مصايف "البهوات" و"الغلابة" (2)

منوعات

أرشيفية
أرشيفية


 شهيرة النجار

فنادق الساحل بـ75 ألفا فى الليلة.. ودخول بلاج «لافام مارينا» بـ280 جنيها..والمنتزه بـ25 جنيهًا


لم أكن أتوقع أبداً ردود الفعل التى وصلتنى على الحلقة الأولى من المصايف، التى نشرتها فى العدد الماضى، وصلنى صراخ العديد من السيدات والأسر وأصحاب الفنادق والمحلات، من أن الحياة الصيفية هذا العام ليست لهم، بالفعل أنا ضربت مثالاً العدد الماضى بشخصى المتواضع، أنه كان لدى إمكانية الذهاب إلى فندق سيدى عبد الرحمن، حتى عامين مضيا.

لكن الغريب، أننى لا أستطيع هذا الصيف دفع يوم واحد فقط فى نفس المكان وذات المساحة التى كنت أحجزها قبل ذلك، فثمن يوم واحد الآن يكفى لسفرى مع أسرتى إلى بيروت أو اليونان، بتذكرة الذهاب والعودة وقضاء يومين بالأكل والفندق هناك.

أصبح حال غالبية الأسر السكندرية التى لا تملك والتى ليس لديها رفاهية تأجير فندق أو فيللا بالساحل فى أى مكان هو الذهاب إلى بلاج لافام جمعة وسبت، اليوم لدخول الفرد 280 جنيها، هذا بخلاف الطعام والشراب، يعنى لو أسرة اضرب الرقم فى 4 أفراد ممكن يصل إلى ألف جنيه، وكويس فيه راقصة تأتى اليومين دول تنعش الجو.

ويعد رقم الدخول 280 جنيها لمجرد نزول البحر أرخص من فنادق الساحل المطلة على البحر، اليوم أصبح «داى يوز»، من ألف جنيه وطالع، للفرد شمسية وكرسى وفوطين، هذا إذا كان المواطن ليس من نزلاء الفندق، بالطبع هذه الأرقام ربما تصدمك عزيزى القارئ غير الساحلى، إذا عرفت أنها بسيطة بالمقارنة بدخول الشواطئ الخاصة داخل هاسيندا ومراسى، لأنه يقدم فيها كحوليات، وهذا متبع منذ الأزل فى شواطئ الفنادق ذات الخمسة نجوم فى مصر، فأصبح من الرفاهية بالشواطئ الخاصة التى يدفع الفرد ألف وخمسمائة جنيه للدخول تواجد هذه الأنواع.


1- فندق يؤجر الحجرة بـ70 ألف جنيه.. وفيللات مراسى بـ65 مليون جنيه

لا أريد أن أجعلك مكتئبًا عزيزى القارئ، لكن أحد فنادق مدينة العلمين قسم السعر حسب مساحة حجراته، سواء فرديا أو زوجيا، إذ تم التقسيم إلى «A ،B ،C ،D» حسب البورد، عندهم Shoulder الفردى فى الـA تبدأ من 3 آلاف حتى 6500 جنيه، والزوجى تبدأ من 3500 جنيه حتى 4 آلاف جنيه.

أما الشريحة B فهى للطبقة المرتفعة نوعا ما، الحجرة فردى فيها تبدأ من 5500 جنيه حتى 9 آلاف جنيه، أما الحجرة الزوجى بها فتبدأ من 6 آلاف جنيه و8 و9 آلاف حتى تصل لـ20 و22 و65 و75 ألف جنيه لليلة، حسب مساحة الحجرة المزدوجة وقربها من البحر، بالمناسبة أنا أنقل من قائمة أسعار هذا الفندق وهذه الأسعار من أول أغسطس حتى منتصف سبتمبر.

نعود لأسعار شريحة c، الحجرة الفردية بها تبدأ من 3500 جنيه وتنتهى بـ7 آلاف، حسب المساحة والمنظر الذى تطل عليه، والحجرة المزدوجة بهذه الشريحة بالفندق تبدأ من أربعة آلاف جنيه مرورا بـ6 و7 آلاف ثم 16 و18 و19 و55 و65 ألف جنيه لليلة، أما الشريحة الأخيرة D فيطلق عليها بالفندق HIGH، الفردى بها تبدأ من 4 آلاف وتنتهى بـ7500 جنيه بالليلة، أما المزدوجة فتبدأ بـ4500 جنيه حتى تختم 60 و70 ألف لليلة الواحدة.

