تفكك آخر حصن جليدى فى القطب الشمالي للمرة الأولى في التاريخ

عربي ودولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


أظهرت صور الأقمار الصناعية الأخيرة أن بعض الجليد السميك في القطب الشمالى تم استبداله بأميال من المياه المفتوحة لأول مرة على الإطلاق، مما أثار دهشة العلماء ومراقبي الجليد.


وعادة ما يكون الجليد البحري الممتد على ساحل شمال جرينلاند أكثر سُمكاً في المنطقة القطبية بأكملها، مع تراكم ثلج يصل ارتفاعه إلى 70 قدمًا في بعض الأماكن.


ورغم التراجع السريع للجليد البحري في جميع أنحاء المنطقة بسبب تغير المناخ، فمن المتوقع أن تكون هذه الزاوية القاسية من الكرة الأرضية هي الأخيرة في الاحتفاظ بالغطاء الجليدي البحري على مدار العام.

ووفقاً لتقرير شبكة "سى إن إن" الأمريكية،  قال "والت ماير" وهو باحث بارز في المركز القومي لبيانات الثلوج والجليد، "إنّ هذه المنطقة كانت تعتبر المعقل الأخير حيث نرى هذه التغييرات تأتي في النهاية لكنها وصلت."

 

كيف حدث الانهيار

إن الجليد البحري في شمال جرينلاند أكثر سمكًا من أي مكان آخر في القطب الشمالي لأنّه، وفقًا لمايير، مع انجراف الجليد عبر القطب الشمالي من سيبيريا، يتم ضغطه مقابل الساحل الأخضر في جرينلاند، لكن هذا العام أظهر أنّ حتى جليد البحر الأكثر كثافة ليس منيعًا على درجات الحرارة المرتفعة.


وفي أواخر فبراير وأوائل مارس، أدت الحرارة والرياح الشتوية في الجنوب إلى تفكك جليدي مماثل في المنطقة.

وأضاف ماير "لقد رأينا هذا يحدث في وقت سابق من هذا العام، وهو أمر غير مألوف بشكل خاص، بمعنى أنه كان لا يزال هناك فصل الشتاء ، لذلك عادة ما يكون بارداً جدًا".


وقال كيلد كفيستجارد، مستشار جليدي بارز في شركة جرينلاند ايس سيرفيس، إنّه من المحتمل أن يكون الانهيار الحالي مرتبطًا بالحادث الذي ظهر في فبراير، لكن الذوبان الحالي أكثر اتساعًا مما تم رصده في أواخر الشتاء، وأكبر بكثير مما رأيناه من قبل.

 

وتظهر صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها يوم 21 أغسطس الماضى، التراجع غير المسبوق للجليد البحرى قبالة الساحل الشمالي لجرينلاند.

وفي هذه الحالة، تصبح المياه المفتوحة 20-30 ميلا اتساعاً ويذهب من الشمال الشرقي قبالة جرينلاند إلى الطرف الشمالي  وحتى الغرب، وقال كيلد "أعمل فى هذا المجال منذ 26 عاماً، ولا أذكر أنني رأيت تفككاً بهذ الحجم".

 

ماذا يعنى هذا لمستقبل القطب الشمالي؟


,رغم أن الانهيار الجليدي الحالي للجزر لم يسبق له مثيل ، فقد أكد ماير وكفيستغارد أن هذا ليس سوى حدث واحد في منطقة جغرافية صغيرة نسبيًا، لكنه يتماشى مع التغييرات الأخرى في الغطاء الجليدي التي لاحظها العلماء في المنطقة.

وقال ماير "إنه بالفعل مؤشر آخر على تغير القطب الشمالي، وهو القطب الشمالي الذي يغطيه الجليد الموسمي الذي يذوب كل صيف، وغطاء جليدي أضعف وغطاء جليدي أكثر جاذبية"، مضيفاً أنّه بشكل عام، فإنّ فقدان الجليد البحري له آثار على المناخ العالمي.


ومع ذوبان الجليد البحري، فإن ضوء الشمس الذي يدخل الغلاف الجوي والذي عادة ما ينعكس مرة أخرى في الفضاء، يتم امتصاصه بدلاً من ذلك باللون الأزرق الغامق للمحيط المفتوح، مما يؤدي إلى تسخين الماء والهواء المحيط. هذه الخطوة تبدأ حلقة مفرغة ، مما يؤدي إلى المزيد من ذوبان الجليد البحري وامتصاص حرارة المحيطات.