العثور على مجموعة من العملات الذهبية ترجع للعصر البيزنطي في الداخلة

أخبار مصر

العثور على مجموعة
العثور على مجموعة من العملات الذهبية


قال الدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية في وزارة الآثار، إن البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة عين السبيل في واحات الداخلة بمحافظة الوادى الجديد والتابعة لقطاع الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة الآثار، تمكنت من العثور على خبيئة عبارة عن قنينة تحوي بداخلها بعض "الدنانير" وهي العملات الذهبية، وترجع للعصر البيزنطي.

وأشار مصطفى، إلى أن العملات ترجع إلى عهد الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الثانى، قنسطانطيوس الثاني، الذي عاش في القرن الرابع الميلادي بين عامي 317 - 361 م، وقد تولى الإمبراطورية في الفترة من 337 -361 م، وكان معاصرًا لعصره البابا إثناسيوس الرسولي بابا الإسكندرية .

وأضاف الدكتور مصطفى أن لكل من هذه العملات وجهان الوجه الأول يحمل صوره للإمبراطور في أوضاع مختلفة ويحيط بها بعض الكلمات ومنها اسم الإمبراطور، أما الوجه الآخر فهو يحمل بعض الرسوم والكتابات التي تشير إلى تاريخ سك هذه العملة.

ومن جانبه قال  كامل بيومي أحمد رئيس البعثة الأثرية ومدير عام آثار الداخلة بقطاع الآثار الإسلامية، إنه تم نقل هذه القنينة الفخارية ومحتوياتها إلى المخزن التابع للمنطقة، وبدء  أعمال الترميم الأولى للعملات والتوثيق الأثري لها، بالإضافة إلى إجراء الدراسات الأثرية والعلمية اللازمة لمعرفة المزيد عنها.

يذكر أن الدولة الإسلامية تعاملت في بداياتها بالعملات البيزنطية، وكانت العملة الذهبية تسمى دينار والعملة المعدنية تسمى درهم، ولها أوزان وعيار معروف ومحدد من قبل الدولة.

وقد تم تعريب المسكوكات الإسلامية في عهد عبد الملك بن مروان، وتم تعميم التعريب على كافة الأقطار الإسلامية.


والنقود مصدراً مهمًا من مصادر التاريخ والآثار والحضارة الإسلامية، وعلى حد قول عالم النميات الأمريكي جورج س. مايلز George C.Miles في مقدمة كتابه عن تاريخ الري النقدي: "لا يوجد حقل في التاريخ خدمته مسكوكا ته بالقدر الذي خدمت به المسكوكات الإسلامية التاريخ الإسلامي".

وقد حظيت النقود باهتمام خاص في الدولة الإسلامية، ولعبت النقود دوراً مهماً ليس باعتبارها أداة مهمة في النظام الاقتصادي فحسب، ولكن باعتبارها الجهاز الإعلامي الحكومي الذي يقوم الآن مقام وسائل الإعلام الحديثة المختلفة من إذاعة وتليفزيون وصحف ومجلات، وغيرها، وذلك لما تتمتع به النقود من سرعة في التداول وسعة في الانتشار، فهي لا تخلو منها يد ولا تغيب عن رؤى عين.

وقد لعبت النقود الإسلامية دوراً مهماً في الحياة السياسية في العصر الإسلامي بصورة لم يسبق لها مثيل في أي عصر من العصور، وذلك لما تمتعت به النقود من أهمية كبيرة في النظام السياسي للدولة الإسلامية منذ صدر الإسلام. 

فقد كانت النقود تمثل أهم شارات الملك والسلطان التي حرص على اتخاذها الخلفاء والحكام بعد اعتلائهم للحكم مباشرة، فكان على الخليفة أو الحاكم أن يقوم بأمور رئيسية للإعلان عن توليه الحكم، أول هذه الأمور هي ضرب السكة وتسجيل اسمه عليها، ثم الدعاء له في خطبة الجمعة، ثم نقش شريط الطراز باسمه.

وكانت النقود هي وسيلة التخاطب الرئيسية بين الخليفة أو الحاكم ورعيته يبث من خلالها مبادئ حكمه والأسس التي يقوم عليها، ويذيع من خلالها البيانات الهامة للرعية، ويُسجل فيها أهم الأحداث التي تشهدها الدولة. 

لذلك كانت دراسة النقود الإسلامية ذات أهمية خاصة لمعرفة النظم السياسية للدول الإسلامية المختلفة باعتبارها وثيقة رسمية صادرة من دار سك الدولة - برعاية الحاكم - يصعب الشك فيها أو الطعن في قيمتها. وقد عول المؤرخون -في مختلف تخصصاتهم- على النقود في دراسة الجوانب المختلفة للتاريخ والحضارة الإسلامية واستفادوا منها في تفسير كثير من الظواهر التاريخية، وإثبات ونفى ما يرد من معلومات في المصادر التاريخية المختلفة.