الكنيسة تحتفل يتذكار نياحة الأنبا يوحنا أسقف البرلس

أقباط وكنائس

القس أنجيلوس جرجس
القس أنجيلوس جرجس



تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الجمعة، بتذكار نياحة القديس الأنبا يوحنا، أسقف البرلس، وبحسب الكتاب التاريخي الكنسي (السنكسار)، خصصت الكنيسة القبطية يوم 19 كيهك من كل عام قبطي الاحتفال به.

وقال القس أنجيلوس جرجس، راعي كنيسة أبي سرجه بمصر القديمة، القديس الأنبا يوحنا يحنس ولد من عائلة غنية، من نسل كهنوتي، وعلماه والداه محبة المسيح والكنيسة وخدمة الفقراء والمحتاجين، توفا والداه وهو في سن الشباب فأخذ كل ما ورثه عنهم وبنى فندقًا للغرباء ويأوي فيه المساكين والمرضى والذين ليس لهم أحد أن يذكرهم، وكان يخدمهم ويطعمهم ويسهر على راحتهم.

وأوضح جرجس، لـ"بوابة الفجر"، أنه ذات يوم نزل في الفندق أحد الرهبان الذي حكى له عن سير القديسين وآباء البرية فانجذب بالحديث إلى تلك الحياة فقرر أن يوزع أمواله على المساكين وذهب إلى برية شيهيت وترهب عند أنبا دانيال قمص البرية، في بداية القرن السادس، لافتا إلى أن القديس يوحنا قد تتلمذ على يد هذا القديس الذي أشتهر بالعلم والتقوى وتعلم منه أنبا يوحنا الأمور اللاهوتية والعقيدة الأرثوذكسية السليمة إذ أن في تلك الأيام كانت الكنيسة تعاني من اضطهاد الإمبراطور جوستنيان الذي حاول فرض عقيدة خلقيدونية الخاصة بطبيعة المسيح التي رفضتها الكنيسة.

وأضاف، استشهد لأجل هذا الإيمان مئات الآلاف وحتى أنبا دانيال قمص شيهيت قد ضرب وتعذب لأنه رفض القبول بالعقيدة المخالفة للإيمان الرسولي، وكان الصراع العقيدي بين كنيستنا وبين الإمبراطور الذي حاول فرض عقيدته بالقوة.

وتابع: أن القديس يوحنا فبعد انتقال أنبا دانيال دخل إلى البرية وتوحد هناك وحاربه الشيطان كثيرًا بشتى الحروب، وفي هذه الأثناء طلب شعب البرلس أن يقيم لهم أنبا يوحنا أسقفاً عليهم، فأرسل إليه وأجلسه أسقفاً على البرلس، وهو إقليم يقع أقصى شمال الدلتا ويتبع محافظة كفر الشيخ.

وأكمل: كان تدبير نزوله إلى الخدمة من الرب حتى يثبت الكنيسة ويقاوم الفكر المنحرف الذي كان يحاول الإمبراطور وأتباعه نشره.

واستطرد قائلاً: كان القديس يوحنا مدافعاً عن الحق والكنيسة، وكان أميناً فيما قد استلم من الآباء ولم يفرط في أي حرف من الإيمان أو الروح أو الحياة الكنسية، وكان يدرك أن الشيطان حربه الأولى والهامة هي الإيمان والتسليم الكنسي الذي حين يهدمه يهدم الكنيسة. لذلك يحاول أن يدخل في ثياب الحملان ومن خلال خدام ومعلمون كذبة كما قال مار بطرس: "معلمون كذبة الذين يدسون بدع هلاك".