محمود الجلاد يكتب: جيل الـ 2000 .. وغياب ثوب الوقار

ركن القراء

بوابة الفجر


لمس الشاشات شيء أساسي في يومهم .. الحاضنة والمربية.. يتامى رغم وجود آبائهم على قيد الحياة.. إن سألتهم عن أبسط أمور دينهم .. الكثير منهم وليس كلهم ضحال لايعرفون شيئًا.


 الواقع الذي نراه يتطور بشكل رهيب، تطورًا تكنولوجيا غير عادل، بغياب ثقافة مجتمعية في أشد الحاجة لعودتها، وتعزيز قيمها بشكل يناسب العصر، وقد تلاحظ في السنوات الأخيرة تصرفات غير أخلاقية وكوارث من شباب في سن المراهقة.


شباب نشأ على السوشيال ميديا فهي حياته ويومه وعالمه الخاص، فأكثر ساعات يومه يقضيه على الهاتف متنقلا بين الفيسبوك، والانستجرام، وتويتر، والألعاب الإلكترونية، ليس عيبا أن يتصفح لكن العيب أن تستغرق وتقتل كل وقته. 
مما لاحظته أن جيل الـ2000 نشأ في فترة ريعان السوشيال، فأصبحت كل حياته، ينشر أكلته المفضلة، ولعبه وسفرياته ومشاعره المدفونة، يظهرون نرجسيتهم، وأفكارهم وفكاهتهم، ومرحهم وحزنهم وأسرار منازلهم ومواقفهم وكأن الفيسبوك الحاضن الأول، وإن بحثنا عن المكنون الثقافي فهو غائب.


قد يكون الأمر خطيرًا لكن المقلق المحير أن الكثير منهم غابت عنهم القدوة والخلق والعادات والتقاليد المصرية الأصيلة، ألفاظ نابية في المرح فالأمرعندهم عادي، مقاهي وشيشة، خروجات وأحضان، بنين وبنات أمام المدارس .
المشكلة الأكبر التي يعاني منها مجتمعنا انعدام منظومة القيم في وقت تجتاح السوشيال كل شيء.. نعم.. هناك انفلات أخلاقي في وقت لا مربي ولا حاضن لهم سوى السوشيال ميديا، بينما الآباء منشغلون خارج منازلهم فالأب يكدح ليل نهار في وضع اقتصادي صعب وغلاء معيشي غير عادي، والفاجعة أن الأم التي عليها دور كبير في التربية مضطرة للعمل، فتعود منهكة هي الأخرى .. بينما أولادهم في أحضان مارك زوكربيرغ.


أجيال لم تتأسس على الكتاتيب، بل الكارثة أن لديهم أمية دينية في أبسط الأمور، ويفاجئني سؤال من أي مكان سيتعلم دينه؟ هل المسجد.. أجيبك سيدي القاريء لا، فهناك عجز بنسبة تتجاوز الـ 50 % من الأئمة في المساجد، فالوزارة عاجزة عن توفير أئمة في مساجدها التي تزداد عن 120 ألف مسجد وفقا للاحصائيات الأخيرة ، وإن وجد الإمام فتأهيله يحتاج حكايات وحكايات وحكايات.


دعونا نقول أيضًا إن القدوة غابت، والوقت يضيع بدون تربية والانتماء الوطني عند الكثير منهم يحتاج إلى دروس تغرس ذلك في نفوسهم، وتوعية حقيقية فهم بعيدون عن قيم مفتقدة ولا حل سوى إعادة أدوات التربية من جديد بحسب مقتضيات الواقع.


صبايا منعزلات.. ومراهقون كل في هاتفه بإصبعه يحرك شاشته لأعلى وأسفل، ولو حضر الأب فهو منهك متعب وكأن أفراد الأسرة غرباء يعيشون في منزل واحد.
هؤلاء خلال عامين سيكونون هم المحامون والمعلمون والمستشارون والأطباء..الخ الخ.


يحتاجون إلى قدوة تنير دربهم وطريقهم في وقت تنطفي فيه مصابيح الأخلاق والعادات والتقاليد والانتماء .. نحن بحاجة لتعديل المسار الأهم وعودة ثوب الوقار مرة أخرى لـأعمار الـ 16 -18 عامًا.