"الفجر" تخترق مافيا الإتجار بمرضى السرطان.. 8 آلاف جنيه للجلسة لعلاج لم تثبت فاعليته (تحقيق)

أخبار مصر

أرشيفية
أرشيفية


مركز "هايفو مصر" يعالج أورام "الكبد والكلى والبنكرياس والرحم الليفي" للمصريين

تكلفة جهاز الهايفو لعلاج الأورام 22 مليون جنيه.. والجلسة الواحدة 8000 جنيه.. والجلسات تحدد حسب حجم الورم

رئيس قسم الجراحة بمستشفى بهية: الهايفو ليس له دور في علاج السرطان

 

أصبحنا نتعايش مع وحش قاتل يُدعى "مرض السرطان"، فقد أصبحنا على علم بمعاناة مريضه وكل المحيطين به، فهو يقتحم صاحبه دون استئذان، يحاول السيطرة عليه بكل الطرق ليُضعف قوته ويجعله يستسلم، ذلك الوحش القاتل يحول حياة المريض إلى جحيم ويجعله يركض بين أركان المستشفيات وغرف العلاج الكيماوي، في محاولة منه لقهره والانتصار عليه، مما يعدد من تجار البشر وطرقهم لاستغلال أوجاع المصابين.

 

لا يرحم ذلك الوحش فريسته، فمنهم من يكونون مقبلون علي الحياة، ومنهم من يكونون أوشكوا على مفارقتها، إلا ويداهمهم ذلك المرض "اللعين"، ليتملك الهذيان والضعف من جسدهم وتتخذ الهالات السوداء مكانها أسفل عينيهم، مما يجعلهم يسعون للتخلص من ذلك المرض بشتى الطرق، يركضون وراء أي أمل يجربون علاجات حديثة، ومن بين تلك العلاجات الحديثة تقنية "الهايفو" التي أصبحت أهم العلاجات المتعلقة بالأورام.

 

قامت "الفجـر" بزيارة لأحد مراكز علاج الهايفو، لرصد رحلة مريض السرطان مع تلك التقنية الحديثة، والتي أثير حولها الكثير من الشكوك، خاصة وأنه ما زال علاج في طور الأبحاث لم تثبت فاعليته حتى الآن.

 

 "هايفو مصر" أول مركز في مصر والشرق الأوسط لعلاج الأورام الحميدة والخبيثة باستخدام الموجات فوق الصوتية المُركزة دون تدخل جراحي وبأقل المضاعفات الجانبية.

 

مركز "الهايفو" يعالج أورام العرب  الحميدة والخبيثة وكل الأنواع

بدأت جولة "الفجر" داخل مركز "الهايفو" بمستشفى المعلمين بالجيزة التابعة لنقابة المعلمين، بلقاء مع سيدتين، كانتا منتقبتان جالستين في حجرة الانتظار ويحملان عدد كبير من الأشعة والتحاليل، قمت بالتحدث معهن وعرفت أنهن أم وابنتها أردنيتان الأولى خمسينية والثانية في عقدها الثاني، وجائتا إلى مصر من أجل علاج السرطان، فالفتاة تعاني من كانسر خبيث في الرحم، والأم تعاني من كانسر خبيث في الثدي.


عرفت الأردنيتان المركز عن طريق صفحتهم على الإنترنت، وقاموا بإرسال إشاعتهم وتحاليلهم عبر البريد الإلكتروني للطبيب المختص بالمركز، وحدد لهم ميعاد إجراء جلستهم الأولى، وقالا إن التعليقات على صفحة المركز هي التي شجعتهم على العلاج، كما أن حديث الطبيب هو الذي أكد لهم أن ذلك العلاج آمن وأنه سيخلصهم نهائيا من الأورام دون تدخل جراحي.

 

مركز الهايفو يعالج حالات معينة من المصريين

بعد تبادل أطراف الحديث مع السيدتان الأردنيتين، أدخلتني إحدى الممرضات لطبيب بالمركز، فأخبرته عن حاجتي لعلاج حالتين من أقاربي بالمركز، وقلت له أنهم يعانون نفس معاناة السيدتان الأردنيتان واحدة تعاني من سرطان بالثدي والأخرى تعاني من سرطان الرحم، ولكنه فاجأني بالرد أن واحدة منهن فقط هي التي سيقومون بعلاجها وهي مريضة كانسر في الرحم، وقال لي نصًا: "الجهاز اللي بنعالج بيه لا يعالج سرطان الثدي"، ذلك على الرغم من أن السيدة الأردنية جاءت إلى مصر لتعالج من سرطان الثدي.

 

وقال الطبيب أن تقنية الهايفو عبارة عن علاج بالموجات فوق الصوتية المركزة، حيث يتم استخدام عدسة صوتية لتركيز طاقة متعددة الموجات فوق الصوتية على العديد من الأورام الليفية، بحيث يمر كل شعاع عبر الأنسجة دون أي أثر جانبي، لتلتقي الموجات في بؤرة عند الورم الليفي تصنع حرارة تحرق الورم ليتخلص منه المريض نهائيًا.

