تعرف على مدينة "كيونج جو" التي تسعى كوريا لمؤاخاتها مع الأقصر (صور)

محافظات

بوابة الفجر


تسعى سفارة كوريا بالقاهرة، لعقد اتفاقية تآخي بين مدينة كيونج جو "عاصمة مالك الكورية القديمة"، ومدينة الأقصر التاريخية "عاصمة السياحة العالمية 2016"، خلال الفترة المقبلة، لزيادة التبادل الثقافي بين المدينتين مستقبلًا، وتعزيز العلاقات المصرية الكورية.

و صرح السفير الكوري بالقاهرة " يوون يوا تشول"، بأن هناك جهود ساعية للعمل على رابطة تأخي بين هذه المدينة ومدينة الأقصر، ولذك أعدت "الفجر" هذا التقرير للتعرف أكثر على مدينة "كيونغ جو" التي حفظت تاريخ وثقافة مملكة شيلا القديمة، وتحتوي على الكثير من الكنوز الأثرية القومية بها، وغيرها من الكنوز الثقافية.

وقبل الحديث عن مدينة " كيونغ جو"، نعود بالتاريخ للوراء 2075 عامًا، لمعرفة حضارة شيلا القديمة التي استمرت قرابة الألف عام بداية من عام 57 قبل الميلاد، حتى عام 935 بعد الميلاد، وحافظ عليها شعب هذه المدينة، المقرر مؤاخاتها مع الأقصر مستقبلًا.
تاريخ حضارة شيلا
"شيلا" هي إحدى الممالك الكورية الثلاث كما أنها من أطول السلالات حكمًا، والتي استمرت 992 عامًا، ورغم أنها تأسست على يد الملك "بارك هيوكغوسي" إلا أنها كانت تحت حكم عشيرة "غيونغجو كم" لمدة طويلة.

بدأت شلا كمشيخة في كونفدراليات سامهان لكنها تحالفت في وقت لاحق مع الصين واستطاعت السيطرة على مملكتي كوريا الأخرتين "مملكة بايكتشي في عام 660، ومملكة غوغوريو في 668".

بعد ذلك بدأت فترة شلا الموحدة، حيث وضمت معظم أراضي شبه الجزيرة الكورية في حين توحد الجزء الشمالي تحت راية مملكة بالهاي وهي دولة خلفت غوغوريو في الحكم، وبعد مدة قاربت من الألف سنة في الحكم تجزأت شلا إلى الممالك الثلاث الأخيرة، لتستسلم وتنتقل السلطة لخليفتها غوريو في 935.


مدينة كيونغ جو "عاصمة شيلا القديمة"

"كيونغ جو" مدينة حكمها 56 ملكًا في الفترة المشار لها سابقًا، حيث كانت عاصمة لمملكة شيلا، مما جعلها مليئة بالكنوز الأثرية والثقافية التي تعكس تفاصيل الحياة قديمًا والآثار البوذية المتنوعة من عصر شيلا مثل التماثيل، والأبراج، والمعابد، والقلاع، والقصور، ومقابر الملوك، وغيرها.

وسجلت هيئة اليونسكو، في عام 2000 "كيونغ جو"، كمدينة تاريخية، وقسمتها إلى 5 مناطق حسب نوع الآثار التي تحتوي عليها كل منطقة.


منطقة "نام سان": حاوية الفن البوذي

تحتوي تلك المنطقة على العددي من المعابد والآثار البوذية، حيث تعبر هذه المنطقة عن رغبة أهل مملكة "شيلا" قديمًا، في انشاء دولة "بوذا" على أرضهم.

وإن المعابد في "كيونغ جو" بعدد نجوم السماء، وقد شهدت "نام سان" أيام قوة "شيلا" وأيام ضعفها، وهي تضم أكثر من 100 تمثالا لبوذا، منها "نا جونغ" الجالس الذي ذُكر في قصة إنشاء "شيلّا"، وتمثال بوذا "سوك بول جوا سانغ "، و"بيه ري سوك بول إيب سانغ "، و"ما إيه سوك بول "، وغيرهم.
كما تحتوي منطقة "نام سان" على أكثر من 100 برج بوذي، وأكثر من 150 مكانا مخصصا للتعبد.

منطقة "وول سونغ": قلعة الملك لـ1000 عام

وأطلق على هذه المنطقة اسم " القلعة النصف دائرية، حيث أنها أنشأت على هيئة هلال في عهد شيلا، وظلت قلعة المُلك لألف سنة بها بسبب ما تتميز به من سعة أجزائها الداخلية، وروعة المناظر الطبيعية فيها.

