدمات، وقد استخدم الخشب للأسقف في الوحدات السكنية، بينما استخدمت القبوات الحجرية في منطقة الحواصل وهذه مواد فضلاً عن كونها مواد طبيعية، فقد انتشر استخدامها في هذه الفترة، باعتبارها تتحمل العوامل المناخية والبيئية كما توفر العزل الحراري. 

يذكر أن السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباي، من سلاطين دولة المماليك الجراكسة، ووهو من محبي العمارة والفنون وقد أظهر ذوقًا سليمًا ورفاهية بالغة من خلال آثاره الخالدة في الشام وبلاد العرب وجميع أنحاء مصر.

تولى السلطان قايتباي حكم مصر عام 872هـ -1468م، وظل في الحكم حتى 901هـ - 1496م، وكان عهده من أفضل عهود الشراكسة، واستمر في حكم مصر لفترة بلغت 29 عام، ولم يحكم أي سلطان من سلاطين المماليك تلك المدة أو أكثر منها سوى الناصر محمد بن قلاوون الذي حكم مصر لمدة قاربت الـ 42 عامًا.