"الفجر" تحاور مدير عام مناطق آثار مصر العليا: خطة لتطوير المناطق الأثرية ونتتبع أعمال التنقيب الشعبي للاستفادة منه (صور)

محافظات

بوابة الفجر


- خطة طارئة لتطوير عدد من المناطق الأثرية
- كثرة الضبطيات بسبب الفترة التي شهدتها البلاد من حالة الانفلات الأمني
- افتتاح متحف البرنس يوسف كمال سيكون له رواجًا اقتصاديًا كبيرًا للمحافظة


شاعت في الآونة الأخيرة أعمال التنقيب الشعبي عن الآثار، في قرى ومدن محافظات الصعيد، لما لها من تاريخ كبير مع الفراعنة القدماء، وسط محاولات مستميتة من الأجهزة الأمنية ومباحث الآثار، لإحباط تلك المحاولات، للحفاظ على ممتلكات الدولة من الضياع.

التقت بوابة "الفجر" الدكتور مصطفى احمد محمود، مدير عام مناطق اثأر مصر العليا للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، والذي أفصح عن مدى اهتمام الدولة بالمناطق الأثرية، وتتبعها لأعمال التنقيب الشعبي الذي تستفيد منه، وكيف يتم تطوير المناطق الأثرية في الصعيد.

- في البداية، حدثنا قليلًا عن أسباب ارتفاع أعداد الضبطيات الأثرية في الصعيد؟

* تعد منطقة آثار مصر العليا، من المناطق الغنية بالعديد من المناطق الأثرية الإسلامية والقبطية واليهودية، والتي تولي لها الدولة اهتمامًا بالغًا، نظرا لمكانتها فى تاريخ مصر القديم والحديث، وترجع كثرة الضبطيات بسبب الفترة التي شهدتها البلاد من حالة الانفلات الأمني، مشيرًا إلى أن المواطنون استغلوها أسوأ استغلال.

- هناك العديد من الضبطيات التي يعلن عن الاشتباه في أثريتها وتظهر أنها نسخ مقلدة، كيف ذلك؟

* ترجع أسباب الضبطيات المشتبه في أثريتها، وتظهر أنها مقلدة إلى عدة عوامل، أهمها أن البائع والمشتري لا يعلم كيفية التثبت من القطع الأثرية وتمييزها عن المقلدة، فجهل الطرفين هو الأمر الذي يجعل الصفقة تتم، ولكن عند وصولها إلى أيدي الخبراء، يميطون اللثام عن الحقيقة التي جهلها البائع والشاري.

- هل تستفيد وزارة الآثار من القطع الأثرية التي يتم ضبطها؟ وما هي أوجه الاستفادة؟

* بالفعل تستفيد وزارة الآثار من القطع الأثرية، فعندما تتم المعاينة، وحال اكتشاف أن التماثيل أصلية، تضم ضمن القطع الأثرية، أن المقلدة تقليدًا جيد، يتم وضعها في المخازن المتحفية، لتدريب المفتشين الجدد عليها، لضمان معرفتهم بالنسخ المقلدة والتفريق بينها وبين الأصلية.

- محافظة قنا تضم العديد من الآثار القبطية والإسلامية فما أكثر المراكز شهرة في المحافظة؟

* لا يخفى على الكثيرين أن محافظة قنا، أكثر المحافظات شهرة من حيث المناطق الأثرية الإسلامية والقبطية، وتعد مدينة نجع حمادي، من المراكز الشهيرة، والتي تزخر بالعديد من المناطق الأثرية الإسلامية والقبطية بالمحافظة، ومن أبرزها المجموعة المعمارية الخاصة بالأمير يوسف كمال، ودير الانبا بضابا، والمسجد العمري بهو.

- لحديثك عن المسجد العمري بقرية هو، شهد المسجد حريقًا في 2014 ما هي أخر التطورات في أعمال الترميم؟

* بالفعل تلك الحادثة المأساوية، يتذكرها الجميع، ولكن نزف البشرى بأن هناك 12 مليون جنيهًا تبرع من المكتب الخيري الكويتي لإعادة أعمار المسجد، وعودته مرة أخرى، إضافة إلى ان الإدارة الهندسية بالأقصر، انتهت من المقايسة الهندسية من أجل ترميم المسجد الأثري.

