"التنمية الاقتصادية" أبرزهم.. رسائل السيسي من أكاديمية الحزب الشيوعي الصيني

تقارير وحوارات

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي


شهدت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في ثاني أيام زيارته للعاصمة الصينية بكين، إلى أكاديمية الحزب الشيوعي الصيني- التي تعد إحدى أهم المؤسسات التعليمية في الصين، والمسئولة عن تدريب المسئولين والقيادات وتأهيلهم لتولي المناصب العليا- العديد من الرسائل، أبرزها تحقيق مصر نموًا اقتصاديا متسارعا من خلال إصلاحات غير مسبوقة.

 

وترصد "الفجر"، فيما يلي، أبرز رسائل الرئيس السيسي خلال زيارته إلى أكاديمية الحزب الشيوعي الصيني.

 

مصر شريك حضاري وتاريخي في مبادرة "الحزام والطريق"

 

وقال الرئيس السيسي، إن مصر شريك حضاري وتاريخي للصين في مبادرة الرئيس تشي جين بينج "الحزام والطريق"، التي تقوم على إعادة إحياء طريق الحرير، حيث أبدت مصر تأييدها الكامل لهذه المبادرة، وعبرت عن أهمية المشروعات التي يتطلع الجانبان إلى تنفيذها في منطقة قناة السويس في إطار المبادرة.

 

وأكد السيسي، أن زيارة الرئيس الصيني إلى مصر في يناير ٢٠١٦ شهدت توقيع مذكرة تفاهم بين حكومتي البلدين، بهدف تعزيز التعاون في قطاع البنية التحتية وتنفيذ المشروعات الوطنية الكبرى، خاصة فيما يتعلق بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة.

 

قناة السويس محور عالمي لحركة التجارة

 

وأكد الرئيس أهمية الدور المصري في تعزيز العلاقات الصينية بالقارة الأفريقية والمنطقة العربية وأوروبا، وذلك في ظل ما تحظى به مصر من علاقات متميزة مع مختلف تلك الدول، فضلًا عن موقعها الجغرافي المتميز ودخولها في العديد من اتفاقيات للتجارة الحرة مع العديد من الدول بتعدادهم البالغ نحو 1،6 مليار نسمة، الأمر الذي يسهل من نفاد المنتجات المصنعة في مصر إلى أسواق تلك الدول.

 

وأشار إلى أن مصر تقدم تسهيلات للصناعات والاستثمارات الأجنبية في العديد من المناطق الصناعية الجديدة التي تم إنشاؤها، فضلًا عما تمثله قناة السويس من محور عالمي لتسيير حركة التجارة، بما يساهم في نقل البضائع إلى مختلف أنحاء العالم.

 

نستفيد من التجربة الصينية في التكنولوجيا والتطور الصناعي

 

وقال الرئيس: "أود أن أعرب عن سعادتى والتحدث أمامكم في هذه الأكاديمية العريقة للحزب الشيوعي الصيني، بما تمثله من صرح أكاديمي رفيع، وبما تعبرون عنه من مستقبل مشرق لأجيال الشباب الصيني المقبلة، التي تحمل على عاتقها مسئولية مواصلة تلك النهضة الكبيرة التي أذهلت العالم بنموذجها التنموي، وتعكس في الوقت ذاته الحضارة الصينية العريقة، التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، ويقيني أنكم فخورون بما تمثله الصين من إضافة وإسهام للعالم".

 

وأضاف السيسي: "لعلى في هذا السياق أتوجه بالشكر والتقدير لدولة الصين الصديقة، حكومة وشعبًا، على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، ويطيب لي أن أعبر عن حرصي على تلبية الدعوة بزيارة الصين، وسعادتي الشخصية بها، نظرًا لخصوصية العلاقات بين بلدينا، والتزامنا معًا بتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين مصر والصين".

 

وتابع السيسي: "تأتي زيارتي الخامسة إلى الصين انعكاسًا لتطور العلاقات المتميزة بين البلدين، وتأكيدا للحرص على استشراف آفاق أرحب للتعاون، ليس فقط على الصعيد الثنائي، ولكن أيضًا بين الصين وأفريقيا، وبالأخص في المرحلة المقبلة حيث تتولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي لعام 2019"، مضيفًا "أسفرت المباحثات التي أجريتها مع الرئيس تشي جين بينج بالأمس، عن تأكيد استمرار توافق رؤى ومواقف البلدين تجاه شتى القضايا الإقليمية والدولية وفي المحافل الدولية، والأهمية التي نوليها لتعزيز علاقاتنا الثنائية في مختلف المجالات، والاستفادة من التجربة الصينية في مجالات التكنولوجيا والتطور الصناعي، وتعزيز العلاقات التجارية والثقافية، والتواصل بين الشعوب، باعتباره الضمانة الحقيقية لترسيخ نتائج التعاون القائم بين البلدين".

