كيف نقل القدماء المصريين تمثال بلغ وزنه ألف طن؟

أخبار مصر

بوابة الفجر


قال الدكتور أحمد بدران أستاذ الآثار المصرية القديمة بكلية الآثار جامعة القاهرة، إن معبد الرامسيوم في مدينة الأقصر، أحد أهم المعابد المصرية القديمة، ويضم تمثال مصنوع من الجرانيت للملك رمسيس الثاني، يعد أحد التحف التي تركها لنا القدماء، وتعتبر دليلًا على عظمة الحضارة المصرية القديمة.


وأضاف بدران في تصريحات خاصة لبوابة الفجر الإلكترونية، أن التمثال يمثل الملك جالسًا على عرشه، وهو منحوت من كتلة واحدة من الجرانيت، ويبلغ وزنه ألف طن.


وتابع: كي نتخيل حجم هذا التمثال الذي يقع على يسار الداخل لمعبد الرامسيوم، فيجب أن ندرس مقاييسه أولًا، حيث يصل ارتفاعه إلى 17 متر، ويبلغ عرض الوجه ما بين الأذنين يبلغ مترين و20 سم، وطول الأذن وحدها 105 سم، ومحيط الذراع عند الكوع 5.25 متر، أما طول إصبع السبابة مثلًا فيبلغ 105 سم، وطول الظفر للإصبع الأوسط 18.5 سم.


وأضاف بدران، أن المصري القديم استطاع نقل هذه الكتلة الحجرية الضخمة من محاجر أسوان حيث تم نحت التمثال والانتهاء منه، إلى الأقصر حيث مقره الأخير في المعبد.


وأشار إلى أنه قد استخدم المصري القديم المراكب النيلية، عبر مسافة تبلغ 216 كيلو متر، ثم سحب التمثال حته أقامه في فناء معبد الرامسيوم، وقد أطلق الإغريق على التمثال اسم ممنونيوم نظرًا لتشابه تمثال رمسيس الثاني الضخم مع تمثال البطل الأثيوبي الأسطوري ممنون.


والتمثال محطم كما يظهر في الصور التي التقطتها عدسة الفجر، وعن سبب تحطمه يقول بدران، إن زلزال أصاب المنطقة في العام الرابع والثلاثين من حكم الملك رمسيس الثاني، فكان نتيجته تحطم هذا التمثال الضخم وكذلك تحطم تمثال الملك الموجود أمام معبد أبو سمبل.


وعن معبد الرامسيوم يقول بدران، إن المعبد له اسم آخر بالهيروغليفية وهو خنمت واست، ومعناها المتحد مع واست، أما لفظة الرامسيوم فهي نسبة للملك رمسيس الثاني، وهو الذي أمر ببناء المعبد تخليدًا لذكراه.


وعن تخطيط المعبد يقول بدران، إن المعبد يحيط به سور ضخم من الطوب اللبن طوله 270 متر وعرضه 175 متر، ويضم إلى جانب المعبد المخازن والمباني الملحقة به، ويبدأ المعبد بالصرح الأول عرضه 66 متر وارتفاعه 64 متر، وتزين واجهته أربعة سواري للأعلام، وعلى الواجهة الداخلية للصرح مناظر معركة قادش الشهيرة.


وأكمل بدران، يلي الصرح الأول فناء وهو مهدم ويوجد بقايا لمناظر معركة قادش على جدرانه، حيث نرى الملك رمسيس الثاني جالس ومعه ضباطه في انتظار العربات الحربية، ومنظر يمثل مشهد ضرب الجواسيس الحيثيين.


واختتم بدران تصريحاته قائلًا، يأتي بعد ذلك فناء الأعمدة الثاني، وأعمدته عبارة عن أعمدة حجرية تيجانها زهرة اللوتس والبردي، ثم ينتهي المعبد بصالة صغيرة للأعمدة، يحمل سقفها 8 أعمدة تيجانها على هيئة زهرة البردي تعرف باسم الحجرة الفلكية، نظرًا لوجود نقوش على سقف الحجرة تمثل أبراج ونجوم ومعبودات السماء، وأخيرًا نجد مكتبة المعبد وعليها منظر للإله جحوتي يسجل اسم الملك رمسيس الثاني على أوراق شجرة الخلد (الايشد).