الخروف زعلان.. هروب الأضاحي بالنوم خوفًا من الذبح

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


صدفة غنيم- دنيا عادل- تصوير: عبير أحمد- ياسمين عليوة

بينما يفترش الجزارين الشوادر بالمواشي في موسم ينتظروه بين العام والآخر، يتخلل يومهم مهمة مراعاة المواشي في الشوادر وحمايتها من أشعة الشمس الحارقة والظروف التي تحول دون قضاء الأيام التي تسبق عيد الأضحى بصحة جيدة.

وفي التصاق بعضهم لبعض قررت المواشي الخمول والنوم، في وقت العصرية بسوق الجمعة، تاركين المارة الراغبين في شراء أضحية العيد، وكأنهم يعلمون جيدًا مصير من يقع عليه اختيار الشراء.

يفسر "يوسف" الشاب الذي يعمل بمحل الجزارة نوم الكثير من المواشي التي يجمعها في شادر بالسوق بكون الجو شديد الحرارة، وهو ما يجعلها تشعر بالخمول وتلجأ إلى النوم  لساعات طويلة خلال اليوم.








من وقت لآخر يتحرك الشاب العشريني صوب المواشي ليطمئن عليها، فحدد بيع الخروف خلال الموسم بحوالي 2500 جنيه، وتبدأ العجول لديه من 17000 إلى 25000 جنيه.

وصف "يوسف" السوق بـ "النايم" كما تنام المواشي، على أمل أن ينشط خلال الساعات التي تسبق الذبح "نفسي أبيع بدل الحال اللى واقف ده.. الجو حر وخايف على المواشي".

"الناس بتجري ورا الشائعات"، وبهذه الكلمات برر "أحمد " سبب العزوف الملحوظ عن شراء أضاحي العيد هذا العام، حيث أن الشائعات المتداولة مؤخرًا والتي تتضمن تحذيرات بتفشي بعض الأمراض بالأضاحي، أثارت مخاوف الزبائن ممن فضلوا دفع صكوك الأضاحي بدلًا من الذبح:"بس الحقيقة إننا مبنشتريش الحاجات دي.. لأننا بنفحص الحاجة قبل ما ناخدها وبيبان لو تعبانين من الجلد".

 







وبينما تفصلهم شوارع قليلة داخل السوق، كان لـ "عبد الرحمن" تفسير آخر لنوم المواشي لديه، بكونها مكتئبة لشعورها بقرب ذبحها في أول أيام عيد الأضحى، وهو ما يجعلها تنزوى على جوانب الشادر وتلقي بجسدها مستسلمة إلى النوم.

 






وعلى بعد خطوات تجلس "أم عماد" تراعي مجموعة من الماعز الصغيرة، التي أشترتها منذ شهور بعيدة لتذبح منها في العيد لتسد رمق أولادها وأحفادها، الذين اعتادوا قضاء تلك الأيام في منزلها البسيط مثلها.

ترى "أم عماد" أن المواشي تعلم جيدًا موعد الذبح وهو ما يجعلها حزينة قبل أيام عيد الأضحى "بتشم ريحة دم المواشي اللى اندبحت"، تقولها السيدة الخمسينية وتحاول التحليق على الماعز لتبتعد عن الجزار الذي وضع سكينه على رقبة خروف ليذبحه لأحد الجيران.