 

تيارات الإسلام السياسي سعت للحكم دون الحفاظ على قوة الدولة

 

أوضح الرئيس السيسي أن الفراغ الذي أفرزته ثورات الربيع العربي تم ملؤه من قبل بعض التيارات الدينية المعروفة بالإسلام السياسي، سعت إلى استغلال الفرصة للوصول إلى الحكم وتولي السلطة، دون اكتراث منها بأهمية الحفاظ على الدولة الوطنية أو سقوطها، وبفهم خاطئ لحقيقة الواقع الذي تعيشه المنطقة وشعوبها ولمفهوم الدولة، كما شدد أن الشعب المصري اختار بإرادته الواعية طريق الإصلاح لينأى بمصر عن خطر الانزلاق والانهيار.

 

نوفر بيئة مواتية لجذب الاستثمارات الأجنبية

 

استعرض الرئيس ما تم من إصلاح اقتصادي ومشروعات كبرى خلال الفترة الأخيرة، بهدف توفير البيئة المواتية لجذب الاستثمارات الأجنبية، سواء من خلال توفير البنية التحتية من شبكة طرق حديثة وزيادة القدرة على توليد الطاقة الكهربائية وبناء العديد من المدن الجديدة وتطوير وزيادة عدد الموانئ البحرية، وتوفير التشريعات المحفزة للاستثمار.

 

وأشار الرئيس إلى المضي قدمًا في عملية إصلاح اقتصادي، كان للشعب المصري الدور الأهم في تحمل نتائجها الصعبة بما لديه من وعى وإدراك لطبيعة المرحلة التي تمر بها مصر، وهى العملية التي بدأت بالفعل في أن تؤتى ثمارا يشير إليها التحسن المستمر في المؤشرات الاقتصادية.

 

تطوير التعليم والصحة والإصلاح الإداري أهداف المرحلة

 

وأشار الرئيس إلى أن المرحلة القادمة ستشمل بجانب الاستمرار في عملية الإصلاح الاقتصادى، الاهتمام بتطوير وتحديث التعليم والصحة والإصلاح الإداري.

 

 

نحقق نموا اقتصاديا متسارعا من خلال إصلاحات غير مسبوقة

 

وقال السيسي: "إنني على ثقة بأنكم على دراية بحراك التنمية الشاملة في مصر خلال المرحلة الأخيرة التي أسفرت عن نمو بلغ 5.3% في عام 2017 / 2018، وحجم احتياطي نقدي تجاوز 44 مليار دولار، وسط جهود لتخفيض عجز الموازنة إلى أقل من 10% من الناتج القومي الإجمالي، مما يعكس التوجه الجاد للحكومة المصرية لتحقيق نمو اقتصادي متسارع، من خلال برنامج إصلاح اقتصادي جاد وغير مسبوق في فلسفته وطريقة تنفيذه وسرعة تحقيقه للنتائج الملموسة".

 

روشتة علاج لأزمات فلسطين واليمن وسوريا وليبيا

 

وأضاف الرئيس، أن مصر تمسكت بأن مفتاح الخروج من المأزق الليبي هو المعالجة الشاملة لأزمة غياب الدولة، من خلال حكومة تمثل جميع الليبيين وتمارس سلطاتها على جميع أنحاء ليبيا، وجيش قوي يواجه الإرهاب ويحمي الاستقرار، وانتخابات حرة تستكمل المؤسسات التشريعية للدولة.

 

وأكد أنه لا وقف لنزيف الدم في سوريا، إلا بحل سياسي يبدأ بإعادة كتابة الدستور السوري بالطريقة التي تؤدي لإعادة بناء النظام السياسي والدولة الوطنية، وتلبي الطموحات المشروعة للشعب السوري الشقيق، مشيرًا إلى أنه لا مخرج في اليمن إلا بالحل السياسي، وبإنهاء كافة محاولات طرف معين الاستقواء بأطراف غير عربية لفرض إرادته على سائر بني وطنه بقوة السلاح، مؤكدًا لا مجال لإنهاء أقدم صراعات المنطقة، إلا بإعطاء الشعب الفلسطيني حقه في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة.