نص كلمة البابا تواضروس في كنيسة الملاك بنيويورك

أقباط وكنائس

البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني


تحدث قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، عن "فضيلة المودة الأخوية".

وقال قداسته في عظتة التي ألقاها بكنيسة السيدة العذراء مريم، ورئيس الملائكة ميخائيل بهامدن كونيتيكت، بنيويورك، "أكلمكم عن فضيلة من الفضائل الغالية جدًا فى حياة الإنسان وهي فضيلة المودة الأخوية،، والمودة هي شكل من أشكال المحبة التى يستطيع الأنسان أن يمارسها كل يوم بل فى كل ساعة وحيث يقول القديس يوحنا ذهبي الفم عن الإنسان المسيحي: أيّ مصباح بلا نور؟ وأيّ مسيحى بلا حب؟!".

وتابع : وظيفة اللمبة أن تنير والمسيحى وظيفته ودوره أن يحب علشان كده بيقول القديس إكليمندس" عندما أرى أخًا لي كأنى رأيت الله لأنه هو رسالة من الله لي".

ولفت إلى أن المودة الأخوية من الموضوعات المهمة التى شغلت السيد المسيح فى خدمته على الارض يعنى اللى يشوف حياة السيد المسيح فيما يسمى بالخدمة العلانية وتجده انه كان دائمًا مشغول بمحبة الأخر او مانسميه المودة الأخوية ، وهديلك مثال لذلك كلكم فاكرين قصة الأبن الضال كان فى اب وعنده ابنين وبعدين الصغير غلط وفاق ورجع ولما رجع اخوه الكبير تزمرعلى رجوعه وحب يقلب الفرح الى نكد وبعدين عاتب ابوه وقاله " هَا أَنَا أَخْدِمُكَ سِنِينَ هٰذَا عَدَدُهَا، وَقَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ، وَجَدْياً لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ لأَفْرَحَ مَعَ أَصْدِقَائِي وَلٰكِنْ لَمَّا جَاءَ ٱبْنُكَ هٰذَا ٱلَّذِي أَكَلَ مَعِيشَتَكَ مَعَ ٱلزَّوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ ٱلْعِجْلَ ٱلْمُسَمَّنَ فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ، وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ" يعنى لما رجع لابن الصغير الكبير تزمر وفى ناس تيجى فى اى فرح لازم تنكد والأخ الكبير رفض دخول البيت وعاتب ابوه لكن الاب بكل مجبه حل الموقف خد بالك من الأبوة والمودة.

وأكمل قائلا: كلنا عارفين حكاية السامرى الصالح والسامريين واليهود عكس بعض وفى التاريخ لما انقسمت الاسباط الأثنى عشر اصبحوا عشرة فو ق سموا نفسهم مملكة اسرائيل واثنان تحت سموا نفسهم مملكة يهوذا وبقوا ضد بعض والمجموعة بتاعت يهوذا كان عندهم الهيكل فى اورشليم وبتوع مملكة اسرائيل راحوا السامرة وبدئوا يعبدوا المرتفعات ضد بعض مش قابلين بعض والسامرى الصالح عدى على الراجل المجروح وقبله عدى الكاهن عليه ولم يساعده ولكن السامرى شاله وعالجه وأهتم به وسمى السامرى الصالح.

واستطرد: كلكم فاكرين المفلوج اللى كان بقاله 38 سنة ويسئله يسوع أتريد ان تبرأ ؟ ويكون رد المفلوج "ليس لى أنسان" انت محدش جنيك اين ذهبت المحبة الأخوية ؟؟ الراجل المفلوج 38 سنة وملوش انسان ملوش جار او صديق وكل مايحتاجه زقه صغير لنزوله الميه ، هل تحب أخيك فى الأنسانية حتى المرأه الخاطئة اللى فى يوم من الأيام وقعت فى الغلط لماجابوها قدام المسيح مكنش فى واحد قلبه حن عليها علشان مفيش المحبة الأخوية لان عنده خطية اكبر من اللى عند هذه المرأه والمسيح تعامل مع الموقف بكل حكمة وأظهر لهم الخطية لكل واحد فيهم دون ان يعلمها احد وكانت النتيجة الكل ترك حجارة الرجم.

ونوه قداسة البابا، بقصص الكتب المقدس فى المحبة الأخوية لا تنتهى كلكم فاكرين الراجل العشار "زكا" اللى كان نفسه يشوف المسيح وكان قصير طلع فوق الجميزه علشان بس يشوف المسيح يقوم المسيح ينده عليه شوف المحبة التى تنتطلق لأنسان خاطيء وهو نازل سمع اعجب ما يكون " ينبغى أن امكث اليوم فى بيتك " ايه المحبه دى زكا يقف بكل فرحه ويقولى سأعطى اموالى للمساكين قال عنيا لما جت فى عينين المسيح اتغيرت كل حاجه ، خد باالك اكتشف ان سعادته ليس فى ماله بل فى محبة المسيح أحيانًا محبتك لأخوك تغيره ويقول الكتاب وصار انسانًا جديدًا.

