"فلاحات مصريات" يتخلين عن معالم شخصيتهن في سبيل الحفاظ على لقمة العيش (صور)

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


ليس بجديد مساندة الست لزوجها في مراحل الحياة وبالأخص في الحياة الزراعية منذ قديم الأزل، فأعتادت الست الريفية على تحمل مشاقة الزراعة والذهاب للأرض والاهتمام بالمحاصيل والحصد، ومن ثم حمل المحصول والسعي علي زرقها والذهاب للسوق لتبدأ مشاقة أخرى في عملية البيع، فالتاسع من سبتمبر يوم عيد الفلاح المصري رصدت "الفجر"، معايشة ليوم بعض الفلاحات.

 

"عندي أرض زراعية في غطاطي"، كانت سيدة البالغة من العمر 47 عامًا والتي تمتهن مهنة البيع والشراء منذ طفولتها لعدم استكمالها تعليمها لتقاليد وعادات الأرياف، قائلًة "انا ببدء يومي من الساعة 2 بليل، أروح للأرض وانقي المحصول وانظفة من الآفات، وابنتي تساعدني في التنقية وترتيب المحصول لسهولة نقله".

 

وبعد ترتيب محصولها تقوم "سيدة" بنقل بضائعها على "توك توك"، وتستكمل حديثها "انا متفقة مع سائق توك توك كل يوم، بيحمل البضاعة، متجهًا نحو السوق الذي امارس فيه البيع، لتكون أجرته 40 جنية يوميًا".

 

ومع عناء الطريق وأجرة التوك توك لا تعترض على ذلك المشوار لعدم تواجد فرصة بيع محصولها في بلدتها، لوصفها انه "مكان فارغ"، لا يحمل الكثير من المارة ويسودة الهدوء والهواء الطلق.

 

"انا ست فلاحة وعندي أرض زراعية ومتبهدلة"، لتكون تلك العبارة من أفواه "أم حبيبة" بعد سكونها لعدة دقائق عن الإفصاح عن أسعار الخضار، لتكون بلدتها "كرداسة" ولتبدأ عناء عملها منذ صلاتها للفجر، متجهة إلى أرضها بعد التوكل على الله، حيث تبدأ في تنقية محصول البطاطس والبمية وبعض الخضروات، وتحملهم على "ظهر الحمار" ليكون هو وسيلتها التي لا تكلفها نقود إلا طعام البرسيم، ليصلها إلى سوق الخضار بمنطقة "كوم بكار" لتبيع المحصول وتسترزق منه بعد وفاة زوجها.

 

لتختفي ملامح الأنثى وتظهر شخصية الرجل الذي يحمي عائلتة فكانت تلك هي شخصيتها التي تبدو في معاملتها مع تجار السوق للحفاظ على كرامتها ومصدر رزقها، لتكون شكوتها الدائمة، نقلها طوال اليوم من الجزء التي تفترش عليه الخضار بالشارع، والمشكلات اليومية مع بعض محلات الدجاج والجزارة.

 

ومع زيادة أسعار البنزين تزداد شكوى سعدية الفتاة العشرينية التي تأتي من بني سويف إلى سوق كوم بكار محملة بضائعها على عربة نصف نقل وتتحمل مشقة الطريق بأجرة 150 جنية وقابلة للزيادة.

 

كما أنها تحصد المحصول من اراضي عائلتها، قائلة "انا مش بحب أزرع واحصد من وانا طفلة، وحبيت مهنة الزراعة من والدي، اللي بيتعبني طريقي للسوق لكن زراعة وحصد المحصول أكتر حاجه ممكن اعملها وانا مبسوطة".

 

وعلى أطراف السوق تجلس ام عبدة بائعة الجرجير منذ عشرون عامًا، حيث تستيقظ في الساعة الثالثة فجرًا مع ابنتيها لمساعدتها، متجهين نحو الأرض الزراعية بمدينة الفيوم لحصد الجرجير وتنقيته وربطة في احزمة لتسهيل بيعه، كما تنقله على عربة احدى التجار وتذهب إلى فرشتها لتسترزق بقوت يومها، ولكن تكون شكواها المستمرة سوء معاملة السكان لها داخل السوق التي تتسبب في ايذائها لكونها تجلس بجانب إحدى المنازل.