"الفجر" تبحث عن ممتلكات الأمير يوسف كمال الأثري في قنا.. مستأجرة بجنيه ونص وأخرى "عشة فراخ" (فيديو وصور)

محافظات

بوابة الفجر


يمثل قصر الأمير يوسف كمال الأثري، بمركز نجع حمادي، شمالي قنا، تحفة معمارية أثرية من الطراز العثماني الأصيل، والذي يعد من أهم المعالم السياحية، بالمحافظة، التي من شانها وضع مدينة نجع حمادي على الخارطة السياحية، ولكن "الإهمال" هو الملاذ الوحيد لتلك المناطق الأثرية.

بُني قصر البرنس يوسف كمال، في عام 1907، على مساحة 9 أفدنة، على الضفة الغربية من نهر النيل، والذي يضم عدد من الوحدات المعمارية، والمكون من مبنى الحرملك، السلاملك، وقاعة الطعام، ومنزل الخادم، والمطبخ، والإسطبل، والتي لم يتبقى منها الآن إلا "الحرملك والسلاملك".



تعديات بالجملة

بحثت "الفجر" عن باقي ممتلكات القصر، والذي اتضح وجود تعديات على بعض المناطق منها ضريح الشيخ عمران الأثري وقاعة الدرس، ومنزل نعيم لبيب والمستأجر بجنيه ونصف، والأخير مبنى تفتيش دائرة سمو الأمير يوسف كمال، والذي تستغله منطقة الإصلاح الزراعي بقنا.

حظيرة للطيور

وبتاريخ 4 ديسمبر 2013، صدر القرار رقم 6258، والذي نص على إزالة التعدي الواقع من أحد المواطنين والذي يدعى طارق.ع، بقيامه ببناء حجرتين من الطوب الأحمر، وحظيرة للطيور، داخل موقع ضريح الشيخ عمران الأثري وملحقاته.

وتضمن القرار الذي حصل "الفجر" على نسخة منه، أن تتولى الأجهزة المحلية المختصة بتأمين من الشرطة لإزالة التعدي خلال فترة لا تتجاوز 10 أيام من تاريخ القرار، كما تضمن في المادة الثالثة أن يخطر محافظ قنا ومدير أمن قنا، ومدير شرطة السياحة والآثار بقرار الإزالة المنصوص في مادته الرابعة على أن الجهات المختصة بتنفيذ القرار كلا فيما يخصه.

عدم تنفيذ القرار

وعلى الرغم من أن قرار الإزالة الذي شمل توضيح حدود التعدي ومعالمه والخريطة المساحية، التي تبين مخالفة المتعدي لقانون حماية الآثار، إلا أنه حتى كتابة تلك السطور لم يتم تنفيذ القرار.

ويقول الدكتور محمود عبدالوهاب مدني، مدير الشؤون الأثرية والمشرف على أعمال التطوير، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، إنه ناشد اللواء عبدالحميد الهجان، محافظ قنا، ورئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة نجع حمادي بسرعة تنفيذ القرارات الصادرة بشأن إزالة التعديات بالمنطقة الأثرية، تمهيدًا لإدخالها ضمن أعمال التطوير التي يجري تنفيذها الآن.

استيلاء على ممتلكات الأمير

ويشير إلى أنه أعقاب ثورة 52، استولت بعض المصالح والهيئات الحكومية على أجزاء من القصر، لم تكن وزارة الآثار قد أنشئت وقتها، ولم يتم تسجيل القصر كمكان أثرى إلا عام 1995، بالإضافة إلى منزل نعيم لبيب، الذي حفه الإهمال من كافة الجهات والذي يؤجر بقيمة جنيه ونصف فقط.
وطالب مدني، بضرورة إخراج تلك الهيئات وإزالة التعديات التي استولت على أجزاء من القصر وقامت بإنشاء مقرات ومباني لها، ليتم تعويضها بأماكن أخرى حفاظًا على الأثر، خاصة وأنه يجب ضمهم في الوقت الحالي من أجل تطويرهم خلال خطة التطوير التي تتم الآن.

مطالب باستعادة الممتلكات

وناشد أحمد الروبي، مفتش الآثار الإسلامية والقبطية بمنطقة آثار نجع حمادي، كافة الجهات بضرورة سرعة إزالة واستعادة باقي ممتلكات الأمير يوسف كمال، خاصة وأنه تمت معاينة تلك التعديات الموجودة بالمنطقة الأثرية ومن بينها منزل نعيم لبيب، والتعديات الموجودة بضريح الشيخ عمران، تمهيدًا لإزالتها، لاستكمال أعمال التطوير الجاري تنفيذها بالمجموعة المعمارية الأثرية.

إزالة التعديات

فيما قال العميد أركان حرب ماجد أحمد السيد، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة نجع حمادي، إنه سيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لتنفيذ كافة التعديات سواء التعديات الأهلية أو الحكومية، الموجودة بالمجموعة المعمارية للأمير يوسف كمال.

وأكد أنه تم معاينة المباني الأثرية بالمجموعة المعمارية للأمير يوسف كمال، والتعديات الواقعة بها، ومن بينها مبني السلاملك وضريح الشيخ عمران، ومنزل نعيم لبيب، والأسوار المحيطة، والسبيل الرخامي الأثري.

فيما وجه محافظ قنا رئيس الوحدة المحلية لمدينة نجع حمادي بضرورة ضم مبنى مغسله الأمير ومبنى التفتيش وضريح الشيخ عمران لمبنى قصر البرنس يوسف كمال بما يتفق وبرنامج الزيارة المقرر عند افتتاحه أمام الجمهور بعد الانتهاء من أعمال التطوير والترميم.

7 مليون للتطوير

اوضح الهجان ان اعمال الترميم والتطوير بقصر الامير يوسف كمال بدأت مطلع الشهر الماضي بعد موافقة السيد الدكتور خالد العناني وزير الاثار واللجنة الدائمة للأثار الاسلامية والقبطية بالمجلس الأعلى للأثار برئاسة الدكتور مصطفي وزيري باعتماد مبلغ 7 مليون جنية لتنفيذ اعمال الترميم والتطوير.

وأشار الهجان الي ان اعمال الترميم والتطوير تشمل (مبنى السلاملك - السبيل - قاعة الطعام – المطبخ – الفسقيه "النافورة" -الاسوار- تنسيق الحديقة والموقع العام للقصر) موجها بمراعاة الدقة في أعمال الترميم والحفاظ علي المعالم الاثرية والتراثية بالقصر والمجموعة النادرة من أشجار الزينة، لافتا انه سيتم انتهاء اعمال الترميم والتطوير بالقصر مع بداية العام المقبل.

من هو الأمير يوسف كمال؟

يعد البرنس يوسف كمال، أحد احفاد محمد على باشا، اول من أسس مدرسة الفنون الجميلة عام 1905، والذي كان وريثا فى حكم مصر، والذي اتخذ من قصره بنجع حمادي "مشتى" لقضاء فترة الشتاء في تلك المنطقة.
والقصر أسسه الأمير يوسف كمال بن الأمير أحمد كمال، أحد أفراد الأسرة العلوية التي حكمت مصر من عام 1805- 1952، وتم تسجيله ضمن الآثار الإسلامية بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 65 لسنة 1988، فالقصر يمثل تحفة معمارية من طراز أصيل وهو من أهم وأكبر المعالم الأثرية بمركز نجع حمادى بمحافظة قنا، وصمم القصر بين مزيج من الطرازين الأوروبي والإسلامي.