طرابلس على صفيح ساخن.. تعرف على آخر تطورات الأوضاع في ليبيا

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تتفاقم الأحداث والاشتباكات داخل العاصمة الليبية "طرابلس"، بشكل لم تشهدها من قبل، حيث تواصلت المعارك العنيفة وحرب الشوارع بين ميليشياتها المسلحة لليوم السابع على التوالي، وهو ما يهدد الحياة السياسية، ويعرقل المساعي الدولية لتوحيد الفرقاء وإنهاء حالة الانقسام.

ولاقت الاشتباكات في طرابلس إدانات محلية ودولية مستمرة، استنكرت القصف العشوائي لمنازل المدنيين وتصاعد حدة العنف، وسط مطالبات بوقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه بوساطة من البعثة الأممية ولجان المصالحة الوطنية، وبرغم التوصل إلى هدنة يوم الجمعة الماضي بعد مساعٍ بذلها أعيان وحكماء بعض المناطق لتهدئة الأوضاع ووقف إطلاق النار، وفتح المجال أمام قوات المنطقتين الوسطى والغربية المكلفتين من المجلس الرئاسي لفض النزاع، لم تستمر الهدنة سوى ساعات معدودة، نتيجة خرق أحد الأطراف لها.

وحجبت السلطات موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي الذي يقبل الليبيون عليه بكثافة، وذلك في إطار تدابير تعتيم على أخبار المعارك التي تردد أنها طاولت محيط مقر حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج في طريق السكة، ما أجبره على الانتقال إلى مقر القاعدة البحرية في المدينة.

ونفى مسؤول في حكومة السراج، تقارير محلية على وقوع إطلاق نار داخل مقر الحكومة بسبب "مشادات كلامية بين أعضاء من الحرس الرئاسي"، فيما نقلت تقارير عن شهود هجوم عدد من المسلحين على المقر ووقوع اشتباك مع قوات الحراسة.

وبعد فرار نحو 400 معتقل من سجن عين زارة "جنوب" تواترت أنباء عن أعمال سلب ونهب في بعض ضواحي المدينة خلال المواجهات الدامية بين الميليشيات المتصارعة-بحسب وكالة الشرق الأوسط-.

وقال مجلس النواب الليبي في بيان مقتضب تلاه عبد الله بليحق، الناطق الرسمي باسمه، إنه بسبب اشتباكات طرابلس وعدم تمكن عدد من النواب من الحضور إلى مقر المجلس في مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي، تم تأجيل الجلسة التي كان يفترض أن تناقش أمس تعديل الإعلان الدستوري إلى الأسبوع المقبل.

ودفعت هذا التطورات، بعثة الأمم المتحدة في ليبيا إلى الإعلان بشكل مفاجئ عن إجراء ما وصفته بحوار عاجل وموسع حول الأوضاع الأمنية الراهنة في المدينة، يضم مختلف الأطراف المعنية، كان يفترض أن يعقد ظهر أمس في مكان قالت إنها ستعلن عنه لاحقاً.

ولفتت البعثة في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، إلى أن الاجتماع يعقد استناداً إلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وإلى عرض الأمين العام للأمم المتحدة بالتوسط بين مختلف الفرقاء الليبيين، وبالاستناد إلى مطالبة مختلف الفرقاء، بما فيها حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً.

السفارة الإيطالية تطالب مواطنيها بمغادرة طرابلس
في سياق متصل بادرت السفارة الإيطالية وهي السفارة الأجنبية الوحيدة في طرابلس إلى الطلب من دبلوماسييها ومواطنيها الذين يعملون في "إيني" وشركات أخرى، مغادرة العاصمة بسبب تردي الوضع الأمني.

عشرات القتلى والجرحى
وارتفعت أمس حصيلة ضحايا الاشتباكات الحاصلة في ضواحي طرابلس إلى 41 قتيلاً و128 جريحاً، إضافة إلى 8 مفقودين، بحسب ما أعلنه المستشفى الميداني التابع لإدارة شؤون الجرحى، مناشدة وزارة الصحة والمنظمات الإنسانية التدخل والمساعدة في تمكين جهاز الإسعاف من نقل المصابين والعائلات العالقة داخل مناطق العمليات العسكرية وإغاثة المواطنين وإمدادهم بالمؤن وتوفير أماكن لإيواء النازحين من مواقع الاشتباكات.

واستجابت وزارة الداخلية بحكومة السراج إلى مطالب "اللواء السابع" الذي دعا في بيان تلاه الناطق الرسمي باسمه عبد السلام عاشور وزير الداخلية في الحكومة إلى ممارسة مسؤوليته والإيعاز للأجهزة الأمنية لممارسة المهام المناطة بها وفقا للقانون.

ودعت الوزارة المواطنين إلى الابتعاد عن مناطق الاشتباكات، والإقلال من حركتهم داخل هذه المناطق التي تفتقر لوجود عناصر الأمن داخلها، ريثما تتم هذه الترتيبات وتنجز هذه التكليفات.

نزوح 1825 عائلة ليبية
بدوره أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ في العاصمة الليبية طرابلس نزوح 1825 عائلة ليبية خلال أسبوع من الضواحي الجنوبية للعاصمة بسبب الاشتباكات المسلحة بين الميليشيات.

وقال الدكتور أسامة على المتحدث الرسمي باسم جهاز الإسعاف والطوارئ في بيان صحفي، نزوح مئات العائلات من عين زارة، خلة الفرجان، السدرة، القرقني، وادي الربيع، الدبلوماسي، سيدي فطرة، باتجاه عدة مناطق آمنة.

وأكد أن حوالي 30% من السكان بمنطقة الاشتباكات يرفضون مغادرة منازلهم خوفا من أعمال السرقة بالإكراه والنهب لممتلكاتهم وفضلوا البقاء ، موضحا أن جزءا كبيرا من هذه العائلات نفذت المواد الغذائية من منازلهم ولديها احتياجات عاجلة كأولوية المياه والمواد الغذائية.

اجتماع لبحث تطورات الأوضاع بطرابلس
وتعتزم بعثة الأمم المتحدة فى ليبيا، عقد اجتماع موسع اليوم الثلاثاء، مع مختلف الأطراف المعنية من أجل التباحث حول تطورات الأوضاع التى تشهدها العاصمة فى الأيام الأخيرة.

وقالت البعثة الأممية في بيان صحفى لها: "بالاستناد إلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والى عرض السيد أمين عام الأمم المتحدة بالتوسط بين مختلف الفرقاء الليبيين، وبالاستناد إلى مطالبة مختلف الفرقاء، بما فيها حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، بإجراء حوار عاجل حول الأوضاع الأمنية الراهنة في طرابلس".

 ودعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مختلف الأطراف المعنية لاجتماع موسع اليوم الثلاثاء في مكان لم تكشف عنه.