"محي الدين": 2 % حجم التجارة الإلكترونية في مصر.. وتنظيمها قانونيًا سيزيد الإقبال عليها

الاقتصاد

بوابة الفجر



توقع حسين محي الدين، مدير عام شركةrobusta، المنظمة لأول قمة للتجارة الإلكترونية في مصر والشرق الأوسط، زيادة حجم التجارة الالكترونية في مصر إلى٢٪ من حجم تجارة التجزئة بنهاية العام الجاري.

وقال في حوار مع "الفجر"، إن صدور قانون للتجارة الالكترونية في مصر سيدعم هذا القطاع بشكل كبير، وسيبدد كافة المخاوف من التجارة الالكترونية وسيزيد الإقبال عليها.

وأكد محي الدين، أن الاستحواذات التى حدثت في الفترة الأخيرة في سوق التجارة الالكترونية في مصر هى بداية لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية لهذا السوق الضخم والكثير من الحقائق نعرضها لكم في الحوار التالي:
 
ما هي أهم التحديات التي تواجة سوق التجارة الإلكترونية بمصر؟

يواجه التجار الإلكترونين العديد من الصعوبات في هذا المجال تتمثل في التحديث المستمر لإستراتيجيتهم لمواكبة التطورات اليومية في مجال التجارة الإلكترونية تلبيًة لإحتياجات العملاء المختلفه، بجانب ندرة الأيدي العاملة المدربة علي التعامل مع التكنولوجيا الحديثة التي تعد القاعدة الأساسية لعمل تلك التجارة، وعدم وجود قانون منظم لأليات الشركات العاملة بهذا المجال حتى الآن.

هل هناك مفاوضات بين شركات التجارة الإلكترونية والدولة لوضع قانون منظم لعمل التجارة الإلكترونية في مصر؟

حتي الأن لا يوجد مفاوضات بشكل رسمي مع الدولة، نسعي لإجراء محادثات مع ممثلين من وزارتي الاتصالات والمالية وأعضاء بمجلس النواب للتوصل معهم إلى أفضل التشريعات والقوانين المنظمه لسوق التجارة الإلكترونيه كما في الدول الأخري، حيث أن القانون سيكون المحرك الأساسي لسوق التجارة الإلكترونية خاصة إذا جاء بتوافق من جميع الجهات.

ما هي أهم الجوانب التي لابد أن يراعيها القانون الجديد من وجه نظرك؟
 
من وجة نظري لابد أن يخدم القانون الجديد المصالح المختلفه سواء للعاملين بالتجارة الإلكترونية أو المستهلك،  ويراعي التشريعات الخاصة بالضرائب علي تلك الشركات، ويعمل علي تغليظ العقوبات الخاصة بالجرائم الإلكترونية، هذا القانون إذا جاء بتوافق من جميع الجهات المعنية بسوق التجارة الإلكترونية سيصب في مصلحة الشركات العاملة به وفي مصلحة الاقتصاد القومي بشكل عام.

كيف تخدم شركة ربوستا العاملين في التجارة الإلكترونية؟

شركتنا تعمل منذ عام 2012 مع عدد كبير من العملاء على تقديم حلول تكنولوجيا مبتكرة للتجار الذين يتعاملون بهذا السوق بمعرفة استراتيجية عملهم وأهدافهم والعمل علي تطويرها من خلال تأسيس المواقع الإلكترونية وتطبيقات الهواتف المحمولة لتمكينهم من عرض منتاجاتهم المختلفة علي الجمهور، فنحن نتعامل مع أكثر من 100 شركة عالمية ومحلية في هذا المجال وصممنا المتجر الإلكتروني لشركة "بي .تك" الرائدة في تقديم خدمات التقسيط للجمهور، والذي من خلاله تستطيع بيع منتاجتها للمستهلكين في مختلف المحافظات، ايضًا عملنا مع شركه "نستلة" في إنشاء العديد من التطبيقات الإلكترونية لخدمة تجار التجزئة الذين يتعاملون معهم،  وشركة "ماونتن فيو" التي قدمنا لهم حلول لحجز الوحدات السكنية أونلاين.
 
يوجد تخوفات حكومية من تقنين التجارة الإلكترونية، تتمثل في ارتباطها بغسيل الأموال وأنتشار عمليات القرصنة؟
 
مخاوف الحكومة المصرية من  التجارة الإلكترونية هي مخاوف مفهومة، وحتي الآن لم يتم حسمها أو التغلب  عليها من قبل الدول الأوروبية لأنه يحدث بها تطورات يومية، فمهما كان حجم الدول وتطورها لن تستطيع السيطرة على التكنولوجيا والتحول الرقمى، ولكن لابد أن يكون هناك حورا مجتمعي بين الأطراف المعنية للتغلب علي تلك التخوفات خاصة بعدما أصبحت البيئة التشريعة لمصر مناسبة لذلك بعد صدور قانون حرية تداول المعلومات والذي يفرض رقابة إلى حدًا ما علي شبكة الأنترنت. 

ما هي توقعاتك للتجارة الإلكترونية بمصر خلال ثلاث سنوات المقبلة؟

توقعاتي أن تزيد بنسبة 30% إلى  50% من حجم تجارة التجزئة بمصر من مستوياتها الحاليه البالغة 1% إلى 2%، فالدول الأخري تستحوذ تلك التعاملات فيها علي نسبة 15%  إلى  20%من إجمالي حجم اقتصادهم ومصر قريبة من الوصول لتلك النسب في ظل التطور التكنولوجي الهائل.
 
هل البنية التحتية للاتصالات بمصر تسمح بتوسع وزيادة حجم التجارة الإلكترونية؟
 
مبدائيا البنية التحتية للاتصالات بمصر لا تمنع توسع التجارة الألكترونية، ولكن تحتاج إلى تطور أكثر لإعطاء هذا السوق دفعه أكبر.
 