وتضم منطقة " وول سونغ" التي تقدم في مدينة كيونغ جو، معالم قيمة منها "كيه ريم" التي ولد فيها "كيم آل جي"، السلف الأكبر لسلالة "كيم" في "شيلّا"، والقصر الشرقي، والقاعات الملكية التي أنشأت في عهد "شيلا" الموحدة، بالإضافة إلى المرصد المتخصص الأفضل من نوعه في الشرق.

و استخدم أهل شيلا المرصد الفلكي لرصد الأجرام السماوية، وأنشأوه في النصف الثاني من القرن السابع في عهد الملكة "سون دوك"، واحتفظ بشكله الدائري لحوالي 1300 عام، وهو يعكس الروح العلمية لأهل شيلا كأفضل مرصد فلكي في الشرق.


منطقة "ديه رُنغ وون ": شبيهة وادي الملوك بالأقصر


تضم منطقة "ديه رُنغ وون" التي تقع في مدينة كيونغ جو الكورية القبور الأثرية الكبرى لعصر "شيلا".

وذكرت منطقة "ديه رُنغ وون" في تاريخ الممالك الثلاثة، بوصفها المكان الذي أقيمت فيه جنازة الملك "ميتشو"، وتتضمن المنطقة قبور الملوك والملكات والنبلاء وغيرهم من أبناء الطبقات الراقية.
وتصنف المقابر حسب هذه الطبقات، وتنقسم إلى، مقابر "هوانغ نام ري"، ومقابر "نودونغ ري"، ومقابر "نو سوري".

واستخرجت الكثير من الآثار القيمة التي تعكس جوهر مظاهر الحياة اليومية في "شيلا" أثناء التنقيب عن المقابر في المنطقة، مثل: التيجان الذهبية، واللوحات الخشبية، والأكواب الزجاجية، وأنواع متعددة من الخزف وغيرها.

ومن بين المقابر التي تتضمنها تلك المنطقة قبر "تشون ما تشونغ" الأثري الذي بني في الفترة بين أواخر القرن الخامس وأوائل القرن السادس، وهو القبر الوحيد الذي فتح الجزء الداخلي منه من بين جميع القبور الأثرية، وكان اسمه الرسمي "القبر رقم 155"، ولكن اكتشف فيه لوح من خشب البتولا رسم عليه حصان يطير في السماء، وكان اللوح يستخدم لصد الطين والأوساخ العالقة بقدم الراكب من الوصول للحصان، ولذلك أطلق عليه اسم "تشون ما تشونغ"، أي "الحصان الذي يطير في السماء"، كما أن التاج الذهبي الذي اكتشف في القبر هو أكبر تاج وُجِد في آثار شيلا حتى الآن، فهو ممثل الموروث الثقافي الذهبي لشيلا.


منطقة "هوا ريونغ سا": جوهر البوذية في "شيلا"

كانت تشهد شيلا قديمًا أكبر معبدًا في منطقة "هوانغ رنغ"، وفي عام 355، كان الملك "جين هنغ" الذي "أحد المؤمنين المخلصين بالبوذية" ينشئ قلعة غير "وول سونغ"، وفي أثناء بناء القصر شهد مصرع تنين أصفر، فأعاد بناءه كمعبد، وأطلق عليه "هوانغ ريونغ سا".

ويوجد معبدي "هوانغ ريونغ سا" و"بونغ هوانغ سا" في منطقة "هوانغ ريونغ سا"، وأصبحت منطقة "هوانغ ريونغ سا" منطقة تمثل المعابد في "شيلا"، حتى بعد احتراقها إثر غزو المغول في عهد الملك "كوجونغ" في عصر مملكة كوريو، واحتفظت بجمالها وما تمثله من عظمة بناء المعابد لأكثر من 700 سنة.


منطقة "سان سونغ": نواة الدفاع عن المملكة

كانت منطقة "سان سونغ" هي نواة الدفاع عن المملكة، وتقع فيها قلعة "ميونغ هوال" التي يقدر أنها أنشأت قبل عام 400 بعد الميلاد.

واستخدمت قلعة "ميونغ هوانغ" كقصر للملك لفترة مؤقتة عندما كانت شيلا تصد هجوم الأعداء، وتقع جنوب بحيرة "بومون" وتحيط جبل "ميونغ هوال"، وتضم مبانٍ طينية على مساحة 5 كيلومترات، وأخرى حجرية على مساحة 4.5 كيلومتر.