ومن الغرائب فى طوفان الأسعار، أن الجمعة القادم ونحن فى الأسواق، سيتم افتتاح فيللات جاهزة للتسليم فى مراسى، تحتوى على مركز خدمات ومدخل خاص للشاطئ والكلوب هاوس، مقسمة حسب شرائح المشترين، الشريحة الأولى فيللا 650 و500 متر، بـ55 و65 مليون جنيه، الشريحة الثانية على ارتفاع ثمانية أمتار من البحر 500 متر و650 متراً، بأسعار 55 و45 مليون جنيه، أما الشريحة الثالثة على ارتفاع أربعة أمتار، المساحة 450 متراً بـ35 مليون جنيه.

أما الشريحة الرابعة والأخيرة فعلى ارتفاع أيضاً أربعة أمتار 450 و500 متراً بـ25 مليون جنيه، لأن وسائل الرفاهية بها أقل، وينتظر كل الساحل الذهاب هناك، حيث الاحتفالات والاستعدادات التى هى على غير طريقة زمان، فتبدأ للفتيات بأحدث بكينى، كما سبق وقلت «ماركة عالمية»، ولم يتم مشاهدتها بها قبل ذلك، بالإضافة إلى ألوان مانيكير باليد والقدم، مع المكان بحر ورملة وساحل.

فى مصر وحدها والساحل تحديداً تجد الفتاة بكامل مكياجها وشعرها، أحدث تسريحة ولون، لكن موضة هذا الصيف الباروكة، والتى تملك سوق الباروكة للشعر الطبيعى فى مصر الآن سيدتان من حدائق الأهرام «هـ» و«م» الواحدة بعشرة آلاف جنيه، الست من دول تصبغه تقصره، عامل انقلاب فى عالم السيدات، والسيدتان كل كام أسبوع على الفيس بوك ينزلن بقصات جديدة للعرض، ويقمن بعمل أوبن داى، لذا عندما تجد السيدة المصرية أو الفتاة خارجة من البحر وبعد نصف ساعة تجد شعرها على كتفها بأحدث تسريحة، وقبلها بساعة كان كارى قصير.

اعلم عزيزى القارئ أنه لا سحر ولا شعوذة، دى باروكة عاملة أحدث شغل فى الساحل، وكذلك لا تتعجب عندما تجد فتيات مصر آخر 4 سنوات، أصبح 70٪ منهن شعورهن تحت الظهر، هذا ليس شعورهن بل باروكة وبوستيجات لها تجارها المتخصصين وشرائح شعر، أصبحت تلصق بالخصلة الأصلية ليس شعرة شعرة، كما كان قبل 15 عاماً، بل سطر سطر، ويظل فى رأس المرأة، تنزل به البحر وتستحم وتغسله ثم تذهب للكوافير به سيشوار مع شعرها الطبيعى، مشكلته الوحيدة إن الست لما جذور شعرها الأصلية تنمو يظهر اللاصق لسطور الشعر هذه.

وتختلف السيدة المرفهة عن السيدة العادية فى مراسى والساحل وأمواج الجديدة، فالثرية لديها أكثر من 7 باروكات، السوداء الطويلة والطويلة الثلجى والطويلة نصفها ثلجى والنصف الآخر أسود، والكارى القصير، كل القصات والتسريحات، يعنى هؤلاء ميزانية وحدها من 70 لـ100 ألف جنيه، واتفرج يا مواطن على الهوت هوت شورت دانتيل، وعليه الجزء العلوى من المايوه والباروكة الثلجى حتى نصف القدم ومجموعة الاكسسوارات بلون الجسم البرونزاج، تشعر انك دخلت السينما فى سبعينيات القرن الماضى لتشاهد شمس البارودى وجورجينا رزق وأفلام السبعينيات فى أمريكا وأوروبا ولكن بالمعدل الأحدث لايف.

أما الرجال فأكيد فورمة الساحل العضلات والمايوه والنضارة وعلبة السجائر المستوردة والسلسلة منتصف الصدر، والبحر صباحاً وليلاً فى كلوبات الساحل التى أصبحت أشهر ما تعرف به مصر فى بيروت والخليج، كبار السن من الرجال يقلدون هؤلاء الشباب واللبس طبعاً بدون فورمة العضلات، فقط يكتفون باللون والتان وباروكة لتغطى الصلعة إذا لزم الأمر، وليلاً بقا يفرق الشاب الثرى عن الكبير سناً الثرى أيضاً، فيمن يجلس إلى جواره من الضيوف، الشاب طبعاً مع صديقته لو موجودة وأصحابه، والكبير سناً معه مجموعة من السياسيين والفنانين ورجال المال الكبار جداً وأسماء لا ترى صورها إلا فى مجلات المال وشاشات التليفزيون.


