ننشر الوثيقة الختامية للسينودس الأساقفة الكاثوليك

أقباط وكنائس

سينودس الكاثوليك
سينودس الكاثوليك


تسليم قداسة البابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، اليوم الإثنين، الوثيقة الختامية للسينودس الأساقفة الكاثوليك، والتي كان عنوانها "الشباب، الايمان وتمييز الدعوة"، حيث اختتمت أعمالها أمس الأحد، وتتكون الوثيقة من 3 أجزاء، و12 فصلًا، و167 بندًا.

ويقول الأب هاني باخوم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الكاثوليكية بمصر، إن الوثيقة بدأت بعنوان "حَدَثُ السينودُس الذي عِشناه"، مؤكدًا أن المشاركين بالسينودس سائرين معًا وواضعين أنفسهم في إصغاءٍ لصوت الروح الذي أذهلنا بِغِنَى مواهبه وغَمَرَنا بشجاعتِهِ وقُوَّتِهِ لِحَملِ الرّجاءِ إلى العالَمن وكان نص الوثيقة كالاتي :- 

فَسِرنا مع خليفة بطرس، ولقد ثَبَّتَنا في الإيمان وعَزَّزَنا في حماسة الرسالة. وبالرغم من قدومنا من إطارات مختلفة من وِجهتَيّ النَظر الثقافيّة والكَنَسِيّة، فقد لَمَسنا وِفاقًا رُوحِيًّا منذ البدء، وروحَ حوارٍ وتضامُنًا حَقًّا. لقد عَمَلنا مَعًا، وتشاركنا بالأكثر بما هو من القلبِ، وتواصَلنا بِهُمومِنا، ولَم نُخْفِ تَعَبَنا. ولقد وَلَّدَت فينا مُداخَلاتٌ عديدة تأّثُّرًا وتَعاطُفًا إنجيلِيًّا، وأحسَسنا أنّنا جسدٌ واحد يتألّم ويفرح. لِذا نرغب في التشارُك مع الجميع بالنِعَم التي عِشناها وأن ننقل إلى كنائِسِنا والعالَم أجمَع فَرَحَ الإنجيل.

ولقد سَجَّلَ حضورُ الشبابِ سَبقًا جديدًا؛ ودَوَى في السينودُس عبرَهُم صَدَى جيلٍ بأكملِهِ. وسَيرًا معهم، حُجّاجًا إلى قبرِ بطرس، اكتشفنا أنَّ التقارُب يخلق الظروف المواتية لِجَعلِ الكنيسةِ مساحةٍ للحوار وشهادةٍ على أُخُوّة مُدهشة. وإنَّ قوّة تلك الخبرة تتخطَّى كُلَّ تَعَبٍ وضُعف. ومازالَ الرَّبُّ يُكَرِّرُ لنا: لا تخافوا، أنا معكم." 

ثم يتم عرض مسيرة التحضير للسينودس وللوثيقة فيقول: "استخلصنا فائدة كبيرة من إسهامات الأساقفة، وما أتَى بِهِ الرُعاة والرهبان والعلمانيّون والخُبراء والمُعَلِّمون وآخرون كثيرون. وقد انخرطَ الشباب منذُ البِدءِ في مسار السينودُس؛ في أسئلة الاستبيان على الانترنت، وبِكثيرٍ من الإسهامات الشخصيّة، وخصوصًا في جلسة ما قبل السينودُس التي كانوا هُم العلامة البليغة فيها. وقد كان ما أتَى بِهِ الشباب جَوهَرِيًّا، كما في قِصّة الأرغِفة والأسماك؛ فلقد تَمَكَّنَ يسوع مِن القيام بالمعجزة بِفَضلِ كَرَمِ شابٍ قَدَّمَ بِكَرَمٍ كًلَّ ما كانَ لَهُ (راجع يوحنا 6: 8-11). 

وتَمَّ تلخيصُ جميع الإسهامات في ورقة العمل، التي شَكَّلَت أساسًا ثابتًا للمقابلات خلال أسابيع انعقاد السينودُس. بينما تَجمَع هذه الوثيقة الختامية ناتج ذاك المسار وتقذفه نحو المستقبل؛ ويُعَبِّر عَن ذلك باعتراف آباء السينودُس، ما فَسَّروه واختاروه في ضوءِ كلمة الله.

