د. خالد مصيلحي يكتب: أسفين لطبق السلطة الذي أفسدناه مع سبق الإصرار والترصد

ركن القراء

الدكتور خالد مصيلحي
الدكتور خالد مصيلحي إبراهيم


دكتور خالد مصيلحي إبراهيم – قسم العقاقير والنباتات الطبية - بكلية الصيدلة - جامعة القاهرة

في الماضي القريب كان طبق السلطة هو الحل الأمثل لعلاج السمنه المفرطه ومرضى السكر وكان وصف طبق السلطة أساس كل الأنظمة الغذائية الصحية سواء للمرضى أو الأصحاء، وكانت أول عنصر يوصى به أخصائين واستشاري التغذية لحل مشاكل الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسمنة والمفرطة والسكر وارتفاع الكوليسترول.

وكان مثاليا لأبنائنا في بداية العام الدراسي لرفع مناعتهم وزيادة نشاطهم وكان طبق السلطة الملجأ الرئيسي لعلاج الأنيميا ونقص الفيتامينات وعلاج أعراض الشيخوخة وتخليص الجسم من السموم وكل هذا لأن طبق السلطة التقليدي الذي يحتوي على الطماطم والخيار والجرجير والبصل كان مصدرا مهما للألياف الغذائية التي تشعر الفرد بالامتلاء والشبع ويقلل امتصاص الدهون والكوليسترول وينظم امتصاص السكريات وكان مصدرا للمعادن المهمة مثل الحديد والماغنسيوم والزنك والبوتاسيوم والكالسيوم وكان هذا الطبق التقليدي مصدرا مهما لكل أنواع الفيتامينات مثل A, B6, B12 , C.

لك أن تتخيل أن كل هذا قد تم نسفه وهدمه تماما وأصبحت السلطة مصدرا للمتاعب لما حدث لها من تشوهات وتغييرات مرعبة في مكوناتها بحجة تغيير مذاقها، وأصبح أخصائي التغذية في حيره من أمرهم وأصبحوا يحددون مكونات طبق السلطة ويؤكدون عليها بعد أن كان لها معنى ومكونات واحده فقط بعد أن اصبحت مصطلح السلطة يحتوي على أكثر من ثلاثون نوعا منها إثنان أو ثلاثة لهم صفات وفوائد صحية وبقية الأنواع أصبحت خطر على الصحة وسنذكر هنا على سبيل المثال وليس الحصر:

سلطة الكول سلو فبالرغم من أن الظاهر إنها تحتوي على الكرنب والكابوتشي وهما من الخضروات الغنية بالألياف والمعادن علاوة على احتواءهما على مواد كبريتية رائعه كمضاد للأكسدة ولكن ماذ تفعل كل هذه الفوائد أمام الكميات الكبيرة المضافة من المايونيز الذي يرفع سعراتها الحرارية بأرقام فلكية علاوة على نسبة الدهون الموجوده في المايونيز كل هذا دمر هذا النوع تدميرا شاملا وأصبحت مصدرا للمتاعب وأصبحت من المحظورات ويمكن للاستفاده منها استبدال المايونيز بالزبادي أو على أسوء تقدير بالمايونيز الخفيف أو القليل الدهون والسعرات.

سلطة الفاصوليا الخضراء رغم الإقبال الشديد عليها لطعمها المميز ورغم فوائد الفاصوليا الرائعة ولكن إضافة كميات كبيرة من السكر والخل إليها يسبب ارتفاع مفاجيء للسكر في الدم ووجود السكر بها يزيد من سعراتها الحراية غير أن كميات الخل ترهق المعده وتسبب التهابات في الجهاز الهضمي والقولون فأصبحت مصدرا للمتاعب ومحظوره على مرضى السكر.

بعض السلطات يضاف إليها الباذنجان والبطاطس المقلية مسبقا في زيت غزير وهذا الزيت بعد تسخينه يتحول لأخطر أنواع الدهون المشبعة والحرارة العالية تجعله يتحول لما يسمى بالـtrans fat وهو أخطر أنواع الدهون على صحة الإنسان حتو لو تم استخدام زيت الزيتون فهو يفقد كل فوائده بعد التسخين لانه يتحول بالتسخين من دهون غير مشبعة مفيدة إلى زيوت مشبعة ضارة ومصدر وسبب رئيسي لمرضى تصلب الشرايين وأمراض الأوعية الدموية وأمراض القلب وارتفاع الكوليسترول.

