محمود فوزي يكتب: Cairo ICT شاهد عصري على التحول الرقمي

ركن القراء

محمود فوزي
محمود فوزي


توقفت بالمقال السابق عند ظاهرة وسمة مميزة لمعرض القاهرة الدولي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات Cairo ICT ، وهي كونه أيقونة للعلاقات العامة الرقمية في مصر،بينما يلقي هذا المقال الضوء علي ظاهرة أخري مهمة ؛ وهي النجاح الساحق للحدث في أن يكون شاهدًا علي عصر التحولات الرقمية منذ تدشينه ؛حيث تبلورت فكرة المعرض من أولي دوراته ؛ في كونه ملتقًا لإجراء المعاملات التجارية المختلفة حول المنتجات التقنية، وتبادل الأفكار والآراء عن تطورات تكنولوجيا المعلومات، ولكنه واجه تحديًا صعبًا ؛ تمثل في نقص وعدم اكتمال البنية التحتية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كما فضّلت الشركات الأجنبية والدولية تجنّب مشاركتها في أولي فعالياته .

و قد شهد المعرض في دورته الثانية عام 1996 دعمًا حكوميًا من كل من (مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، الهيئة القومية للاتصالات) الذين أيّدوا فكرة إقامة معرض يجمع بين قطاعات تكنولوجيا المعلومات، و تكنولوجيا الاتصالات و الإعلام، فأطلق علي المعرض اسم Telecom Cairo بينما شهدت دورة 2003 إطلاق مبادراتي (الإنترنت عبر الهاتف المنزلي ، حاسب لكل بيت) حيث شهدت هذه الدورة ظهور مصطلح "مجتمع المعلومات" ، و الذي لازمه سعي الحكومة المصرية نحو الوصول لمليون مستخدم للإنترنت .

وقد كان للمبادرات التكنولوجية التي شهدها الحدث عظيم الأثر في زيادة مستخدمي الإنترنت من( 1 مليون عام 2002) إلي( 5 مليون عام 2006 ) كما بدأ المجتمع المصري يتجه نحو بحث قضايا تكنولوجية جديدة مثل العلاج والتعليم والصحة والحكومة الإلكترونية، وهي الموضوعات التي أثرت جلسات نقاش المؤتمرات والفعاليات المتخللة للحدث ؛ بحضور الوزراء الممثلين لهذه القطاعات ، بالإضافة إلي نجاح المعرض في جلب أعداد ضخمة من المطوّرين والمبرمجين في مصر و الشرق الأوسط .

أطلق علي دورة 2007 "معرض الهواتف المحمولة" ؛ نظرًا لتمثيل شركات المحمول في المعرض ؛ كما شهدت هذه المرحلة بداية ظهور التمثيل الدبلوماسي الأجنبي - في الحدث- من المستشارين والملحقين التجاريين من مختلف الدول مثل ( أمريكا ، بريطانيا ، ألمانيا ، فنلندا ، فرنسا ، قبرص، رومانيا ، كينيا ، الصين) بالإضافة إلي جمعيات الأعمال مثل الجمعية المصرية البريطانية للأعمال ، وجمعية رجال الأعمال المصرية الفنلندية.

ثم شهد الحدث في الفترة من 2006 وحتي 2010 إطلاق عدد من المبادرات والخدمات الرقمية مثل إطلاق رخصتين إضافيتين للاتصالات الدولية ، و إطلاق أربعة تراخيص للتوقيع الإلكتروني، و تدشين شبكة المحمول الثالثة، و الإطلاق الرسمي لمبادرة الحاسب منخفض التكلفة
، إلي جانب إطلاق مبادرة بيع من 5 إلي 6 آلاف حاسباً آليًا سنويًا بأسعار مناسبة وطريقة سداد مريحة ، و تخفيض قيمة تعريفة الإنترنت المنزلي ADSL لتصبح 95 جنيها فقط ، و إطلاق رخصة المحمول الثالثة بتكنولوجيا 3.5G .
تخللت فعاليات الدورات الأخيرة للمعرض عقد مجموعة كبيرة من منتديات الحوار بين الوزراء والمتخصصين في الدورات الأخيرة للمعرض ،لبحث عدد من القضايا المحلية والإقليمية والدولية ، من بينها توقيع الشركة المصرية للاتصالات علي مذكرة تفاهم مع إحدي الشركات للاستفادة من خدماتها في مجالات إشارات البث الإعلامي الرقمي ، وتطبيقات عقد المؤتمرات الافتراضية عبر الإنترنت Video conference ، و توقيع بروتوكول بين وزارة الاتصالات و وزير التعليم العالي بشأن تخصيص معامل متخصصة بالجامعات وتدريب الطلاب علي برامج تكنولوجيا المعلومات ودعم مبادرة " تمكين 2013" لمساعدة ، وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة.

كما شهد الحدث توقيع الشعبة العامة للحاسبات والبرمجيات مع شعبة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وشركة اتصال بروتوكولًا ثلاثيًا لدعم عمليات التصدير وتنمية القدرة التنافسية للشركات، وتوقيع وزارة الاتصالات علي مذكرة تفاهم مع وزارة التجارة والصناعة بهدف تطوير أعمال التسويق الإلكتروني لمنتجات النقوش والزخرفة التي ينتجها الحرفيّون والشركات الصغيرة ومتناهية الصغر وذلك بهدف دعم صغار المستثمرين في قطاع السياحة، إلي جانب توقيع اتفاقية شراكة بين شركة AVAYA وهيئة قناة السويس بهدف خفض تكاليف الاتصالات وتحسين مستوي خدمة العملاء بالقناة، وتوقيع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات عدد من الاتفاقيات مع شركات" إنتل" و"أوراكل مصر" و " أي بي إم ".

واستمر النجاح المتتالي للحدث لتشهد دورتيه الأخيرتين تدشين معرضًا تنافسيًا لابتكارات الشباب رواد الأعمال والمبتكرين الإلكترونيين Innovation arena إعلان رئيس الجمهورية لمبادرتي ( تصميم وصناعة الإلكترونيات ، التعلم التكنولوجي) وإطلاق رخصة الجيل الرابع للمحمول ،و ظهور أول محمول مصري مصنوع في مصر، وبدء تجارب الجيل الخامس للمحمول 5G، كما شغلت مساحة المعرض جميع صالات وقاعات مركز المؤتمرات ، ووصل زواره نحو 84 ألف زائر ، لينتقل موقع انعقاد الحدث لمركز معارض القوات المسلحة بالتجمع الخامس ، بمساحة عرض مقدرة بنحو (84 ألف متر مربع) بزيادة قدرها (25%)عن مركز القاهرة الدولي للمؤتمرات .
سيظل الحدث عاكسًا لمنظومة نجاح متكاملة إداريًا وتسويقيًا وإعلاميًا علي كافة الأصعدة ، نظرًا لتضافر العقول المبدعة من منظمي الحدث ؛ يواكبهم دعم حكومي متواصل ؛ في إطار منظومة إدارية مؤمنة بقواعد بالتخطيط الاستراتيجي، وآليات التفيذ الفعّال ، ومعايير التقويم الدوري؛ لبلوغ التقدم المستمر والنجاح المتتالي ، وتحويل أوجه القصور والضعف لفرص ونقاط قوة لامتناهية .