وتذكر المقدمة العلاقة بين ورقة العمل والوثيقة النهائية بذكرها: "فالأولى هي الإطار المَرجَعِيّ للوحدة والتجانُس عبرَ سنتين من الاستماع؛ والثانية هي ثمرة التمييزِ الذي تَمَّ تحقيقُهُ وتحتوي على نواة المواضيع المتوَلِّدة التي خَصَّها آباء السينودُس بتركيزٍ قَوِيٍّ شغوف. لذا نعترف بتَمايُز وتكامُل هَذين النَصَّين".

ويَتِمُّ تقديمُ هذه الوثيقة للأبّ الأقدَس (راجع فرنسيس، وثيقة الشركة الأسقفيّة، 18؛ Istruzione، 35 §5) كما لِكُلِّ الكنيسة كثمرة هذا السينودُس. بينما لَم ينتهي مسار السينودُس بعد، ومِن المُنتظر فترة التطبيق (راجع الشركة الأسقفيّة، 19-20)؛ وسوف تكون الوثيقة النهائية خريطةً لِتوجيه الخطوات القادمة المدعوةٌ إليها الكنيسة.

ثم تتكلم الوثيقة عن انجيل تلميذَيّ عِمّاوس (راجع لو 24: 13-15) على انه "نَصٍّ نَموذَجِيّ لِفِهمِ الرسالة الكَنَسِيّة فيما يَخُصُّ الأجيال الشابّة. وهذه الصفحة تُعَبِّرُ جَيِّدًا عَمّا اختبرناه في السينودُس وما نرغب أن تعيشه جميعُ كنائِسُنا المُعيّنة فيما يتعلّق بالشباب. يمشي يسوع مع هذين التلميذين اللذين لم يفهما ما حدث له وكانوا يمضونَ مُبتَعِدينَ عَن أورشليم وعَن الجماعة. ولِكَي يُرافِقُهُم يمضي معهم على الطريق. فيسألهم ويصغي بصبر لروايتهم عن الوقائع ليساعدُهُم على التَّعَرُّف على ما يعيشونه. ثُمَّ بعاطفةٍ وطاقة يُعلِن لَهُم الكلِمة، فيقودُهُم لتفسير الأحداث التي عاشوها على ضوء الكتابات المُقَدَّسة. ويقبل دعوتهم له أن يبقى معهم بعد حلول المساء، فيدخل في لَيلِهِم. وبينما كانوا يستمِعونَ لَهُ كانت قلوبهم تَتَّقِد وتستَنيرُ عُقولُهُم، وعِندَ كَسْرِ الخُبزِ انْفَتَحَت أعيُنُهُما. فقَرَّروا بأنفُسِهِم مُعاوَدة المَسير بلا إرجاء في الاتِّجاه المُعاكِس، للعودة إلى الجماعة، لَكَي يتشارَكوا فيها بِخِبرة اللِقاءِ بالقائم.

واتِّساقًا مع ورقة العمل تنقَسِم الوثيقة النهائية إلى ثلاثة أجزاء مُتَعَلِّقة بهذه القِصّة مِنَ الانجيل. الجزء الأوّل عنوانه «كان يسير معهم» (لو 24: 15) ويسعى لإلقاء الضوء على ما اعترف به آباء السينودُس عَن الإطار الخاص بالشباب، بالبُرهانِ على مواقِعِ القوّة فيه والتَّحَدِّيات التي يطرحُها. والجزء الثاني، «انفتحت أعينهما» (لو 24: 31)، لَهُ خاصِّيّة تفسيريّة ويُشَكِّل بعض مفاتيح القراءة الأساسيّة حولَ موضوع السينودُس. والجُزءُ الثالث بعنوانِ «رحلوا بلا إرجاء» (لو 24: 33 [فقاموا في تلك الساعة نفسها ورجعوا إلى أورشليم])، تحتوي على ما تَمَّ اختياره للتَّحَوُّلِ الروحيّ والرَّعَوِيّ والإرساليّ.