2- كافيهات الساحل "مش لأى حد".. وأسعار كبائن المنتزه خرجت عن السيطرة

هيفاء وهبى، كانت موجودة فى أحد أماكن السهر بالساحل الأسبوع الماضى، وكان رسم الدخول يتعدى 2000 جنيه، والأعداد التى دخلت خير دليل على أن الشرائح التى تقبل على تلك الأماكن التى ظهرت مع ظهور الساحل من أيام المرحومة زيزى سالم فى مطعم «سمكمك» بأبوتلات، والذى تسببت بشكل غير مباشر فى غلقه عندما وصفت رقص الرجال به، إذ كانت تقدم الأسماك الفاخرة ومعها فقرات ليلية من الغناء والرقص.

كان هذا مدعاة لأن يفكر تجار السهر فى أن يسيروا على هذا النهج فى الساحل الشمالي، فبدأ بأسماء كثيرة، وغنى كل جيل هيفاء ونانسى وعمرو دياب وتامر وحماقى بها، حتى تطور الأمر وأصبحت تلك الأماكن لشرائح معينة، هى الأعلى ماليا وسلطاناً ونفوذاً، لذا عندما تجد رجل أو سيدة بتلك الأماكن وله صورة بها فأعلم أنه دخل ضيف مع أحد أو عمل المستحيل حتى يحجز لنفسه منضدة فى ذلك المكان، «عشان بالبلدى ينحشر مع هذه الشريحة».

يوجد بالساحل مكان لن أشير إلى اسمه، لأنه يعتبر مكان تجمع الكبار الآن، لكن أيضاً يجمع المطلقات أيضًا ممن يريدن البحث عن ثرى أو ذى نفوذ حالى أو سابق، ما عليها إلا الجلوس يومياً والدفع للويتر، وكل يوم بطقم، ليس شرطًا أن يتعدى الـ200 ألف جنيه، أهم شىء أن يكون مكشوفًا من فوق وتحت وربنا هيكرمها، هذا الأمر ظهر منذ العام الماضى، غالبيتهن من سيدات الروتارى والإنرويل متعديات الخمسين ولديهن أحفاد لكن بصراحة «الوحدة مرة».

أما الإسكندرية العتيقة التى كانت يوماً مضرب المثل، والتى أصبحت آخر عشر سنوات قبلة البسطاء فى الصيف والراغبون فى الاستمتاع بشتائها من المفكرين والأثرياء، فالغريب أن أسعار فنادقها مثل شيراتون وفلسطين فى أغسطس موجهة للأثرياء فقط، شيراتون الحجرة بـ2500 جنيه للمصريين، وللأجانب يقصد منهم العرب بـ150 دولارا، وفلسطين الحجرة الأعلى بـ4500 جنيه و3100 جنيه، أما باراديس المعمورة الحجرة المفردة بـ1690 جنيها، والمزدوجة 1890 جنيها وللأجانب 120 و200 دولار.

أما «بالما إن»، والذى كان اسمه باراديس المنتزه زمان، فهو عبارة عن مجموعة كبائن لتغيير الملابس وحمام سباحة، الفرد فى اليوم بألف جنيه داخل حدائق قصر المنتزه، والشرائح التى توجد بغالبية تلك الفنادق من الأخوة السعوديين فوق المتوسط، والذين أحدثوا رواجاً كبيراً هذا الصيف، لتجعل تلك الفنادق ترفع شعار كامل العدد، ناهيك عن رواج المطاعم وحركة البيع والشراء، إذ كان السائح السعودى يفضل القاهرة بحمامات سباحتها والساحل الشمالى، وقلة قليلة تفضل وسط البلد فى الإسكندرية، هذا الموسم اختلف الأمر، حيث إنهم يملأون فنادق الإسكندرية، كذلك يوجد عدد كبير فى شرم الشيخ والغردقة.

أما أسعار كبائن المنتزه التى يتم تأجيرها باليوم الواحد فى بلاج عايدة، اليوم أصبح بـ1600 جنيه، ومن منتصف أغسطس اليوم أصبح بـ2000 جنيه، ويقوم مؤجرو الكبائن بتأجير كبائنهم من الباطن بالعشرة أيام ونصف الشهر، فى بلاج كليوباترا أصبح العشرة أيام إيجار بـ15 ألف جنيه، وعليك عزيزى المواطن أن تكون «مظبط» من شهر مارس الماضى مع عم «....»، وبعض موظفى شركة المنتزه «سماسرة من الباطن»، حتى تجد لك 10 أيام فى يوليو أو أغسطس، وكل شهر وله سعره.

شهر يوليو كاملاً بـ25 ألف جنيه، أما أغسطس من 45 ألف وطالع، وهذا بدون مبيت، لذا يفضل البعض من الذين لا زالوا فى «بحبوحة» من العيش أن يؤجروا بهذا المبلغ أسبوعا فى فيللا بمراسى 45 ألف جنيه أو بهاسيندا، ومنها مبيت وإقامة، ومما لاشك فيه أسعار الإيجار من الباطن فى كبائن المنتزه أصبحت منذ أن دخل الشقيقان فرج ومحب عبد البارى مزاد كبائن عايدة وأوصلا سعر الكابينة 24 مترا على عشر سنوات تايم شير مليون و450 ألف جنيه، فإن أسعار كبائن الإيجار من الباطن لكبائن المنتزه ارتفعت بأرقام خيالية، حتى أصبحت بعيدة عن متناول الطبقات التى كانت تؤجرها.

