إيمان كمال تكتب: "بطانة" رانيا يوسف.. والبحث عن فضيحة

مقالات الرأي



اعتذار رانيا يوسف عن واقعة فستانها الشفاف الذى ظهرت به فى حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائى وتوضيحها أنها لم تقصد أن ترتدى الفستان بهذا الشكل وبأنها اشترته من بلد عربى لتؤكد أنه بمعايير تتناسب مع الذوق العربى.. أوجعنى كثيرا.. فما تعرضت له رانيا يوسف كامرأة قبل أن تكون فنانة.. وكأم كان أكبر بكثير من تحملها ومن أن تدافع بشجاعة عن اختيارها بدون أن تحاول أن تجدد مبرر «بطانة الفستان اترفعت».

ضعفت رانيا يوسف لم تتماسك أمام سيل الانتقادات والتوعد بالمحاكمة والحبس.. ضعفت لأنها أم.. قد يتعرض بناتها لأذى من مجتمع قرر أن يكون الحاكم والمنفذ للحكم أيضا.

لا يعنينى الدفاع عن فستان رانيا كما لا يعنينى ظهورها بفستان أشبه «بمايوه» كما وصفه البعض، لم أر ما فعلته جريمة أخلاقية ولم أشعر بأنها فى كامل أناقتها كان الأمر عاديا حينما شاهدتها فى حفل الختام لم تفرق كثيرا عن ظهور الكثير من الفنانات بالمايوه عبر الشاشة وتعجبت من الجمهور الذى قرر محاكمتها وعلى النقيض يمجد فى نجمات العصر الذهبى ممن ارتدين المايوه بكل بساطة واريحية مثل سعاد حسنى ونادية لطفى وكثيرات لكن مجتمع السوشيال ميديا اعتاد يوميا البحث عن فضيحة.

قد يعترض البعض على ظهور رانيا على السجادة الحمراء بهذا الشكل فى مجتمع عربى مسلم وهو «حق مشروع» لكل من يحمل تلك الأفكار فمن حق أى شخص أن يشعر بالغيرة لأفكاره وأن يدافع عنها لكن أن يستغل الدفاع عن الإسلام والدين أسوأ استغلال فهو ما يدعو للدهشة والاستغراب والتأمل أيضا فأى دين أمرنا أن نسب ونعلن المختلفين؟ أى نبى جاء بدعوة محاكمة الآخرين وأذيتهم الأغلبية تتجاهل أن الدين نصيحة وأن النصيحة فقط بالحسنى فلا نصيحة بالإكراه أو بالسب فهى طريقة «منفرة» هذا إذا اعتبرنا أن ما قامت به رانيا خطيئة من الأساس وليس حقها الطبيعى فى أن تعيش حياتها بالصورة التى تراها.

أما من اعتبر الأمر غير لائق بمهرجان فمن الواضح بأنه غير متابع للسجادة الحمراء عبر مهرجانات العالم والتى تحمل تصميمات أزياء أكثر عريا من فستان رانيا يوسف ولا يتعرضن النجمات اللاتى يرتدينها للهجوم.

تألمت لحالة التخاذل والتراجع لرانيا المعروفة بشجاعتها دائما لكن الطوفان هذه المرة كان أكبر من قدرتها على التحمل، انزعجت للهزيمة قبل أن تبدأ المعركة من الأساس.

وبعيدا عن كل التطاول وكم الشتائم ووصولا لانهزامها السريع ستظل رانيا يوسف بملامحها شديدة المصرية من أكثر بنات جيلها موهبة حتى إنها لم تحصل بعد على الفرص التى تستحقها وإن كانت قدمت بطولات مطلقة لكنها لم تحصل حتى الآن على الفرص التى تستحقها.