أحمد شوبير يكتب: تحد جديد

الفجر الرياضي



أيام قليلة ويعلن الاتحاد الإفريقى لكرة القدم عن الدولة المنظمة لبطولة الأمم الإفريقية المقبلة 2019 بعد سحب تنظيم البطولة من دولة الكاميرون، وتعد مصر هى الأقرب لنيل شرف تنظيم أهم وأكبر المسابقات الإفريقية.

نعم هو تحد جديد لمصر والتى تثبت يوماً بعد الآخر عودتها لمكانتها الطبيعية كأهم وأكبر البلاد الإفريقية، فالأمر لا يقتصر على تنظيم بطولة فى كرة القدم فحسب بل هو بمثابة رهان حقيقى أن مصر هى الأخ الأكبر والقلب النابض للقارة الإفريقية مثلما هى كذلك بالنسبة للوطن العربى.

فإعلان إسناد تنظيم بطولة كأس الأمم الإفريقية هو بمثابة إعلان عن عودة الريادة الإفريقية لمصر على جميع المستويات بصفة عامة، خاصة أن الجميع لا ينسى لمصر أنها صاحبة فكرة تأسيس الاتحاد الإفريقى لكرة القدم عن طريق عبدالعزيز سالم عام 1953، بل منحته الدولة المصرية آنذاك جزءًا من أرضها كمقر للاتحاد الوليد. وها هو الآن تعود مصر من أجل إنقاذ بطولة كأس الأمم الإفريقية بعدما تم سحب تنظيمها من دولة الكاميرون لعدم جاهزية الأخيرة لاستضافة البطولة لتتقدم مصر بوازع من دورها الريادى لإنقاذ تنظيم البطولة بالتقدم بطلب لاستضافتها.

ولا شك أن تنظيم تلك البطولة سيكون له مردود أكثر من رائع على عودة الجماهير بشكل طبيعى للمدرجات، وربما يعيد لنا المشهد الحضارى الذى شاهدناه جميعاً فى بطولة الأمم الإفريقية 2006 والذى كان حديث الصحف الإفريقية والعالمية آنذاك، وكان بمثابة مشهد حضارى يعبر عن رقى وعظمة الجماهير المصرية، فلاشك أن امتلاء المدرجات بالجماهير المصرية سيكون بمثابة إشارة بدء لعودة الجماهير للمدرجات بشكل طبيعى دون تحديد عدد من الجماهير كما هو الحال الآن.

كذلك تحظى خطوة التنظيم بأهمية أمنية كبيرة خاصة أنها ستكون هى المرة الأولى التى تنظم فيها مصر البطولة بعد فترة عصيبة مرت بها البلاد نجحت الدولة المصرية وكما هو معهود عنها بعبورها بأمن وسلام لتعود مصر وأمنها أقوى مما كان، فمن منا كان من الممكن أن يتخيل أن مصر التى شهدت مرحلة من الأزمات والإضرابات قد استعادت عافيتها الأمنية والاقتصادية والسياسية بعد فترة قصيرة للغاية، بل ونجحت فى تنظيم العديد من البطولات الإفريقية الكبرى سواء اليد منذ عامين كما نظم النادى الأهلى بطولة إفريقيا لكرة السلة على أرضه العام الماضى لتعلن مصر عن استعداداتها الكاملة الآن لتنظيم كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم.

أما على المستوى السياحى فإن تنظيم مثل تلك البطولة الكبرى ستكون بمثابة عودة السياحة الإفريقية والتى لا يتكلم عنها الكثير خاصة مع عودة السياحة العالمية لطبيعتها، فالعائد السياحى لمثل تلك البطولة سيكون له مردود جيد للغاية كما سيمنح فرصة ذهبية لفرص عمل جديدة وفتح آفاق جديدة للشباب.

وأخيرا فإن نيل شرف التنظيم على المستوى الرياضى لا شك سيكون بمثابة البحث عن عودة المنتخب المصرى كمنتخب كبير ومخيف لجميع المنتخبات الإفريقية والبحث عن اللقب الثامن بعدما غابت البطولة عن دولاب البطولات المصرية منذ ما يقرب من تسع سنوات، فمصر خاصة أن المنتخب الآن يملك العديد من العناصر الواعدة جداً والتى أصبحت نواة منتخب قوى للغاية لا ينقصه سوى الدفعة الجماهيرية والتى لاشك ستكون حاضرة بوجود الجماهير المصرية فى المدرجات، والتى ستكون سبباً رئيسياً فى الفوز باللقب الإفريقى للمرة الثامنة فى تاريخها.

تحد جديد وكبير ولكنه ملىء بالمكاسب الرياضية والأمنية والسياحية والاقتصادية.. قولوا معايا يارب.