الرئيس الإيراني يمهد الطريق ليصبح مرشداً أعلى

عربي ودولي

أرشيفية
أرشيفية



قبل يومين، وقف الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أمام برلمان بلده ليدافع عن سجل حكومته الاقتصادي. وهو قد واجه حشداً من البرلمانيين تمكنوا من إقالة وزير الاقتصاد، مسعود كاراباسيان، يوم الأحد الماضي. وقبله هاجم البرلمان أيضاً وزير العدل الإيراني، علي ربيعي الذي تمت أيضاً إقالته بزعم عدم الكفاءة.

وجاء ظهور روحاني أمام البرلمان كفرصة للرد على خصومه، والذين وجه بعضهم تهديدات بقتله. ولكن، حسب أليكس فاتانكا، زميل بارز لدى معهد الشرق الأوسط، وهو مؤلف كتاب سيصدر قريباً بعنوان "تسويق السياسة الخارجية الإيرانية"، لم يعمد روحاني لمحاربة خصومه، بل دعا للتوحد "ضد شخصيات معادية لإيران تجلس حالياً في البيت الأبيض".

سياسات واشنطن

ولا شك، وفق فاتانكا في موقع "فورين بوليسي"، كان لسياسات واشنطن تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب أثرها الكبير في الانهيار المفاجئ للريال الإيراني الذي فقد نصف قيمته منذ إبريل. 

ولكن ليست تلك هي المشكلة الوحيدة، كما أقر روحاني ضمن تعليقاته، مشيراً إلى الحاجة إلى "اقتصاد صحي لاستثمار أجنبي ولاستقرار سياسي". 

ولذا دعا خصوم روحاني نفسهم للتوحد معه ضد الولايات المتحدة التي تعمد لتقويض السوق الإيراني، ولخلق فوضى سياسية داخلية، حتى قبل تتويج ترامب.

دور الضحية

ورغم ذلك، اختار روحاني قبول دور الضحية، حيث يعتقد أنه يمثل أفضل مسار سياسي للحفاظ على رئاسته وسلطته، بما فيه سعيه لأن يصل إلى منصب المرشد الروحي الأعلى في إيران. لكن، حسب كاتب المقال، يخطئ روحاني في تقديراته، وهو سيدفع ثمناً باهظاً لامتناعه عن مهاجمة خصومه.

وقد تتضح هذه النقطة بسبب ما جرى حول إقالة وزير الاقتصاد كاراباسيان، تكنوقراطي قليل الظهور، شغل منصبه لمدة عام فقط. فالرجل لم تكن لديه القدرة على إجراء أية إصلاحات اقتصادية كبرى تحتاج إليها إيران، ولم يكن ذلك سراً. وكما قال إلياس حازاراتي، أحد البرلمانيين الذين دعموا وزير الاقتصاد: "كان كاراباسيان ثمرة سهل قطافها. وكان من الأجدر عزل روحاني".

إخفاقات فاضحة

ووفقاً لرأي الكاتب، يعاني الاقتصاد الإيراني من ثلاثة إخفاقات فاضحة. إنها تتمثل في سياسية خارجية عسكرية تقوض الثقة المحلية والدولية في جميع المجالات، وفساد مستشرٍ فضلاً عن محسوبيات واسعة ناشئة عن تعمد المرشد الأعلى علي خامنئي، منح عطاءات اقتصادية لأنصاره المتشددين. وكان خامنئي، لا روحاني، المسيطر على تلك الأدوار الثلاثة.

ويلفت فاتانكا إلى أن قلة في طهران ينفون في مجالسهم الخاصة أن السياسة الخارجية المتشددة مسؤولة عن تردي الوضع الاقتصادي في إيران. 

وعندما سئل الأسبوع الماضي على شاشة التلفزيون الوطني عن سبب مواجهة إيران عدداً من المشاكل في علاقاتها مع العالم الخارجي، سارع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف للإجابة "بأننا اخترنا أن نعيش". 

وقد قصد ظريف بقوله إن إيران تدفع ثمن سياسة خارجية مستقلة ولوقوفها في وجه الولايات المتحدة.

مزاعم

ويرى كاتب المقال أن تلك المزاعم كان ممكناً تصديقها قبل 40 عاماً، لا اليوم. وفي نفس الظهور التلفزيوني، كافح ظريف كي يبرر سبب مواصلة دولته المستقلة تلبية مطالب روسية – كقضية مثيرة للجدل تتعلق بالتساهل في ترسيم حدود مائية في بحر قزوين، أو حيال سماح إيران لمراكب صينية بالصيد في مياه إيرانية.

ويلفت فاتانكا إلى أنه حتى إيرانيين عاديين باتوا ينظرون لسياسة بلدهم الخارجية بأنها مناهضة لأمريكا أكثر من كونها مدفوعة لخدمة مصالح وطنية.

وبرأي الكاتب أن روحاني ليس بريئاً من كل هذا. فقد سوق لنفسه كرجل قادر على إنقاذ البلاد من كارثة اقتصادية، وعلى استعادة احترام العالم. وعوضاً عنه أصبحت إيران أسوأ مما كانت عليه قط.

انتهازي

وحسب الكاتب، بدأ إصلاحيون ومعتدلون ممن انتخبوا روحاني، ينظرون إليه بوصفه انتهازياً ليست لديه رغبة حقيقية في تحقيق تحول سياسي جاد. وفي المقابل يتهمه المتشددون بكونه مهووساً بالغرب، ولذا هو رئيس غير موثوق.