«ساويرس» يتاجر فى أهرام الجيزة.. أوراسكوم تعرض 20 مليون جنيه سنوياً لإدارة الهرم والصوت والضوء والمتحف الكبير

العدد الأسبوعي

«ساويرس» يتاجر فى
«ساويرس» يتاجر فى أهرام الجيزة


كشفت مصادر مطلعة أن شركة أوراسكوم، قدمت عرضاً لوزارة الآثار بموجبه تقوم الشركة بإدارة مشروعات المنطقة الأثرية بالأهرام ومشروع الصوت والضوء والمتحف الكبير.

وأوضحت المصادر أن العرض يتضمن أن تكون مسئولية إقامة الحفلات بالمواقع الأثرية، وإدارة مناطق الخدمات بها وما تتضمنه من محال تجارية وكافيتريات وبازارات ومطاعم مسئولية الشركة، وتكون وزارة الآثار مسئولة فقط عن الموقع الأثرى بما يحويه من آثار، وذلك مقابل 20 مليون جنيه سنويًا على أن يتم تقسيم صافى الأرباح مناصفة بين الحكومة وأوراسكوم.

وأكدت المصادر أن وزارة الآثار لاتزال تدرس العرض وآلية تنفيذه وهل فى حال الموافقة عليه، سيتم إصدار قرار الموافقة بالأمر المباشر أم سيتم طرح تلك المواقع فى مزايدة علنية، تتقدم لها أوراسكوم وأى شركة أخرى ترغب فى ذلك.

ومن الملاحظ فى الفترة الأخيرة أن أوراسكوم تولى اهتماماً مباشرًا بالآثار وترعى كثيرا من الاحتفالات والمناسبات الأثرية وآخرها الاحتفال بمرور 116 عاما على إنشاء المتحف المصرى بميدان التحرير، وافتتاح جناح يويا وتويا بالمتحف، فى نوفمبر الماضى، حيث تولت شركة أوراسكوم رعايته بصورة كاملة، وأرسل رجل الأعمال نجيب ساويرس، تحياته للحضور التى أبلغها نيابة عنه الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، بنفسه، حيث لم يتمكن ساويرس من حضور الحدث بشخصه لكونه كان خارج البلاد وقتها.

يأتى عرض أوراسكوم بالتزامن مع إعلان وزير الآثار، الدكتور خالد العنانى، الأحد الماضى خلال اجتماع لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب برئاسة النائب أسامة هيكل، قرار الحكومة بإسناد تشغيل المتحف الكبير ومتحف الحضارة ومنطقة الأهرامات للقطاع الخاص، وتقديم الخدمات للزائرين، لافتًا إلى أن إدارة وتشغيل الخدمات الخاصة بالمتحف الكبير، سيستثنى منها مخازن الآثار ومعامل الترميم.

وأشار عنانى، إلى أنه سيتم إرسال كراسة الشروط للتحالفات الخمسة، التى تم اختيارها بعد فض المظاريف بشأن إدارة المتحف الكبير، وهى تحالف «مصرى - إيطالي»، وتحالف «مصرى -أمريكي»، وتحالف «مصري- فرنسي»، وتحالف «مصري- إنجليزي»، وشركة إماراتية، دون أن يشير فى خطابه إلى العرض الذى تقدمت به أوراسكوم.

الغريب فى الأمر أن وزارة الآثار أصدرت قراراً فى أغسطس من العام الماضى بإنشاء شركة قابضة لإدارة المواقع الأثرية وصرح العنانى وقتئذ أمام مجلس النواب أيضًا بأنه كان هناك تكليف واضح منذ عام 2004 بإنشاء شركة لإدارة الآثار المصرية، إلا أنه منذ ذلك التاريخ وحتى الشهور الماضية تم حفظ القرار فى الأدراج حتى صدر فى أغسطس 2017، مشيرًا إلى أن هذه الشركة ستتولى إدارة المطاعم والكافيتريات ودور السينما الموجودة فى المتحف المصرى الكبير، وسيكون هناك فصل بين ملكية الدولة لهذه الآثار وإدارة الخدمات التابعة للمواقع الآثرية.

وهنا يأتى السؤال هل وجود شركة ضخمة بحجم أوراسكوم وإبدائها اهتماما مباشراً بقطاع الآثار شجع الوزارة على تأجيل تفعيل قرار إنشاء الشركة القابضة الخاصة بإدارة المواقع الأثرية والاكتفاء بطرح مواقع الخدمات بالمناطق الأثرية للقطاع الخاص فيكون تحت إدارة الشركة الحائزة عليه.