مهزلة بيع "قصر سباهي"

منوعات

قصر سباهي
قصر سباهي


 شهيرة النجار

رئيس لجنة حماية الآثار أكد أنه أثرى ومسجل.. ومدير إدارة الآثار قال إنه غير أثري


لم أعد أتعجب، أو أصاب بدهشة، أو حتى تهتز فى رأسى شعرة واحدة، عند سماع نبأ هدم فيللا أثرية فى أى مكان، فالأمر أصبح اعتياديا فى السنوات السبع الأخيرة، وتحديداً فى مدينة الآثار والقصور والفيللات الأثرية بالإسكندرية.

لكن مع اسم «فيللا سباهى» شعرت أن الأمر مختلف، ففيللا سباهى شهيرة على مستوى عالمى وليس فى الإسكندرية فقط، وتجمع بين الطراز الإسلامى والإيطالى على شاطئ استانلى فى منتصف دوران المكان أمام الكبائن الشهيرة، ورغم أننى أنا وتقريباً كل جيلى وعينا عليها وهى كالخرابة مغلقة، لكنها رغم ذلك كانت سالبة للعقول، فإذا مررت ألف مرة فى اليوم لازم تنظر إليها وتتأملها فكما يقولون بأسلوب الدراما سارقة للعين وللكاميرا.

ورغم أن تلك الفيللا قد تهدم كل ما حولها من الفيللات آخر سبع سنوات لكنها مع مرور الزمن أصبحت آخر ما يذكرك بالإسكندرية الجميلة، تقريباً لم يعد على كورنيش الإسكندرية سوى فيللتين فيللا سباهى باستانلى وهى خرابة وفيللا الدكتور لطفى الإدوار فى زيزينيا على الكورنيش فقد ضاعت فيللات وقصور بأيدى العبث والإهمال «و....» فيللا سباهى كانت ملكا لملك النسيج السورى الأصل سباهى باشا الذى كان يمتلك مصانع فى الغزل والنسيج بمصر ويعد أحد روادها.

وكانت تلك المصانع فى منطقة السيوف وظهرت تلك الفيللا فى أفلام مصرية كثيرة، المهم مرت الأيام وتوفى الأب وتزوج الأبناء والبنات وتفرق كل واحد منهم فى طريق حتى أصبح لتلك الفيللا أكثر من 40 وريثا تقريباً بحسب كلام أحد المقربين من الأسرة، ولأن الغالبية منهم متفرقون ولكل واحد حياته فقد اجتمعوا على بيع الفيللا.

ولأن الفيللا كانت فى مكان متميز وتردد أنها فى مجلد التراث فقد كانت كل محاولات البيع تبوء بالفشل فذات أعوام سابقة سمعنا أن أحد الأمراء العرب سيقوم بشرائها وتجديدها لأنه كان يحلم كلما مر على الكورنيش بالدخول فيها فما بالنا لو اشتراها وجددها وسكن بها وتردد أن السعر وقتها كان 70 مليون جنيه قبل التعويم عندما كان الدولار بـ6 جنيهات يعنى رقم برضه ثم باءت الصفقة بالفشل حتى جاءت مرحلة الأخوين عبدالبارى استانلى وتردد - بل وصلت الشائعات لحد اليقين - أنهما عرضا شراءها وتجديدها لتكون مقرا لهما وكان الوسيط فى تلك الصفقة أحد أزواج بنات سباهى ورئيس نادى عريق أسبق وأنا شخصياً فاتحت رئيس النادى الأسبق فى هذا الأمر وعتبت عليه أن يتوسط فى أمر مثل هذا وصمت، المهم باءت الصفقة أيضاً بالفشل بعدما تم نسج حكايات من عينة أن الشقيقين عبدالبارى سيقومان باستحضار شركة إيطالية لتجديد القصر وبس كالعادة.

الآن استيقظت النخبة على خبر أحد المقاولين المعروفين بالإسكندرية والذى يعد واجهة لعدد من القيادات الأمنية قبل ثورة يناير وبنى عمائر كثيرة بالإسكندرية قد قام بشراء الفيللا بـ260 مليون جنيه aaحسبما قيل، وأن المقاول الذى أقدم على الشراء حسبما يتردد فى يده قرار إخراج الفيللا من المجلد قبل الاقدام على تلك الخطوة وقرار الهدم قبل توقيع عقد الشراء وإلا لم أقدم على الخطوة؟.

تلك الشائعات بأن قرارات الهدم والإخراج من المجلد الأثرى ترقى لمرتبة اليقين مع الحديث عن سعر الفيللا الذى يعد زهيداً ولا يساوى قيمة الأرض ولا حتى قيمة المكان حيث يعد المكان العبقرى الأول فى كورنيش الإسكندرية على ربوة عالية أمام كوبرى استانلى شيئاً من الخيال، الدكتور محمد عوض رئيس حماية التراث بالإسكندرية قال إنه حسب إحصائية رسمية تمكن 70 من ملاك قصور وفيللات أثرية إخراجها من المجلد مستغلين ثغرات بالقانون 144 لسنة 2006 مشيراً إلى أن قصر سباهى مسجل بمجلد التراث تحت رقم 1104 وأن الإسكندرية بها 1150 فيللا وقصرا أثريا وفقاً لقائمة حصر رسمية خرج منها 70 بالهدم لتصبح عمائر شاهقة.

وأن مصير قصر سباهى سيلقى مصير قصر عائشة فهمى الشهير على كورنيش زيزينيا والذى له حكاية لها العجب فى عدد آخر بإذن الله وحمل الدكتور محمد عوض جهاز التنسيق الحضارى بوزارة الإسكان المسئولية عن التقاعس بشأن تقديم قانون جديد لمجلس الشعب وإصدار مذكرة تفسيرية للقانون الحالى 144 لسنة 2006.

الغريب أن مدير إدارة الآثار الإسلامية بوزارة الآثار قال إن قصر سباهى بالإسكندرية غير أثرى ولا يخضع لقانون الآثار رقم 117 لسنة 1983 يعنى الدكتور محمد عوض رئيس لجنة حماية التراث يقول: إن قصر سباهى مسجل بمجلد التراث تحت رقم 1104 ومدير إدارة الآثار يقول غير أثري!! نصدق مين؟!.

فى كل الأحوال قصر سباهى جزء من تاريخ وتراث المدينة التى تحولت لغابات أسمنتية وخرسانية، وقريبا سيتحول لكومة تراب وسوف يتحول لبرج شاهق يصل لـ 15 أو 20 طابقا وكله بالقانون، ومعروف أن أشهر أولاد سباهى باشا يوسف سباهى منظم مسابقة ملكة جمال مصر سابقا ميس إيجيبت وإحدى بنات سباهى هى نيفين سباهى زوجة عضو مجلس إدارة النادى الأهلى واللاعب الأسبق ورجل الاعمال طاهر الشيخ والابنة الثالثة إيمان سباهى زوجة أحد أعضاء مجلس إدارة نادى إسبورتنج سابقا.