جابر نصار لـ"الفجر الفني": "أحارب الفكر المتطرف بالكتاب من خلال مؤسستي الثقافية" (حوار)

الفجر الفني

جابر نصار
جابر نصار

فكرت في إنشاء مؤسسة "جابر الثقافية" من خلال تعاملي مع ملف التطرف والإرهاب بالجامعة

رئاستي لجامعة القاهرة السبب في تأخير إنشاء المؤسسة

الثقافة المصرية انسحبت من الميادين ولم تعد تنتج أدبًا أو فنًا

مؤسستي الثقافية لم تقبل أي تبرعات مادية ولا مجال للمنافسة بينها وبين "ساقية الصاوي"

واجهت صعوبات كثيرة مع والدتي كونِ وحيدها

 

سعيًا وراء محاربة الفكر المتطرف، الذي أصاب طلاب الجامعات، ومعالجة حالة المرض التي تمر بها الثقافة المصرية في الوقت الراهن، قرر أن يحارب هذا الفكر قبل الفعل الناتج من تلك الأفكار، كما أراد أن يُسلح طلاب الجامعات بالكتاب بدلًا من الأسلحة الذي يستعملوها في التخريب.

 

هو الدكتور جابر جاد نصار، الذي أعلن مؤخرًا عن إنشاء مؤسسة ثقافية تحمل اسم "مؤسسة جابر الثقافية والفنية"، حتى تستمر رحلته في مواجهة الفكر المتطرف لطلاب الجامعات، مؤكدًا على إن تلك المؤسسة تسعى دائمًا لإعادة الطلاب إلى القراءة والفنون، وأن يتسلحوا بالكتاب بدلا من الخروج للمظاهرات والتخريب.

 

وعن مؤسسة "جابر الثقافية والفنية"، الذي قرر إنشائها مؤخرًا، وخطتها تجاه جيل الشباب، كان لـ"الفجر الفني"، حوارًا خاصًا مع الدكتور جابر جاد نصار رئيس جامعة القاهرة السابق،، وإليكم نص الحوار،،

 

في البداية، ماذا عن مؤسسة "جابر نصار" الثقافية التي قررت إطلاقها؟

هي مؤسسة ثقافية وفنية، قررت إنشائها سعيًا لمواجهة الفكر المتطرف الذي أصاب الكثير من طلاب الجامعات خلال الآونة الماضية، بالإضافة إلى أنها تهدف لدعم الطلاب وإعادتهم إلى القراءة مرة أخرى وبشكل متوسع.

 

ومن أين جاءت لك فكرة إنشاء تلك المؤسسة؟

في الواقع فكرة تلك المؤسسة نبعت من خلال تجربتي في التعامل مع ملف التطرف، والإرهاب الذي أصاب الطلاب أثناء فترة رئاستي لجامعة القاهرة، ما ترتب عليه أن يكون هناك مواجهة مع هذا الفكر المتطرف، قبل مواجهة فعل العنف ذاته، وتلك المواجهة تحتاج لسلاح قوي، ومقاومة الفكر هذا عمل المثقفين والأدباء، ودور المؤسسات الثقافية التي تكاسلت عن ممارسة هذا العمل لمدة طويلة، مما أدى إلى انتشار أفكار التطرف بشكل كبير، بالإضافة إلى أنني قمت بتنظيم العديد من النشاطات الثقافية، وأبرزهم "دوري القراءة"، الذي شهد تفاعلا كبيرا بين طلاب الجامعة.

 

وما أنواع الأنشطة بالمؤسسة؟

في الواقع، هذه المؤسسة الثقافية ستهتم بالآداب والفنون، وبالأخص إعادة القراءة بين الطلاب، بالإضافة إلى تنظيم صالون ثقافي شهري، وديوان قراءة.

 

وما أبرز الخدمات التي تقدمها المؤسسة للمواطن؟

هناك اختلاف في نوع الخدمات التي تقدمها المؤسسة، فهناك دعم صعيد مصر بالقراءة، وخدمة توصيل الكتب والروايات التي يحتاجها طلاب الجامعات بالصعيد عبر البريد، دون أن يتحمل القارئ تكاليف الشحن، وكذلك إعادة الروايات والكتب مرة أخرى للمكتبة المؤسسة بعد أن ينتهي القارئ من قراءتها.

