مصير "إدلب" معلق.. القمة الثلاثية بطهران تؤكد على وحدة الأراضي السورية

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


انطلقت أعمال قمة طهران الثلاثية بشأن سوريا، اليوم الجمعة، ليناقش الزعماء الثلاثة الإيراني والتركي والروسي، الهجوم العسكري الوشيك على محافظة إدلب الواقعة بشمال غرب سوريا.

 

ويأتي ذلك، في ظل دعم روسيا وإيران العسكري إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد، في الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من سبعة أعوام في سوريا، بينما تدعم تركيا قوات المعارضة في البلاد.

 

إيران تؤكد بقائها في سوريا وتطالب بوضع حد للوجود الأمريكي

 

وأكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أن محاربة الإرهاب بالمحافظة لا بد منها، مضيفًا أن أمريكا وإسرائيل أدركتا أنهما لن تحققا أهدافهما بتسليح المتشددين في سوريا، معربًا عن رفضه لسياسة الأرض المحروقة.

 

وطالب "روحاني" خلال حديثه بالقمة، من كل المسلحين في سوريا أن يقوموا بإلقاء السلاح والسعي السلمي خلف إنهاء الصراع بين جميع قوات البلاد.

 

وشدد على ضرورة وضع حد للوجود الأمريكي غير الشرعي بسوريا، مشيرًا إلى أن دولته ستبقى في سوريا بناءا على طلب من دمشق بذلك لحمايتها، مضيفًا:"وجودنا هناك في السابق وفي المستقبل ليس لفرض إرادتنا على أي أحد".

 

ونوه الرئيس الإيراني، إلى استعداد بلاده لتقديم مساعدة في عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم وإعادة إعمار البنية التحتية في سوريا، لافتًا إلى أن المجتمع الدولي يجب أن يدرج عودة اللاجئين وإعادة إعمار سوريا إلى جدول أعماله، وأن طهران، جاهزة لتقديم أكبر مساعدة ممكنة في هذا المجال.

 

تركيا تطالب بوقف إطلاق النار والتوصل لحل عقلاني

 

ومن ناحية أخرى، تطرق الرئيس التركي، رجب الطيب أردوغان، إلى ضرورة التوصل إلى حل عقلاني في إدلب ليعالج مخاوف الجميع، لافتًا إلى أن التطورات الأخيرة في إدلب وصلت إلى مرحلة خطيرة جدًا.

 

وحذر "أردوغان" من شن الهجمات على إدلب والتي قد تخلق مذبحة دموية وصفها بـ"حمام دم"، مشددًا على استياء تركيا من دعم واشنطن لمنظمة إرهابية في سوريا، ومضيفًا أن الهجوم على المنطقة السورية سيؤدي إلى انهيار العملية السياسية بالدولة.

 

وطالب الرئيس التركي، بوقف إطلاق النيران في سوريا، وأن هذا الحل سيكون انتصارًا حقيقيًا للقمة، داعيًا زعماء القمة الثلاثية، لحث جماعات مثل هيئة تحرير الشام وجبهة النصرة على إلقاء السلام.

 

روسيا تطالب باستعادة النظام السوري للسيطرة الكاملة على البلاد

 

ومن جانبه، عارض الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قرار وقف إطلاق النار على سوريا، لأن متشددي جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية المتمركزين هناك ليسوا طرفًا في محادثات السلام.

 

وقال بوتين خلال محادثات مع نظيريه التركي والإيراني إن الحكومة السورية، الحليف الوثيق لروسيا، يجب أن تستعيد السيطرة على كامل أراضي البلاد، موضحًا أن هناك الكثير من المدنيين في محافظة إدلب السورية، لذا ينبغي أن يتحلى الإرهابيون في إدلب بالقدر الكافي من التفكير السليم لإلقاء أسلحتهم والاستسلام.

 

وشدد الرئيس الروسي، خلال المناقشة التي جرت حول طاولة المحادثات للقمة الثلاثية، على أنه لا يمكن إهمال عمليات القصف والهجمات التي ينفذها الإرهابيون من إدلب، قائلًا:"هناك استفزازات مستمرة.. ويجري تنفيذ هجمات منها باستخدام طائرات مسيرة.. بالإضافة إلى عمليات قصف.. ولا نستطيع أن نتجاهل ذلك".

بيان القمة يؤكد على وحدة الأراضي السورية.. ولا يوجد حل عسكري للأزمة

 

وفي البيان الختامي المشترك للقمة الثلاثية التي عقدت بطهران، أكد رؤساء جمهوريات ايران وروسيا وتركيا، على التزامهم بوحدة الأراضي السورية وسيادتها، وأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، مشددين على ضرورة مراعاة ذلك من قبل الجميع.

 

وأوضح الرؤساء الثلاثة في ختام اجتماعهم الذي عقد في طهران، عزمهم على استمرار التعاون حتى القضاء على الجماعات الإرهابية، معربين عن ارتياحهم للإنجازات التي تحققت على ضوء اجتماع "أستانا" لحل الازمة السورية، مشددين على أن الازمة السورية ليس لها حل عسكري.