 

وأشار إلى أن هذه التقنية تساعد على علاج أنواع مختلفة من الأورام الليفية، وهي الأورام الحميدة غير سرطانية التي تنمو في الرحم وغيرها، وتتكون هذه الأورام من العضلات والأنسجة الليفية ويمكن أن تختلف في الحجم.

 

تقنية الهايفو حصلت على موافقة FDA لعلاج الأورام الليفية بالرحم في عام 2004، بالإضافة إلى إجازة العلاج بها في أمريكا حديثا للألم المتعلقة بأورام العظام الثانوية وعلاج الأورام وبعض أورام المخ، كما تُستخدم أيضًا في أوروبا والصين واليابان في علاج العديد من أورام الثدي والكبد والبنكرياس، ويقول الطبيب المسئول بمركز "هايفو مصر" إن الجهاز الموجود لديهم تكلفته 22 مليون جنيه، ويعالج أورام الكبد والكلى والبنكرياس وأورام الرحم الليفية فقط.

 

يشير الطبيب إلى أن العلاج بتقنية الهايفو نسبة نجاحها عالية، موضحًا حسب حالة سرطان الرحم التي سألته عنها أن علاجها ستستغرق جلساته شهرين وسيتم القضاء على الورم نهائيًا خلال عام، ومدة الجلسة تتراوح بين ساعتين، وتكلفتها 8000 جنيه، وعدد الجلسات يحدد حسب حالة المريض، مؤكدًا أن الآثار الجانبية الوحيدة لذلك العلاج، هو وجود حروق سطحية على الجلد، ولكن يحاول أطباء المركز تفاديها.

 

بعد الجولة داخل المركز، حاولت التواصل مع حالات قامت بتجربة تلقي ذلك العلاج، في البداية قابلت سلمى أحمد، ثلاثينية كانت تعاني من ورم في الكبد، قالت أن علاج "الهايفو" بالموجات فوق الصوتية أنقذها من مرض السرطان، فتقول أنها كانت تعاني من سرطان في الكبد وقامت بالخضوع لثلاث جلسات من الهايفو تمكنوا من حرق الورم، وتشير أنها تعافت نهائيًا من المرض بدون أي آثار جانبية نهائيًا، وتضيف أنها قامت بفحوصات وتحاليل في معهد الأورام بعد علاجها في المركز وتأكدت من تعافيها من المرض.

 

وبعد اللقاء بتلك الحالة قابلت حالة أخرى عن طريق الصدفة أثناء زيارتي للمركز، حيث التقيت عم محمود، رجل خمسيني كانت زوجته مريضة بكانسر في الكبد وحالتها كانت شديدة الصعوبة، حيث أنها كانت مصابة بانسداد بالوريد البابي، قال الزوج إن زوجته خضعت لأربع جلسات بالمركز، الجلسة الواحدة كان ثمنها 7500 جنيه، مشيرًا إلى أن زوجته حالتها تدهورت بعد الجلسات ولم تشف كما ادعى أطباء المركز حسب كلامه.

 

وأشار عم محمود، إلى أنه تعلق وزوجته التي توافاها الله بأمل العلاج، كما كان يقول لهم ويوعدهم الأطباء ولكن بين ليلة وضحاها تدهورت حالة زوجته، التي كان أمل شفائها بالعلاج الكيماوي نسبته كبيرة، ولكن ثقتهم في الحديث الذي أثير عن العلاج عن طريق حرق الورم جعلهم يطمأنون له أكثر، ولكنه كان وهم كبير أضاع منه زوجته.


أخصائي جراحة أورام: علاج السرطان بالهايفو نصب ووهم

ومن جهته أدان دكتور عمرو عطية أخصائي جراحة الأورام، الأطباء الذين يتلاعبون بأرواح المرضى عن طريق وهمهم بعلاجات تضيع أرواحهم وأموالهم هدرًا دون أي نتيجة، مشيرًا إلى أن تقنية الهايفو لعلاج جميع أنواع الأورام نصب، موضحًا أن الأبحاث الطبية للعلاج لم تنته بعد وما زالت قيد التجربة، قائلًا: "كل ده نصب مكنش حد غلب وكان زمان كل مرضى السرطان في العالم اتعالجوا".

 

رئيس قسم الجراحة بمستشفى بهية: الهايفو ليس له دور في علاج السرطان

ومن جانبه استنكر دكتور ماهر حسن رئيس قسم الجراحة بمستشفى بهية، علاج السرطان بإشعة الهايفو، مؤكدًا أن أشعة الهايفو ليس لها دور نهائيًا فى علاج مرضى السرطان وخصوصًا سرطان الثدي.