- اهتمت الأسرة العلوية بإقامة قصور بالطراز الإسلامي، كيف اهتمت وزارة الآثار بقصر الأمير يوسف كمال؟
* هناك جهات سيادية عليا مهتمة بافتتاح قصر الأمير يوسف كمال، وتحويله إلى متحف، من خلال عرض مقتنياته الأثرية النادرة، بعد تعرضه لحادث السرقة، وبدأت أعمل ترميم وتطوير الجزء الجنوبي بالقصر والتي تشمل مبنى السلامليك والفسقية وقاعة الطعام والمطبخ وحجرة الأرشيف والسبيل والأسوار والأبراج والحديقة ومحيط المباني الأثرية.

- ما أوجه الاستفادة لمحافظة قنا عند افتتاح متحف الأمير يوسف كمال بنجع حمادي؟

* هناك العديد من أوجه الاستفادة، حيث يضع متحف البرنس يوسف كمال، المحافظة بأكملها على الخارطة السياحية الإقليمية والدولية، خاصة وأنه من ضمن الاقتراحات التي تم عرضها على اللواء عبدالحميد الهجان، محافظ قنا، أنه يتم عمل مرسى نيلي بالقرب من المتحف، والذي سيستقطب كافة الرحلات النيلية للسائحين، وحتى السياحة النيلية الداخلية.

كما أن افتتاح متحف البرنس يوسف كمال، سيكون هناك رواجًا اقتصاديًا كبيرًا، حتى وإن كانت البداية بالسياحة الداخلية، وفتحه أيضًا للمهتمين بالعمارة الإسلامية، علمًا بأن القصر يزخر بفنون العمارة الإسلامية، ووجود تحف معمارية متميزة، وسيكون هناك رواجًا من السياحة الداخلية والتي سيتم تعميمها على السياحة الخارجية، وحال نزول السياح للمدينة، ستبدأ المدينة بالرواج الاقتصادي.

- قنا تذخر أيضًا بالمناطق الأثرية القبطية، كيف يتم تطويرها؟

* هناك بالفعل أعمال ترميم تحدث بدير الأنبا بضابا بنجع حمادي منذ عامين، وفي الأيام المقبلة، سيتم افتتاحه من قبل وزير الآثار، والأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ورئيس المناطق الإسلامية والقبطية، عقب الترميم المعماري الدقيق للدير.

- من هو مدير عام مناطق آثار مصر العليا؟

* هو مصطفى محمود، التحق بالمدارس الابتدائية الأميرية، وحصل على الشهادة الابتدائية عام 1970، ثم الإعدادية سنة 1973م، ثم الثانوية عام 1976م، من الثانوية العسكرية بسوهاج، ثم التحق بكلية الآداب بسوهاج، جامعة أسيوط، قسم الآثار الإسلامية، وتخرج في مايو 1981م.

فى أكتوبر 1982، عمل مفتشًا للآثار متعاقدا، ثم مديرا لمنطقة رأس سدر، ثم مديرا لمنطقة شمال سوهاج، ثم مديرا عاما للمضبوطات بجنوب الصعيد، ثم فى 2014م مدير عام الحفائر بجنوب الصعيد، وفى أكتوبر 2017م، تولى منصب مدير عام أثار مصر العليا للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية.

- ما هي أهم الاكتشافات التي شاركت بها؟

* شاركت في اكتشاف تمثال "ميريت امون" بأخميم، وكلفت من رئيسي في العمل كعضو من الآثار الإسلامية والقبطية، للعمل ضمن الحفائر التابعة للاثار المصرية، لان طبقات التربة عكس التاريخ، فالتاريخ يدرس الأقدم فالأحدث اما الحفائر فيحدث فيها العكس، عملت في حفائر الدير الابيض بسوهاج وأعقبه اكتشاف أخر فى الشهر نفسه، لعدد 421 دينار من الذهب الخالص عيار 24، وحاليا معروضين فى متحف الأقصر، وجزء بالمتحف القبطي بانتظار الدراسة.

شاركت في اكتشاف مبان، مصابغ، مدابغ، مصنع لزيت المايرون، البخور، وهى الأشياء الخاصة بحياة الرهبنة،حيث كان الراهب يدخل الدير فلا يخرج للحياة الدنيوية مطلقا، فكان يقوم على عمل اكتفاء ذاتى لمتطلباته، وكان يقوم على تصدير الفائض منها لخارج الدير. 

وأشرفت على العديد من أعمال الترميم، مثل ترميم الديرين الأبيض والأحمر، ودير الانبا توماس بساقلته، وكنت دائما أترأس لجنة فحص المضبوطات بمحافظة سوهاج، فقمت بمعاينة قرابة 3 الآف محضر معاينة مضبوطات، على مدار 10 سنوات.