تجمعهم الأعياد ولا يفرقهم الأعداء.. المسلمون والأقباط في مصر "إيد واحدة"

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


في الوقت الذي تسعى فيه عناصر مندسة داخل الوطن تهدف لإحداث التفرقة بين أبناء مصر ونشر الطائفية وتحطيم أواصر الوحدة الوطنية بين كافة الطوائف ومختلف الأديان على أرض الكنانة، يثبت الشعب أنهم قادرون على مواجهة هذه الفئات الضعيفة المتطرفة التي تخدم مصالحها الشخصية من خلال محاولات فاشلة لنشر الصراع وإشعال فتيل العنف الطائفي بين أبناء البلد الواحد.

ففي الوقت الذي تسعى فيه العناصر الدخيلة لقطع حبال الود بين أبناء مصر من مختلف الديانات والثقافات، يحاول الأشقاء المصريين مسلمون وأقباط أن يزيدوا من هذه الحبال التي تقوي الروابط بين كليهما دون تفرقة فيتشاركون الاحتفالات ويتقاسمون الكفاح من أجل الوطن، ويتشاركون أرزاقهم ولقمة عيشهم فيما بينهم، فيدخل المسلم الكنيسة لتهنئة القبطي ومشاركته احتفالاته ويحرص القبطي على الاحتفال مع المسلم بالأعياد الدينية في الشوارع والمساجد.

هذا المشهد تجسده لوحة فنية سيرسمها المسلمون والأقباط معًا لتصبح صورة تحفر في ذاكرة التاريخ يشهد عليها العالم أجمع، وذلك بفضل قداسة البابا تواضروس الذي يلقي كلمة يوم غد الأحد الموافق 7 يناير أي احتفالات أعياد الميلاد المجيدة من مسجد الفتاح العليم بالعاصمة الإدارية الجديدة تزامنًا مع افتتاحه بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، وفي الوقت نفسه يلقي فضيلة شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب كلمة للشعب من داخل كاتدرائية ميلاد المسيح التي يتم افتتاحها هي الأخرى مع المسجد داخل العاصمة الإدارية الجديدة بحضور ملوك ورؤساء دول العالم الذين سيبصحوا غدًا شاهدين على أبرز صور الوحدة الوطنية التي لا يزعزعها إرهاب ضعيف لا يقوى على الروابط العميقة التي تصل بين المسلمين والأقباط في مصر والتي أثبتتها العديد من المواقف بين الطرفين على مر التاريخ.

ولكن هذه الصورة التي يرسمها البابا تواضروس من داخل المسجد وفضيلة شيخ الأزهر الشريف من داخل الكنيسة بالعاصمة الإدارية الجديدة ليست الأولى في تاريخ مصر على مر العصور، فاعتدنا على مشاركة المسلمين لأعياد الأقباط واحتفالات رأس العام وعيد الميلاد المجيد، كما شهدنا مرارًا وتكرارًا تقاسم الأقباط الصوم والإفطار في العديد من الأحيان مع المسلمين خلال شهر رمضان المبارك، وتقاسما معًا البهجة في أعياد الفطر والأضحى دون تفرقة.

وتكررت المواقف الشاهدة على وحدة أبناء مصر من الأقباط والمسلمين، في عام 2017 م حينما أكد قداسة البابا تواضروس تزامنًا مع احتفالات عيد الميلاد المجيد، أن المسيحيون يستمدون القوة من الله وإخوانهم المسلمين، وهو نفسه ما حرص شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب على إظهاره خلال العديد من المناسبات حينما صرح مرارًا وتكرارًا أن الأقباط ليسوا في خطر حرصًا منه على بث الطمأنينة في نفوسهم ودعوة أبناء الوطن الواحد للتوحد والانخراط فيما بينهم.