فمثلاً قبل خمس سنوات كان إيجار نصف الشهر من الباطن من 7 لعشرة آلاف جنيه، الآن الأمر أصبح ضعفين، ناهيك عن أن الطبقة التى كانت تتردد على كبائن المنتزه اختلفت هجرتها، وسكنت الساحل وجعلت السماسرة يؤجرون لها، فأصبح المؤجر اللى معاه فلوس تاجر خردة، المهم أنه معاه يدفع، وقريباً سيكون بالمنتزه مزاد على بعض الكبائن فى شواطئ فينسيا والفالكون، لا أعلم ماذا سيكون أعلى سعر لها، خاصة أن التايم شير 10 سنوات كانت 250 ألفاً بعد ثورة يناير، جعله الهارب والمقبوض عليه الأشقاء عبد البارى مليون و450 ألف جنيه، طبعاً بلاج فينسيا والمكان الذى يفتح أبوابه للمواطنين يومياً بنظام اليوم، فهذا خارج الحسابات والوصف والتوقعات.. عالم عشوائى.


3- "المنتزه" ترفع سعر دخول الفرد إلى 25 جنيها

الشىء المحزن هو قيام شركة المنتزه برفع قيمة تذكرة الدخول للفرد إلى 25 جنيها، بعدما كانت «3 و5 و7» جنيهات، الآن لو حاول مواطن بسيط راتبه 1500 جنيه التفكير أن يأخذ طعامه وملاءة كما كنا نشاهد قبل ذلك ليفترش حدائق المنتزه ويقضى يوماً مع أسرته، لو كانت مكونة من أربعة أفراد، يجب أن يدفع 100 جنيه، وهذا ليس فى متناول يده، لأن تكلفة طعامه الذى وفره ليقضى يوماً فى هواء ربنا لا تصل لهذا الرقم.

تلك الشريحة المعدمة والفقيرة التى كان قمة متعتها الدخول والجلوس على النجيلة ورؤية البحر لم يصبح متاحا لها ذلك، ربما هو فكر شركة المنتزه ومن قبلها الشقيقان عبدالبارى وشركة استانلى، لجعل حدائق المنتزه قاصرة على طبقة معينة، لكن هذا الفكر سيخلق جوا من الغضب العارم، وهو بالفعل صنع هذا.

أين يذهب المعدمون، فحدائق قصر المنتزه تم فتحها لعامة الشعب فى عيد الثورة 1953، وصحيح كانت متنفساً لهم، لكن الآن وبعد أن أصبحت حدائق قصر المنتزه قبلة كل أهل مصر من الصعيد لمطروح قبل الإسكندرية، البسطاء ماذا يفعلون، خاصة وأن هناك رحلات تخرج من كل محافظات مصر خصيصاً للمجئ للدخول للاستمتاع بحدائق قصر المنتزه، ماذا سيفعل هؤلاء البسطاء الآن؟!

صحيح توجد مطاعم كثيرة موجهة لشريحة فوق متوسطة آخر 7 سنوات بحدائق قصر المنتزه، ولكن حتى تلك الشرائح من أجل أن تدخل لتقضى يوماً أو تأكل داخل هذه المطاعم، ماذا ستدفع، الأمر صعب، حتى الاستمتاع بهواء ربنا أصبح الفقير المعدم عليه دفع 25 جنيها «والله دى بقت نكتة»، صحيح فيه ناس بتدخل وتبهدل الدنيا، لكن المفروض شركة المنتزه تزيد العمالة المراقبة لهذه الفئة، حتى لا تفسد داخل الأشجار والنجيلة.

عليهم ضبط الأفراد الذين يعبثون بالأشجار ويلقون بالقمامة، وساعتها سيتم الضبط بدلاً من رفع الأسعار، فالسلوك غير مرتبط بمن معه مال أو من ليس معه، تلك الفئة الفقيرة صيفها إنها تدخل المنتزه وتلقى بنفسها من فوق كوبرى الشاى تبلل جسمها وكدا يبقى بالنسبة لها منتهى السعادة، الناس هتروح ولا هتعمل إيه بـ25 جنيه، مش سيدة تشترى باروكة بـ25 ألف جنيه أو فيللا بـ25 مليون، وهى فى الشريحة الرابعة، يا عينى، «الافتتاح غداً والحاضر يعلم الغايب».

الصيف وأيامه العدد القادم بإذن الله حكايات من داخل قصور أهل مراسى وهاسيندا، عظماء وصعاليك.