أبو الغيط: المؤتمر العربي الدولي فرصة لتسويق الثروات المعدنية العربية

عربي ودولي

السيد أحمد أبو الغيط
السيد أحمد أبو الغيط - أرشيفية



ألقى أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العربي الدولي الخامس عشر للثروة المعدنية، تضمنت مايلي:

فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، أصحاب المعالي والسعادة، السيدات والسادة، يطيب لي أن أشارك في فعاليات المؤتمر العربي الدولي للثروة المعدنية مع هذه النخبة من المسؤولين والقيادات والمتخصصين ذات الصلة بقطاع التعدين والطاقة، واسمحوا لي في البداية أن أتوجه بالشكر والامتنان لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية على رعايته وتشريفه لهذا المؤتمر فى دورته الخامسة عشرة.

كما أتوجه بالشكر إلى المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية على دعوته الكريمة لي للحديث في هذه الجلسة الافتتاحية، والشكر موصول كذلك للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين على الجهد المتواصل للارتقاء بالعمل العربي المشترك في قطاعات التعدين والطاقة، ولحسن التعاون في تنظيم أعمال هذا المؤتمر.

السادة الحضور الكرام، إن مؤتمر اليوم يعد فرصة لتطوير واستغلال وتسويق الثروات المعدنية العربية فى ضوء تحولات التجارة الدولية، فضلاً عن تعزيز التنسيق والتكامل العربي البيني، والعربي الدولي، فى تنفيذ المشروعات التعدينية والبحوث العلمية ذات العلاقة.

والحق أن الطلب على مصادر الطاقة فى تزايد مستمر على صعيد عالمي لمواكبة احتياجات النمو الاقتصادي المتصاعدة.. والمنطقة العربية ليست ببعيدة عن هذا الاتجاه.. بل إن معدل الطلب على الكهرباء  فيها يشكل حوالي ثلاثة أضعاف المعدل العالمي.

إن الدول العربية تعتمد اعتماداً شبه كامل على مصادر النفط والغاز الطبيعي لتلبية متطلباتها من الطاقة، حيث شكّل هذان المصدران حوالي 99% من إجمالي استهلاك الطاقة فى الدول العربية فى عام 2017.. وهو وضع يقتضي تصوراً استراتيجياً متعدد الأبعاد للاستفادة منه في الحاضر، والعمل في نفس الوقت على تغييره في المستقبل عبر تنويع مصادر الطاقة.

إن الاستراتيجية العربية في مجال الطاقة يتعين أن تقوم –من وجهة نظري- على ثلاثة محاور: الأول هو تبني السياسات التي يكون من شأنها تمكين المنطقة العربية من الحفاظ على مكانتها الاستراتيجية في أسواق الطاقة العالمية.. ذلك أن قطاع الطاقة يُمثل رافداً أساسياً للدخل الوطني في عدد من الدول العربية، وهو محركٌ مهم للتنمية والرخاء حتى في الدول غير النفطية.

أما المحور الثاني فهو ضرورة العمل بصورة حثيثة ومتواصلة على الانتقال إلى الاعتماد التدريجي على الطاقة المتجددة في ما يُسمى بـ "مزيج الطاقة الوطني" في الدول العربية .. إن التغيرات المناخية -التي تتحمل منطقتنا تبعاتها ربما أكثر من أي منطقة أخرى-  تقتضي من دولنا التوجه بصورة جدية إلى مصادر الطاقة المتجددة، وعلى رأسها الطاقة الشمسية التي حبى الله منطقتنا بقدر وفير منها، ما زال للأسف غير مستغل، وإن كانت البرامج الحكومية تسعى بعزم واضح إلى  تغيير هذا الواقع في عدد من الدول العربية.

أما ثالث بعد استراتيجي في مجال الطاقة فيتمثل في ضرورة تعزيز التوجه نحو التكامل العربي بكل مستوياته .. وهو ما نلمسه اليوم  بالفعل في الجهود المبذولة لإنشاء السوق العربية المشتركة للكهرباء حيث تم التوقيع على مذكرة تفاهم لإنشاء هذه السوق من قبل 16 دولة عربية فى أبريل 2017 .. وأقول إن هذا التكامل لا يُمثل فقط استراتيجية عربية مثالية.. بل يُعد ضرورة حتمية، للاستفادة من موارد منطقتنا بالصورة الاقتصادية المثلى التي تدفع بالنمو المُستدام، وتأخذ في الاعتبار احتياجات التنمية من ناحية، وضرورات الحفاظ على الموارد الناضبة، وحماية البيئة .. في الوقت نفسه.

السيدات والسادة، إن مؤتمركم يتناول موضوعات تقع في صلب منظومة التنمية العربية.. ذلك أن تبني السياسات السليمة، واختيار الاستراتيجيات المناسبة في مجال استغلال الطاقة وتنويع مصادرها وترشيد استهلاكها .. يمثل أحد أهم محركات النمو الاقتصادي المُستدام في المنطقة العربية.

دعوني أعرب مجدداً عن خالص تمنياتي لأعمال مؤتمركم بالنجاح والتوفيق.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،