سالم أحمد سالم يكتب: بوابة محافظ المنوفية و «طابور اللياقة»

ركن القراء

سالم أحمد سالم
سالم أحمد سالم


هل ستكون فولاذية ؟ هل سيمنع الصحفيين ؟ هل سيقضي علي فيرس التأشيرات الوهمية ؟ هل سيخرج من بوابته من أجل المواطن أم أنه سيرتدي نضارته السوداء قاصداً «الشو» والتقاط الصور فقط ؟ هل سنراه داخل الوحدة الصحية في قريتي الصغيرة أم أنه يذهب إلي المستشفيات العسكرية فقط ؟ هل سيخرج من بوابته من أجل القرارات الجريئة ؟ 

عشرات الأسئلة لن نجد لها أي إجابات، ومن الظُّلم أن نضع لها إجابات الآن، بل إن المؤشرات وضعتنا دون نية أو إرادة أمام خلفية عسكرية، كان المتداول منذ أيام قليلة أن الشِدة والصوت المرتفع هما صفات اللواء سعيد عباس الذي تربع علي عرش المنوفية مُحافِظاً لها، ظهر الأمر للشارع المنوفي بأن الرجل الجديد سيأتي ومعه باباً حديدياً ليمنع المواطنين من الوصول إليه إلا في الضرورة.

من الوهلة الأولي لـ الرجل وقبل دخوله من بوابة الديوان العام، حيث مكتبه، أفادت المواقع الإخبارية بأنه انحني ليُقبل رأس «فلان»، وأكد شهود العيان بأنه قام بتوبيخ موظفيه بعد طلبهم دخوله مكتبه وإنهاء لقاء «الشوارعية».

خلع المحافظ «بدلته» من اليوم الثاني له وفِي تمام الثامنة صباحاً قام بزيارة لـ القرية الأقرب لمكتبه «كفر طنبدي»، ليتفقد شوارعها مترجلاً، لم يعرفه المواطنون إلا بسبب موتوسيكل الشرطة الذي يتقدم سيارته الفارهة.

الواضح من كلامي أن «طوابير اللياقة» ستنال من موظفي الديوان العام وأن نشاط المحافظ الجديد في ساعات الصباح المُبكرة سيدعونا لمتابعته وتقديم طلب رسمي لشن جولات صباحية علي مجالس المدن والمستشفيات، ولكن لا تنظر إلي كشوفات الحضور والانصراف فقط، انظر إلي ما يحتاجه «الشوارعية».

يبدو أن لفظ «الشوارعية» هو الأقرب والمناسب لحالات المنع التي تمت في سنوات سابقة أمام بوابة الديوان العام بمدينة شبين الكوم، ومن ذكاء الرجل الجديد أن يواصل لقاء المواطنين الذي كان يعقده الدكتور هشام عبدالباسط «المحافظ المتهم».

في ذات السياق، أتذكر منع الدكتور شيرين فوزي محافظ المنوفية السابق دخول عدد من الزملاء الصحفيين مبني الديوان العام، بسبب تقارير صحفية اهتموا خلالها بما يحتاجه الشارع المنوفي ورصدوا «نومه العميق» .. فهل سيلجأ «عباس» إلي ذلك مُستقبلاً أم أن بوابته ستكون ملجأ لـ «الشوارعية».