حدثنا عن هيكل الملكية للشركة وهل هناك مفاوضات للإستحواذ أو المشاركة من قبل شركات أخرى؟
 
هيكل الملكية للشركة 90% استثمار محلي و10% استثمار ألمانى، ونحن لا نفكر حاليًا في التخارج من الشركة لكن إذا هناك عروض حقيقية تتيح توفير تمويل جيد لتنفيذ استراتيجية الشركة وتوسيع أعمالها سنرحب بذلك.

هل يوجد استراتيجية لدي الشركه للتوسع في تقديم خدماتها عالميًا وليس محليًا فقط؟

نحن بدأنا بالفعل التوسع عالميًا في تقديم خدمتنا المختلفة، فقمنا مؤخرًا بتأسيس شركة تابعة مقرها ألمانيا لخدمة عملائنا من دول الإتحاد الأوروبي، ونعمل علي الوصول إلى الولايات المتحدة ودول الخليج من خلال  الدخول في مشاركة مع شركات اخري تقوم بدور التمثيل التجارى.

كم يبلغ حجم المدوفعات الإلكترونية بمصر؟

حوالى 2مليار دولار، ولكن تلك الأرقام تحتاج مراجعه لأنها تتغير بين كل فترة واخري.

مازال حتي الآن لدي القطاع المصرفي مخاوف نحو التجارة الإلكترونية فكيف يمكن التغلب عليها؟

القطاع المصرفي قطاع غير مطلوب منه أن يتفهم فكرة المخاطرة لذلك  نحن نتفهم مخاوفة  من عمليات التجارة الإلكترونية لأنها من الصعب السيطرة عليها بجانب أن المعاملات المالية بها تتم بصورة إلكترونية غير الطرق التقليدية الأخري التي يتبعها؛ لذلك يجب مراعة الشفافية في المعاملات الإلكترونية من خلال وضوح كلً من  مصدرها، والجهة الموجهة اليها، والسلع المتداولة حتي تصبح تجارة مثل أي تجارة أخري.
 
حدثنا عن القمة الأولى للتجارة الإلكترونية فى مصر ومسابقة رواد الأعمال؟

لأول مرة في مصر، تنعقد قمة للتجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بحضور نخبة من المتخصصين في هذا المجال، لاستعراض مختلف الإتجاهات الجديدة والتقنيات والأدوات التقنية في مجال التجارة الرقمية في المنطقة، ومن المقرر لهذا الملتقى أن يصبح ملتقى سنوي لأصحاب الأعمال التي تعتمد على التجارة الإلكترونية والخبراء والمتخصصين لبحث آخر التطورات في هذا المجال وسبل تطويره من خلال مختلف الحلول الإلكترونية والإبتكارات، مما يساهم في تحول هذا المجال في المنطقة نحو المزيد من الفعالية والتأثير في الإقتصاد. 

كما سيبحث الخبراء والعاملين في المجال خلال القمة الأولى اتجاهين هامين وهما الخبرات السابقة للنجاحات والتحديات وسبل طرح المزيد الفرص الإستثمارية وفرص النمو في سوق التجارة الإلكترونية. 

كما تستهدف القمة أصحاب الصناعات والمشروعات الناشئة في مصر، لذلك فإنها ستتضمن مسابقة لل start-ups لتشجيع رواد الأعمال لكي يصبحوا من أصحاب المشروعات المبتكرة وليضعوا أفكارهم في إطارات أكثر قربًا للتنفيذ على أرض الواقع من خلال التجارة الإلكترونية. يأتي هذا في وقت أوضحت فيه الإحصائيات عن الأسواق الناشئة أن نسبة 35% من الشباب يسعون إلى إنشاء مشروعاتهم المستقلة. وبنسبة تتجاوز 50% من التعداد السكاني تحت 30 سنة، فإن مصر من الأسواق الواعدة بنمو وطفرة في مجال التجارة الإلكترونية.


وفكرة المسابقه جاءت لنا من واقع  تقديم دعم للشركات تحت التأسيس وأن جزء كبير من عملية التحول الرقمي والذي تسعي إليه مصر لن يأتي إلا عن طريق رواد الأعمال، وبالفعل لاقت المسابقة رواجًا كبيرًا وتقدم لها نحو 200 فكرة عبر الموقع الإلكتروني للشركه قمنا بعدها بعمليات فرز وتنقية لتلك الأفكار، ووقع الاختيار على عشرة أفكار فقط سيتم عرضهم خلال فاعليا مؤتمر " " علي الشركات المشتركة بالمؤتمر لأختيار افضل الأفكار من ضمنهم، والتي سيحصل صاحبها علي دعم مالي بقيمة 10 الاف دولار لتنفيذ فكرته.
 
كيف تري مستقبل سوق التجارة الألكترونية بالمنطقة بعد صفقات الاستحواذ الأخيرة؟
 
الاستحواذات الأخيرة دليل علي أن النظرة المسقبلية لتلك التجارة واعدة،  فعندما تدخل شركه مثل "أمازون" والتي يتعدي قيمتها السوقية نحو 2 تريليون دولار هذا السوق من خلال الااستحواذ علي "سوق دوت كوم" فهذا دليل علي أن هناك نظرة مستقبلية متفائلة من قبل المستثمرين الأجانب لهذا السوق، كما أنها فتحت الباب أمام شركات عالمية أخرى للأستثمار في هذا المجال أمثال شركة "علي بابا" الصينية  التي تدخل في محادثات حاليًا لدخول سوق التجارة الإلكترونية العربي خاصة المصري الذي يتميز بحجم استهلاكه الكبير.