تمزيق قميص في النهائي.. إن لم تستحي فافعل ما شئت

تونس 365

وليد أزارو
وليد أزارو


لعل من البديهي أن تحصل الأخطاء التحكيمية التي مما لا شك فيها جزء لا يتجزء من متعة الساحرة المستديرة، إلا أنه و من غير المعقول أن يرخص لاعب قميص ناديه من أجل نيل ضربة جزاء.

المغربي وليد أزارو أهان فانلة الأهلي قبل أن يثير غضب جماهير الترجي المقهورة لإحساسها بظلم تعرضت له ببرج العرب، فالقلعة الحمراء غنية عن تمزيق قمصان أو هدايا تحكيمية للفوز بالبطولات القارية، و الـ8 ألقاب الماضية تشهد للأهلي بباعه و ضراعه في القارة السمراء.

لنقل بأن الحكم الجزائري حسن النية و الـVAR في إفريقيا لا ناقة له فيها و لا جمل، لكن هل يعقل أن يتغاضى 'نادي القرن' عن إهانة ألحقها به لاعب مغربي إتجه لمصر للإحتراف بكرة القدم و ليس لاحتراف التمثيل بـ'هوليود الشرق'؟ و هل سيُنسي هذا الفوز الثمين إدارة الخطيب بأن الأهلي مدرسة كبيرة و عريقة لا تتشرف بمثل هذه التصرفات؟

الإجابة هنا، بأنه "لا ينفع العقار فيما أفسده الدهر"، و الذي يخون فانلة ناديه من أجل ركلة جزاء قادر على خيانة أكبر منها بكثير، و لذا من الأجدر أن يراجع 'بيبو' أحقية ارتداء أي لاعب مهما علا شأنه و عظمت إمكانياته الكروية، في تقمص زي 'القلعة الحمراء'.

حقيقة أزارو خطف كل الأضواء بذهاب نهائي دوري أبطال إفريقيا لسنة 2018، حيث فشل في تسجيل الأهداف و نجح في تمزيق علاقات أخوية بُنيت في السنوات الأخيرة بين 'أبناء باب سويقة' و 'أبناء التتش'.

العلاقة التي أرست يحتذى بها مؤخرا بمجرد أن تشاهد جماهير 'شيخ الأندية التونسية' تتجول بأريحية في محتلف الشوارع المصرية، و للوهلة الأولى التي تلحظ فيها عينك مشجعي 'نادي القرن' و هم ينعمون بجمال تونس الخضراء وسط ترحيب كبير من الأهالي.

لن نبالغ إذا ما قلنا بأن ما أتى به أزارو بمشاركة مع الحكم الجزائري، ربما يجني على العلاقة الوطيدة بين جمهور الترجي التونسي و الأهلي المصري، إذ أن حب النادي لدى البعض يفوق أحيانا أية إعتبارات إنسانية أو عقلانية.

و إن لم نعب على الجماهير التي تتفاوت درجة الوعي لديها من شخص إلى آخر، فإنه من واجبنا أن نعيب على اللاعب المحترف عندما يقبل بإهانة قميص ناديه و يرضى بتعكير صفو علاقة وطيدة بين شعبين فقط من أجل نيل مجرد ضربة جزاء.

لكن ما ذا عسانا نعلق على لقطة إنحرف بها صاحبها عن عالم الإحتراف، بغير قول "و إن لم تستحي فافعل ما شئت"..!