سالم أحمد سالم يكتب: فى قريتنا الصغيرة «انتخابات»

ركن القراء

سالم أحمد سالم
سالم أحمد سالم


تعلّمت من كتابات الدكتور أحمد خالد توفيق ومقالات محمد هشام عبية؛ أنه من الممكن الكتابة عن أى شئ يمر به الإنسان حتى وإن كان الموضوع «تافه» بالنسبة للقارئ.

عندما كنت صغيراً، تحديداً فى مرحلة التعليم الإعدادي، لا أتذكر العام الدراسي تحديداً؛ ولكنى كنت مُنشغلاً بـ السياسة فى ذلك الوقت، أُراقب المشاهد عن بُعد حتى لا يطلب منى الحضور جلب مياه والذهاب لشراء سجائر .. لم يكن هناك صغيراً غيري بـ «قعدة الانتخابات»، أتذكر أنها كانت فى منزلنا القديم، حيث كان والدي يخوض انتخابات مجلس إدارة مركز شباب قريتنا الصغيرة «فيشا الصغري».

عند ذلك الوقت كنت اسمع عبارة، لازالت حاضرة حتى وقتنا هذا «لِعبة الانتخابات»، لم يكن هناك فى ذلك الوقت ما يسمي بـ دعايا الفيس بوك «الفارغة» التى لا تُثمّن ولا تغني؛ واعتقد أن أغلبها «مجاملات»، فالمثل الشعبي يقول «اللى فى القلب فى القلب».

الأهم من هذا، أنّي تعلمت أن هناك ما يسمي بـ الكتل التصويتية وعصب العائلات وتحالف الانتخابات والضرب من تحت الحزام، جميعها أُسس -عدا الأخيرة- لا ينجح المرشح إلا من خلالها، فلزاماً على من يخوض أى انتخابات تعلم الأُسس أولاً.

مر الأمر بنجاح والدي وتنصيبه نائباً لرئيس مجلس الإدارة فى عام ٢٠٠٨، وظل المجلس المُنتخب بإرادة الشباب قائماً حتى ما قبل أياماً قليلة، لم يكن الأمر وردياً أو أن مركز الشباب هذا يقع على الناصية المُطلة على شارع جامعة الدول العربية، فهو مركز شباب دون مبنى إداري أو أرض لممارسة النشاط ملكاً لـ وزارة الشباب والرياضة.

لم أُشير إلى أن والدي يجلس مع وزير الشباب والرياضة من حين إلى آخر، أو أنه ذهب إلى شركة وادي النيل لإجبارها على بناء مبنى مركز الشباب فى وقت لا يتعدي الشهر الواحد، ولكنى أعلم أنه حاول مراراً وتكراراً حتى نجح بمساعدة عصام عباس وسعيد جاد «ولاد البلد المُحترمين»، فى إدراج وإسناد مشروع إعادة بناء المبني ضمن خطة الوزارة فى عام ٢٠١٠ -أى- بعد انتخابه بعامين، ومن قبلهم كان يسعي «مصطفي خاطر» منفرداً دون ملل أو انكسار فى الطريق، إلا أن ثورة يناير أفسدت كل ما تم.

أعلم يقيناً أنه عمل جاهداً للحفاظ على أرض الملعب «المؤجرة» ورفض أن تفتح هيئة البريد أبوابها على «أرض الشباب» .. أتذكر أنه جلس داخل «القواعد الخرسانية» ليمنع «الأبواب»، ولكن هناك من يُنكر رغم أنه شاهد عيان.

أتذكر أيضاً أنه كان يقتطع من ساعات عمله للوقوف بجانب الشباب داخل مركز الشرطة؛ عندما تجرأ أحد الأهالى على قطع «عارضة الملعب» باستخدام «صاروخ»، كنت اسمع من أصدقائي أنه تدخل لجلب دعم إضافى لميزانية مركز الشباب أكثر من مرة، وكنت شاهد عيان فى أكثر المرات نظراً لعلاقة الصداقة التى ربطتني بوكيل وزارة الشباب والرياضة، فرسالتى إليكم «تتبعوا آخر دعم لميزانية المركز».

الأهم، أن قريتي ستشهد ماراثون انتخابياً جديداً، لانتخاب مجلس إدارة بأعضاء جدد، الأمر ليس مُبشراً حتى تلك اللحظات، الأمر أصبح غريباً للغاية، صراعات بلا داعي، ترويج شائعات فى غير محلها، ركوب على الأمواج، وأكثر من ذلك دون سبب واضح، لم أُشير إلى منع إجراء الانتخابات ولكن الأهم تبادل الاحترام والتنافس بشرف لهدف واحد وليس أهدافاً بعيدة.