هل يتحول الحب إلى صداقة؟

الفجر الطبي

بوابة الفجر


إذا حدث إنفصال بن اثنين، هناك طرف ما زال يعيش على أمل انتظار أن تعود المياه إلى مجاريها وترجع العلاقة للشكل الطبيعي، وهذا الأمر -في حدِّ ذاته- أمر مزعج يجرح صاحبه، لذا من الأفضل أن تنتهي العلاقة بأكملها؛ لأنه من البداية كانت العلاقة حبًّا وليست صداقة، ولا مجال لأن يتحول الحب إلى صداقة، إلا في بعض الحالات المحددة. وقد نذكر منها:

- أن يكون الطرفان يعملان في نفس المكان، وبالتالي لن يغيِّرا مكان عملهما، وسيجتمعان يوميًّا بسبب ظروف العمل، هنا الأمر خارج عن إرادتهما، ولا بدَّ أن تتحول مشاعر الحب إلى زمالة وليس صداقة؛ بمعنى أن الكلام يصبح في حدود العمل ليس أكثر.

- إذا كانت علاقة الحب تجمع بين اثنين من نفس العائلة، كأن يكونا أبناء عمٍّ أو خال وهكذا، فمن المؤكد أنهما لن ينحلاَّ أو ينشقَّا عن العائلة، وبالتالي ستجمع بينهما ظروف ومواقف عائلية. وأيضًا لا بدَّ أن تتحول العلاقة إلى شكل عائلي بحت، لا اهتمامَ فيه أو مشاعر.

- أن يكون الطرفان جيرانًا، فمن المؤكد أنه قد يتصادف أن يشاهدا بعضهما بشكل متكرر، وهنا لا بدَّ أن يَلْتَزِمَا بحدود الجيرة فقط، وأن يكون بينهما سلام متبادل فقط فـ «السلام لله»، ولكن ليس أكثر، ودون الخوض مرة أخرى في أسئلة شخصية.

- إذا كان بينهما أصدقاء مشتركون، فمن المؤكد أن تحدث تجمعات لهؤلاء الأصدقاء لمناسبات مختلفة، مثل يوم ميلاد أحد الأصدقاء، أو احتفال بزواج، أو قدوم طفل. وتلك الأسباب قد تجمع بينهما من جديد، فلا بدَّ أن يتعاملا بشكل راقٍ، ولكن لا يتعمق كلاهما في الحديث مع الآخر، ويجب أن يعلما أنه لا مجال لرجوع العلاقة من جديد.

والعلاقة التي تنتهي يجب ألاَّ يعيشوا تحت ظلِّها منتظرين عودتها من جديد؛ فلو كانت تلك العلاقةُ حقيقيةً لما انتهت. ومن الأفضل عدم النظر إلى الوراء، وتكملة مسيرة الحياة بقرار قوي وحاسم بانتهاء تلك العلاقة، وعدم إعطاء فرصة لتحويلها إلى صداقة؛ لأنه قلَّما نجحت مسألة تحوُّل الحب إلى صداقة، ولأنها ستكون فكرة مؤلِمَة وليس بها خلاص.