سبتمبر الأسود في طرابلس.. الليبيون يتظاهرون بعد تفاقم الأزمات.. واللواء السابع يجدد الاشتباكات

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


بعد انتشار الميليشيات المُسلحة في طرابلس؛ تفاقمت حدة الأزمة الليبية، التي تسببت في مؤخرًا في تدهور الأحوال المعيشية وتراجع مستواها بسبب مجابهتها لأزمات متتالية كأزمة الخبز وفرض الميليشيات المسلحة سيطرتها على مقدرات الدولة، إلى جانب أزمة السيولة.

وتجددت الاشتباكات العنيفة صباح اليوم الثلاثاء، في منطقة طريق المطار بالعاصمة الليبية طرابلس، حيث أفادت مصادر بأن القتال تجدد بعنف بين تشكيلات مرتبطة باللواء السابع، ووحدات وتشكيلات متمركزة داخل العاصمة وعدة مناطق محيطة بها.

مظاهرات حاشدة
واحتشد عدد من المواطنين الليبيين مؤخرًا في ميدان الجزائر بطرابلس، لشن مظاهرات تعبر عن احتجاجهم على تردي الأوضاع المعيشية في البلاد وتفاقم الأزمات التي تواجهها الدولة، حيث برفعوا شعارات تطالب بالقضاء على الكيانات السياسية في الدولة والتي يعد مجلس الدولة والمجلس الرئاسي والنواب على رأسها.

وتضمنت مطالب المتظاهرين؛ ضرورة خروج الميليشيات المسلحة من المنطقة، مع أهمية تسليم أسلحتها إلى الجيش الليبي لتوحيد الدولة بمؤسساتها.

وفي سياق متصل؛ طالب نحو 29 عضوًا بالمجلس الاستشاري في مجلس الدولة، بخروج كل من المجلس الرئاسي والاستشاري والنواب من المشهد السياسي في ليبيا، وإعادة الأمانة إلى الشعب على الفور، ودعا البيان كافة القوى السياسية الليبية للمشاركة في هذه الدعوة من خلال ممارسة وسائل الضغط الشعبي السلمي كافة على هذه الكيانات السياسية، لحثها على التخلي عن السلطة التي كانت سببًا بارزًا في الانقسام الليبي والصراعات الداخلية به.

إطلاق صاروخ باتجاه مطار العاصمة
وتفاقمت حدة الأزمة، بعد سقوط صواريخ أطلقت باتجاه المطار الوحيد العامل بطرابلس، مساء يوم أمس الثلاثاء، حيث سُمع دوي انفجارات قرب مطار "معيتيقة"، وتم مشاهدة أحد هذه الصواريخ وهو يسقط في البحر المتوسط بالقرب من محيط المطار دون خسائر بشرية تذكر حتى الآن.

الهجوم الإرهابي على المؤسسة الوطنية للنفط
الصراعات والانقسامات الداخلية المستمرة تسببت في وقوع هجوم إرهابي قبل عدة أيام، استهدف المؤسسة الوطنية للنفط، حيث قام انتحاري بتفجير نفسه داخل مقر المؤسسة في العاصمة الليبية طرابلس، ليعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته الكاملة عن الهجوم الذي استهدف المؤسسة الرسمية، والتي تسببت في سقوط ضحيتين وإصابة 10 أشخاص بجروح خطيرة جراء الهجمات الإرهابية.

اشتباكات الجماعات المسلحة
هذه الهجمات المتتالية على المؤسسات الليبية بالعاصمة، تأتي بعد أيام قليلة من الاشتباكات العنيفة التي جرت في طرابلس في مطلع سبتمبر الجاري، والتي أعلنت الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة، حينها حالة الطوارئ بالبلاد، خاصة بعد بيان وزارة الصحة الليبية، الذي كشف عن خسائر الاشتباكات التي ارتفعت إلى 78 قتيلًا، وإصابة 210 شخصًا بجروح بالغة الخطورة.

الميليشيات المسلحة توافق على وقف إطلاق النار
وفي بيان لبعثة الأمم المتحدة، يوم 9 سبتمبر الماضي، أعلنت عن موافقة الجماعات المسلحة المتناحرة للسيطرة على طرابلس، على إنشاء آلية لتثبيت قرار وقف إطلاق النار بعد محاولات إقناعية عديدة بين كافة الأطراف المسؤولة عن الوضع الليبي الجاري.

هجوم للواء السابع يجدد الاشتباكات
وبالرغم من الاتفاق السابق على تجميد إطلاق النار في محاولة لتهدئة الأوضاغ ، إلى أن أصوات اشتباكات عنيفة بمنطقة طريق المطار في العاصمة الليبية يتم سماعها من كافة أرجاء المنطقة.

ووفقًا لمصادر، فإن القتال تجدد بعنف بين مجموعة تشكيلات مرتبطة باللواء السابع، وتشكيلات ووحدات متمركزة  داخل طرابلس وبمنطقة بوسليم ومحيطها.

ويأتي ذلك بعدما شن اللواء السابع في الفترة الماضية عمليات عسكرية عدة بضواحي طرابلس الجنوبية والشرقية، بينما كان الاستعداد للجولة الحالية من الاشتباكات قد ظهرت بوادره منذ يوم الأحد الماضي، حسبما أفاد مصدر، بعدما توجهت عدة دبابات لطريق المطار.