ولو حاولنا الهروب من كل هذه الأنواع السابقه تلجأ بعض المتاجر الغذائيه بتقديم صوص لإضافتها للسلطات بعضها يحتوي على المايونيز والبعض يحتوي على إحدى كوارث هذا العصر والسبب الرئيسي في إنهاك قوى وتدهور صحة شبابنا وهو إضافة كميات كبيرة من الجبنة السائلة والمعروفه باسم molten cheese فأصبحت الجبنة المنصهرة أو السائلة عنصر شرير ومدمر في كل مأكولاتنا وليس السلطة فقط وكما هو معروف أن الجبنة أكثر من نصف وزنها دهون وزيوت مهدرجة ولكن لاصرارنا على تدمير صحتنا مع سبق الإصرار والترصد لانكتفي بضرر هذه الدهون في الجبنة بل نقوم بصهرها وتحويلها للقوائم السائل بتعريضها لدرجات حرارة عالية وتتحول هذه الدهون الضارة بطبيعتها الى دهون أشد ضررا وفتكا بالتسخين لتحويلها إلى الـtrans fat حتى الطماطم المليئة بالفوائد أصبحت تستبدل بالصلصه التي قد تحتوي على نسب من سكر الفركتوز او المواد الحافظة التي تفسد فوائد الطماطم وكل هذه التشوهات لطبق الساطة فيها التفسير المنطقي لوجود حالات كثيرة لشباب يعانون من ارتفاع الكوليسترول ويعانون من أمراض القلب في أعمار صغيره على مستوى العالم
علينا فورا الرجوع لطبق السلطة التقليدي وكل الأمثلة السابقة كمثال وليس للحصر فهناك العديد واالعديد من التشوهات لطبق السلطة واذا اردنا تعديل طبق السلطة للحصول على مذاقات مختلفة وبدون تشويه مكوناته وفوائده فيمكن عمل هذه الإضافات والتعديلات لزيادة قيمة السلطة الغذائية والصحية أولا يجب تقليل الملح والخل وتعويضهم بالكثير من الليمون والقليل من زيت الزيتون.

اضافة البروكلى والكرنب الموف الطازج وهما يحتويان على مواد كبريتية قاتلة للميكروبات ومضادة للأكسدة.

السبانخ يجب غسلها جيدا وتقطيعها كالجرجير على طبق السلطة وهى مصدر غنى بالحديد فتعالج الأنيميا كما أن التفاح يعزز قيمة الفيتامينات المقويه لجهازنا المناعى مثل فيتامين ج والمعادن ومضادات الأكسدة التى تجدد خلايا الجسم وتعزز الحالة الصحية والمزاجية للجسم كله أما الثوم يجب تقطيعه قبل الأكل مباشرة حتى لا تقل قيمته الغذائية، وهو غنى بمواد كبريتية تكافح البكتيريا والفيروسات، كما تزيد من تدفق الدم لكل خلايا الجسم ويزيد نشاطها كما أن إضافة بعض حبات الرمان او دبس الرومانيعطي مذاقا مميزا إلى الساطة لأن الرمان يعد من أفضل الفواكه لاحتواءه على مضادات الأكسدة وكذلك المعادن التى تقوى المناعة أما فطر عيش الغراب أو المشروم يمكن إضافته للسلطة كمصدر للأحماض الأمينية والفيتامينات اللازمة لكفاءة الجهاز المناعي.

ويمكن إضافة التوابل التاليه لطبق السلطة فإضافة الكركم الذى يعد حاليا بشهادة كل المجلات العلمية من أقوى النباتات المقوية لخلايا الجسم وللجهاز المناعى وتنقى الجسم من السموم لاحتوائه على مادة الكركومين (Curcumin) التى تنشط خلايا الكبد، وهو العضو الوحيد المسيطر على كل أنشطة الجسم ويفضل إضافة الزعتر والقرنفل لتوابل السلطة حتى نزيد نسبة المواد الفينولية التى تفتك بأى ميكروب وتطهر الحلق كما أن  إضافة القليل من الريحان والروزمارى المطحون والبردقوش لتوابل السلطة يجعلها غنية بمواد متطايرة تنظف الجهاز الهضمى من السموم وتطرد الغازات وتقتل الميكروبات واضافة القليل من الزنجبيل والقرفة والفلفل الأسود والبابريكا يتعزز تدفق الدم فى الخلايا، مما يساعد على زيادة معدلات حرق الدهون وإمداد خلايا الجسم بالأكسيجين اللازم لتأدية وظائفه على أكمل وجه.