"مسيرات العودة" و"الطائرات الورقية".. أسباب تصعيد الاحتلال الإسرائيلي على غزة

عربي ودولي

بوابة الفجر


فاجأ الاحتلال الإسرائيلي الجميع بتصعيده في قطاع غزة، إثر عملية عسكرية نفذتها وحدة من القوّات الخاصة الإسرائيلية، مساء الأحد الماضي، ما أسفر عن مقتل قيادي في حماس و6 نشطاء فلسطينيين آخرين وضابط كبير بالجيش الإسرائيلي، وكما شنت سلسلة غارات على القطاع بدءًا من مساء أمس الاثنين، إذ أعلن جيش الاحتلال أنه قصف 150 موقعًا في غزة تابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، من بينها ثلاثة مبان حكومية، قال إنها "تستخدم لأغراض عسكرية".

ومن جهته يقول السفير رخا حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مصر نجحت عن طريق المخابرات العامة في إقناع إسرائيل وحماس بالتوصل إلى الاتفاق على وقف إطلاق النيران، مضيفًا أن إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة فتح قال إننا ملتزمين بالاتفاق طالما إسرائيل لن تعتدي على غزة ولكن إذا اعتدت فسيتم الرد.

وتابع، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أنه تم الاتفاق مبدئيًا على اتفاق لوقف إطلاق الصواريخ، وهذه خطوة للتهدئة، ومصر تبذل جهودًا منذ شهرين وأكثر للدخول في تهدئة طويلة الأمد بين حماس وإسرائيل، وذلك ما أثار رد فعل سلبي من جانب حركة فتح حيث قالت إنه لا يجوز الاتفاق مباشرة بين حماس وإسرائيل لأنها ليست مفوضة بذلك لكن حماس قالت إنه سبق وأن توصلت مع إسرائيل إلى اتفاق مماثل في 2014.

وأوضح السفير، أنه لم يتم التوصل لاتفاق تهدئة طويلة الأمد، ومظاهرات العودة وإطلاق طائرات الورق التي يتم إشعالها والتي تسقط على المزارع والمساكن في الجانب الإسرائيلي سببت ألم وإزعاج لإسرائيل وذلك سبب التصعيد العسكري الأخير، وفكرة الطائرات الورقية جديدة في المقاومة، مضيفًا أنه قتل فلسطينيين وإسرائيليين بسبب ذلك التصعيد، والطرفان قبلوا وقف إطلاق الصواريخ.

وذكر "حسن"، أن هناك اتجاهًا فلسطينيًا يرى أنه يجب أن تكون هناك مقاومة تؤلم إسرائيل وتزعجها لأنها دولة معتدية استعمارية استيطانية وإذا استقرت لها الأمور سوف تستولي على المزيد من الأراضي وسوف تتوسع في المستعمرات وسوف يبدأ العالم في نسيان القضية الفلسطينية، ولذلك ظهرت مظاهرات العودة، قائلا: "ربما تشمل التهدئة على مظاهرات لحماس ولكن بدون طائرات ورقية مشتعلة".

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، على موقعها الرسمي، عن ارتفاع ضحايا القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 7 شهداء و 26 مصابًا بجراح مختفلة منذ مساء أمس الاثنين وحتى اللحظة، وسط غضب عربي وعالمي جارف لما تقوم به إسرائيل من انتهاكات بحق الشعب الفلسطيني.

وأعربت جمهورية مصر العربية في بيان صادر عن وزارة الخارجية، اليوم، عن قلقها البالغ إزاء تصاعد الأوضاع في قطاع غزة، وما أسفرت عنه من سقوط قتلى ومصابين، محذرةً من التبعيات السلبية الخطيرة لمواصلة تلك الدائرة المفرغة من التصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 وجدّد البيان، مطالبة إسرائيل بالوقف الفوري لكافة أشكال الأعمال العسكرية، كما نوه أيضاً إلى ضرورة وأد العنف والتصعيد لاستعادة الهدوء بشكل فوري، مؤكدًا على أهمية الابتعاد عن كل ما يؤدي إلى تفاقُم الأوضاع الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويقوض من إمكانية تحقيق السلام المنشود واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة.

فيما الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم، وقفًا لإطلاق النار مع إسرائيل بجهود مصرية، بعد تصعيد للمواجهات في اليومين الأخيرين هدّد باندلاع حرب في القطاع المحاصر.

وأصدرت الفصائل، وبينها حركة "حماس"، بيانًا مشتركًا قالت فيه إن "جهودًا مصرية مقدّرة أسفرت عن تثبيت وقف إطلاق النار بين المقاومة والعدو الصهيوني، والمقاومة ستلتزم هذا الإعلان طالما التزمه العدو الصهيوني".

ولم يتم الحصول على أي تأكيد من إسرائيل حتى الآن.