«العشوائيات» تضرب الإسكندرية والمسئولين فى «غيوبية»

منوعات

شوارع الإسكندرية
شوارع الإسكندرية


 شهيرة النجار

أصبحت ظاهرة امتلاء شوارع الإسكندرية بالمياه وعدم تصريفها إلا بعد فترة عقب كل نوة أو سقوط أمطار، حديث أهل الإسكندرية، وبسرعة تخرج شماعة عدم «تسليك الشنايش» على السطح.

ولكن الحقيقة خلاف ذلك، فمنذ قصة غرق الشوارع أيام المحافظ الأسبق هانى المسيرى، كان أمر تسليك الشنايش بالشوارع مسئولية الأحياء، بعدها تم إرساء المسئولية لهيئة الصرف الصحى، التى بدورها تقوم بالتسليك، لكن بعد مدة بسيطة يتم غلق الشنايش من قبل بعض عمال النظافة الذين يكنسون ويلقون بالمخلفات فى الفتحات.

ثم لجأوا لفكرة وضع أجولة من الخيش على كل فتحة، لتمنع سقوط الأتربة وأوراق الشجر والمخلفات داخل الفتحات، وهذا أمر عظيم، لكن تظل هناك مشكلة أعظم لا يريد أحد الاقتراب منها، ألا وهى العمائر التى حلت محل الفيللات التى تهدمت فى غفلة من الزمن أو البيوت ذات الطابق أو الطابقين، ليحل مكانها أبراج.

هذه المنازل كان يقطن بها أسرة أو أسرتان، الآن حل محلها برج فيه أكثر من 25 أسرة، أضرب فى أربعة أفراد، ولا تزال مواسير الصرف كما هى، تحمل سعة معينة من التحمل، وبزيادة الضغط أصبحت لا تتحمل فتمتلئ شوارع المدينة بمياه الأمطار، التى كانت قبل (7) سنوات لو ظلت تمطر أسبوعاً تجد الشوارع تبرق مثل البنور.

ولا يمكن تحميل المسئولية كاملة على المسئولين، وإنما لفساد الضمائر والمقاولين الذين يلجأون لـ«الكواحيل»، الذين يهدمون الفيللات ويبنون العمائر المخالفة باسم آخر، لتشتهر الإسكندرية دون غيرها من محافظات مصر بـ«الكاحول» الذى بالبلدى يشيل الليلة وهو مثل اللهو الخفى، لا تعرف له مكاناً، حتى إن رئيس الجمهورية قبل ثلاثة أعوام قال فى خطاب رسمى إن أكبر نسبة مخالفات مبانى وصلت لـ60 ألف عمارة مخالفة بالإسكندرية.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، مقاول مهندس من منطقة شرق الإسكندرية بنى عشرات العمائر بنظام «الكواحيل» الذين يتم استحضارهم من ريف محافظة البحيرة، لكى يتهرب من دفع مئات الملايين من الضرائب المستحقة على بناء تلك العمائر، وفى الوقت ذاته يخالف كيفما يشاء فى البناء بأعلى ارتفاعات، وبناء بدون أدنى اشتراطات السلامة الأمنية للعمائر، حتى يتهرب من المساءلة، ليصبح قدوة فى المخالفة بكل عمارة يبنيها فى أى منطقة.

يقوم المقاولون الآخرون بتقليده والمطالبة بالمساواة معه، ومثال على ذلك عمارة بأرقى الأحياء بمنطقة رمل الإسكندرية، ترى البحر من بعيد وتطل على مبنى لجهة سيادية، قام بمخالفة عشرة طوابق دون أى رادع، ويشيع فى كل مكان أن جميع الأجهزة الرقابية فى جيبه الأصغر، حتى يحتمى بتلك الكلمات ويحتمى أيضا بالعديد من العاملين بالجهات القضائية الذين يستثمرون أموالهم معه بدون الإفصاح عن هويتهم.

مثال على ذلك مستشار له حساب فى بنك فيصل باسم شقيقه، يتشارك مع بعض مهندسى الأحياء الذين لايزالوا بالخدمة أو الذين خرجوا على المعاش، مثل امبراطورة حى شرق السابقة التى تشاركه من الباطن فى بناء العمائر وتخفى أموالها معه، وأسست معه شركة سياحة للحج، وكل هذا بمعرفة المقاول الذى له فى كل منطقة الآن عمارة مخالفة، وسوف أتقدم ببلاغ رسمى للجهات الرقابية بفحوى هذا المقال، لأن الأمر استشرى، وهو قدوة مخفية واسم غير متداول «لكنه معروف بسوق العقارات والمقاولين» يحول المدينة لعشوائية كبيرة، فأحد شوارع منطقة أخرى بحى شرق الإسكندرية بنى فيها عمارة قريبة أيضا من جهة مهمة، وكانت هى الوحيدة المخالفة فى شارع لا يتعدى المترين ونصف المتر ومخالفة لكل الاشتراطات، وزور فيها، وأصبحت تلك العمارة قدوة فى الشارع ليتحول الشارع بعدها لغابة أسمنتية من العمائر، التى حلت محل الفيللات التى تهدمت، لكن السبق كان له قبل أعوام من تحول تلك المنطقة لأكبر عشوائية بالإسكندرية.

هو قائد سيمفونية المخالفات والارتفاعات تحت مسمى «الكاحول»، وبحماية بعض فسدة موظفى ومهندسى الأحياء ومع الأسف غالبيتها ليست أمواله، هو فقط ستار يجمع الأموال لمن يريد غسيل أمواله المحرمة وإخفاءها، ومع ذلك يستحضر «كاحول» حتى لا يسأله أحد من أين لك كل هذا، وحتى يخالف ويفسد بحريته دون مساءلة قانونية، لكن آن أوان فتح الملفات.