بعد فضحه عالميًا.. "تميم" يستغل الأزمة التركية باستثمارات 15 مليار دولار

تقارير وحوارات

تميم بن حمد
تميم بن حمد


لم تكن دويلة قطر، على قدر المسئولية، فرغم دفاع نظيرتها تركيا، عنها في الأزمة القطرية، إلا أنه بمجرد انهيار الليرة وتهاوى الوضع الاقتصادي، تباطئت الدوحة، حتى هاجمتها الصحف التركية، ليتخذ تميم بن حمد، قرارًا باستثمار 15 مليار دولار فيها، دليلًا على الانتهازية والاستغلال الواضح للأزمة، بديلًا من تقديم المنح والمساعدات المالية مباشرة لإنقاذ الليرة.

خيانة قطرية
خسائر فادحة، تعرض لها الاقتصاد التركي، خلال الأيام الحالية، بسبب الانهيار غير المسبوق لليرة التركية أمام الدولار نتيجة السياسات الخاطئة لحكومة رجب طيب أردوغان، والأزمة الدبلوماسية بين أنقرة وواشنطن، ولكن الملفت للأنظار، غدر قطر بتركيا، أكبر حليف لها، وتباطئها في مساندتها خلال أزمتها الاقتصادية.

أثبتت قطر، خلال الأزمة التركية، أنها حليف غير جدير بالاحترام ولا يمكن الوثوق به، فهم يقتاتون على الأزمات وتظهر أهدافهم الخبيثة وقت الحاجة إليهم، حيث خانت تركيا التي كانت أول من دافع عنها في الأزمة القطريه، تلكأت في يد مد العون.

فضيحة في الصحف
وكانت صحيفة "تقويم" قد نشرت في 14 أغسطس تقريرًا، قالت فيه إن هناك حالة من الإحباط لدى الأتراك بسبب ما وصفته بأنه صمت قطر تجاه الأزمة التي عصفت بالاقتصاد التركي مؤخرًا، إثر قرار العقوبات الأمريكية ضد أنقرة، لكن بعد ساعات من نشره، حذفت الصحيفة المقرّبة من أردوغان التقرير، من دون أن توضح أسباب حذفه.

واعتبر تقرير "تقويم" أن موقف الدوحة "غير متوقع"، وأن الكثيرين من الأتراك كانوا يتوقعون من حكومة قطر دعم أنقرة، لكنها اختارت عوضاً عن ذلك الصمت، مذكرة بأن تركيا كانت من أوائل الداعمين للدولة الخليجية الصغيرة التركية ، في أعقاب أزمة مقاطعة دول السعودية والإمارات والبحرين ومصر لها.

وذكّر تقرير الصحيفة بما أسماه "الدعم الإنساني والسياسي" الذي قدمته أنقرة للدوحة، ومن أمثلته إقامة تركيا جسراً جوياً من طائرات الشحن لنقل السلع الغذائية وغيرها.

وتساءلت الصحيفة: هل هذه هي الصداقة يا قطر؟ متعجبة من وقوف أنقرة بجانب الشعب القطري في أصعب الأوقات، مقابل تجاهل حكومة قطر للوضع في تركيا حالياً.

تبرير قطري
وفي أول تعليق على اتهامات الصحافة التركية لقطر بتجاهل الأزمة التركية، نقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن المحلل السياسي والأكاديمي القطري علي الهيل، في 14 أغسطس، قوله إن الكثيرين من القطريين توجهوا إلى محلات الصرافة لشراء الليرة التركية بعشرات الملايين من الدولارات، "بهدف دعم وإنعاش العملة التركية، لأن تركيا حليف استراتيجي لدولة قطر".

واتهم الأكاديمي القطري "دول الحصار" بمحاولة إحداث وقيعة بين قطر وتركيا، من خلال تحليلات توغر صدور الأتراك، شعباً وحكومة ورئاسة، ضد قطر، شعباً وحكومة ورئاسة.

وأضاف الهيل أن "ثمة شيء في الخفاء يتعلق بدعم الليرة التركية من جانب دولة قطر، وثمة أحاديث لم تخرج إلى الإعلام عن أن قطر تؤثر عدم إعلان دعمها الفعلي لليرة التركية إعلامياً، ولكنها ضخت أو ستضخ ملياري دولار في البنك المركزي التركي كوديعة".

وبحسب مراقبين، فإن الدوحة في موقف لا تُحسد عليه، فمن ناحية يواجه أهم حليف لها وضعاً اقتصادياً صعباً للغاية، لكن من ناحية أخرى لديها تخوفات من أن يتسبب دعمها لهذا الحليف في استفزاز واشنطن.

كما اعتبر موقع أحوال التركي أن بعض التصريحات التي خرجت من المسؤولين القطريين حول الأزمة مجرد "شو إعلامي" واستعراض دعائي فقط، مشيرًا إلى أن الدوحة لا تستطيع إغضاب الولايات المتحدة الأمريكية التي تستضيف واحدة من أكبر قواعدها العسكرية.

استغلال الأزمة التركية
وبعد التقرير التركي، الذي فضح أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، سارع الأخير، للقاء نظيره التركي رجب طيب أرودغان، وقرر الاستثمار بـ 15 مليار دولار، ما يدل على الانتهازية والاستغلال الواضح للأزمة، فلماذا لا تقدم منحا أو مساعدات مالية مباشرة لإنقاذ الليرة.