 

بالإضافة إلى تعليم بعض الفنون، مثل الموسيقى والرسم، وستتسع المؤسسة لاستقبال جميع المواهب الصاعدة التي تحتاج دعم حتى تخرج موهبتها إلى النور.

 

وهل رئاستك للجامعة أخرت إنشاء المؤسسة؟

بالفعل رئاستي كانت سبب أساسي في تأخير خطوة إطلاق المؤسسة، وذلك لأنه منذ أن توليت رئاسة جامعة القاهرة، وأنا متفرغ لمهامها وشئونها، حتى أنني تركت عملي الأساسي بالمحاماة، وحتى لا أكون ناكرًا للجميل، رئاستي هي صاحبة الفضل في فكرة إنشاء مؤسسة "جابر الثقافية"، كما ذكرت سابقًا.

 

هل إنشاء مؤسسة "جابر الثقافية" ستكون منافسة لـ"الساقية"؟

في الحقيقة لا يوجد أي منافسة بين المؤسستين، بالعكس أتمنى أن يكون بكل محافظة مشروع مثل "ساقية الصاوي"، فلا يمكن نكران أن "الساقية"، من أنجح وأكبر المشاريع الثقافية الموجودة بالساحة، والتي أثرت بنشاطاتها في وجدان جيل الشباب في العصر الحالي.

 

وهل المؤسسة قائمة على التبرعات؟

لم تقبل المؤسسة أي نوع من التبرعات النقدية، بل هي قائمة على العمل التطوعي فقط، ولم يكن الربح المادي هدفًا، كما أن معظم النشاطات ستكون بالمجان. 

 

ومتى ستطلق المؤسسة أولى فاعلياتها؟

الآن نحن في مرحلة التجهيزات الأولى، ونأمل أن تبدأ نشاطها مطلع العام الجديد، وذلك لأن مراحل إقامة مؤسسة كبيرة بنشاطات ضخمه تحتاج إلى وقت ومجهود كبير، وكما سبق أن ذكرت أن المؤسسة لم تقبل أي تبرعات مادية.

 

وما تقيمك للساحة الثقافية في الوقت الراهن؟

في الواقع، الثقافة المصرية مصابة بمرض البيروقراطية منذ زمن طويل، حيث أن وزارة الثقافة أخطر وزارة في مصر، وعلى الرغم من ذلك فهي لم تعد تقوم بدورها المنوط، كما أصبح جُل موازنتها لغير العمل الثقافي، كما أنها لم تعد تنتج أدبًا أو فنًا، مما ترتب عليه عشوائية في كل شئ، ومن هذه العشوائية ينتج الفكر المتطرف.

 

وما هو العلاج السريع للحالة المرضية التي تمر بها الثقافة المصرية، من وجه نظرك؟

في الحقيقة، لابد أن تعود وزارة الثقافة للميادين الثقافية بعد حالة الانسحاب التي حدثت خلال الفترة الماضية، كما أن الإصلاح الإداري بقرارات نافذة، من أهم العناصر لاستعادة مصر دورها الرائد في الثقافة، فقوة مصر الناعمة تتمثل في الثقافة، والفنون، وليس في أي شئ آخر، فهي تصنع ثقافة تذهل العالم.

 

 أخيرًا، وجهت صعوبة في علاقتك بوالدتك حدثنا عنها؟

في الحقيقة واجهت الكثير من الصعوبات في علاقتي بأمي، وذلك لأني وحيدها بعد أن استشهد شقيقي في الحرب، ومن أكبر الصعوبات أنني لم أستطيع الخروج كثيرًا من المنزل لقلقها الدائم من أن تفقدني أو يصبني مكروه، وهناك موقف إلى الآن أتذكره، وهو في يوم غبت لعدة ساعات عن المنزل، وأنا في طريقي إلى المنزل كان يسألني من يقابلني أين كنت؟ ويرددون قائلين: "أنت فين؟ أمك قالبه الدنيا عليك".