وأردف: أرجوك تنتبه الى هذا احنا فى بداية سنة قبطة جديدة أسأل نفسك هل قلبك منفتح بالحب نحو كل انسان ؟ ولا بتصنف الناس ده اقبله وده لا وده اخاصمه وده مكلموش ؟؟ وراجع نفسك هذه خطايا امام الله والقديس يوحنا قال " مَنْ لاَ يُحِبَّ أَخَاهُ يَبْقَ فِي الْمَوْتِ" وعندما تحب أخيك فى الأنسانية انت تعيش المسيحية فى عمقها وانك تحب اخوك هذا دليل على انك بتحب ربنا اللى مش شايفه بعينيا وبترجمها الى محبتى لاخويا وهذه المحبه هى التى تكشف مدى عمق محبة لأخيك وهذه المحبة ليس لها مقياس ومحبتى للأخر لها عدة دلائل مثل :

أولًا : محبتى للأخردليل على حبى لله 
وهذا الامر مهم جدًا لمحبتنا للكنيسة والكنيسة اللى فيها من اباء كهنة وشعب وخدام وشمامسة اذا لم يسيروا فى دائرة المحبة فلا معنى للمحبة ولهذا السبب ان الكنيسة بتقول لنا فى بداية كل قداس قبلوا بعضكم بعضًا وبتأكد لكم على محبة الاخر وأخويا اللى واقف جنبى بيمثل البشر جميعهم الذين يجب على ان اقدم لهم المحبة .

ثانيًا: محبتى للأخرهى مقياس على سلامة العبادة 

أسألكم سؤال هو المسيح فى العظة على الجبل اتكلم عن أركان العبادة اللى هى الصوم والصلاة والصدقة ولكن رتبهم الاول الصدقة ثم الصلاة ثم الصوم ، والصدقة فيها تعبير عن محبتى لأخويا والصلاة فيها تعبير عن محبتى لربنا والصوم تعبير خروجى من انانية نفسى علشان كده الله وضع محبتى لأخويا من خلال رمزية تقديم الصدقة اذًا محبة الأخر هى دليل على صدق عبادتك .

ثالثًا : محبتى للأخر هى مقياس للدينونة 

عندما يقف الانسان أمام الله هيسأله كنت بتحب أخوك ؟ وفى آية (مت 25: 35): لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي . ومش بس الفقير اللى بطعمه بل تشمل كل البشرية جوعان ليس للطعام فقط بل للتقدير والاحترام والتشجيع أخويا جنبى ومقدرتوش كنت جوعان هذا تعبير عن علاقتك بالاخوة البشرية وهى الصورة الجميلة واطعام الغير ليس أطعامًا فقط بل أطعامًا بكل الاحتياج الاجتماعى والنفسى زيارة المريض كل هذا تعبير واضح بيقدموا المسيح لنا وبيقول وصيتى "ان تحبوا بعضكم بعضًا" ويجى القديس يوحنا الحبيب يقول فى آية (1 يو 3: 14): نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ، لأَنَّنَا نُحِبُّ الإِخْوَةَ. مَنْ لاَ يُحِبَّ أَخَاهُ يَبْقَ فِي الْمَوْتِ. ".
الخلاصة وأنتم باذلون كل اجتهاد - قدموا في إيمانكم فضيلة، وفي الفضيلة معرفة وفي المعرفة تعففا، وفي التعفف صبرا، وفي الصبر تقوى وفي التقوى مودة أخوية، وفي المودة الأخوية محبة لأن هذه إذا كانت فيكم وكثرت، تصيركم لا متكاسلين ولا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح وأنتم فى بداية سنة جديدة حط قدامك مبدأ من المبادئ الجميلة".

وفي نهاية كلمته قال البابا: خلى الواحد مجتهد وفتش عن كل أنسان ممكن يكون فى واحد محتاج منك كلمة تشجيع زيارة او مكالمة تليفون تقدير اى صورة من هذه الصور وهذا ليس تفضلًا منك بل بمحبة المسيح التى امتلئ بها قلبك وتقدمها للأخر ، احنا فى بداية سنة جديدة فضع امامك اهداف من هذه الأهداف ان السنة دى اتعلم ازاى محبتى تمتد لكل احد وأحيانًا واحد يمسك سيرة أحد فهذا كسر للمحبة وقيسوا على هذا نماذج كثيرة فى حياتنا أحيانًا واحد يشيع أشاعة خاطئة على السوشيل ميديا وينشرها هذا كسر للمحبة.