"ماريانا" بنت بـ 100 راجل.. دخلت عالم الأثاث لتصبح أصغر "نجارة" بالبحيرة (فيديو وصور)

محافظات



ماريانا" المهندسة الصغيرة، هكذا يلقبها والدها وأسرتها وكل من يري موهبتها وحبها لمهنة "النجارة" التي تعتبر غير تقليدية للمرأة بسبب ما تتضمنه من تعب ومشقة وتحمل أي جهد أو انتقاد لهن سواء في واقع عملهم أو على مواقع التواصل الاجتماعي.


"ماريانا مكرم عبد الملاك" اسم يرن في مهنة النجارة، تبلغ من العمر 15 عاما وهي طالبة منتقلة للصف الأول الثانوي الفني، ومقيمه بمركز أبوالمطامير بمحافظة البحيرة، وتساعد والدها في المهنة وتعتبر نموذجًا مشرفًا بالمحافظة؛ لإتقان عملها وتفوقها علميا.


خرجت "ماريانا" عن المألوف وكسرت مقولة أن مهنة النجارة مهنة ذكورية، لتثبت أن الآلاف من الشباب الذين يعانون من مشكلة البطالة والتي تتفاقم يومًا بعد يوم، عليهم أن يلجأوا لافتتاح مشاريع خاصة بهم حتى ولو كانت بإمكانيات بسيطة يستطيعوا من خلالها توفير دخل لهم.


تقول "ماريانا" إنها سعيد برؤية الفخر في عينين والدها "مكرم عبدالملاك" الذي لاحظ ميلها للعمل بمجال النجارة منذ الصغر، وقام بتشجيعها على العمل معه، حتى أصبحت تتقن كل أسرار المهنة، الأمر الذي دفع عمتها "شادية إسكندر" إلي النظر لها بعين ثاقبة وقامت بتصويرها في أثناء العمل أكثر من مره، والترويج لها على مواقع التواصل الاجتماعي لتلقي ترحيبا شديدا من الرواد، مما دفع عدد من الزبائن لطلبها بالاسم لعمل أثاث لهم ويسألون عنها باستمرار.


وتضيف "ماريانا مكرم" قائله: بحب شغل النجارة لأني لقيت فيها فنون جميلة جدا، وبابا كمان عشان بيشتغل لوحده بدون أحد فقررت أنزل أشتغل معاه وشجعني، وفي بداية عملي بالنجارة بدأت بتصليح أشياء قديمة وبعدها اشتغلت في الشغل الجديد، وفي الأجازة بشتغل مع بابا وأيام الدراسة بساعده برده في أوقات الفراغ.


كما أضافت "ماريانا" قائله: أتمني أن أدخل كلية فنون جميلة قسم زخرفة، كما أوجه رسالة للفتيات بالمجتمع بأن يعملن ويكن شخصية مستقلة لأنفسهن، كما أشكر والدي؛ لأنه علمني مهنة ليست سهلة.


وفي ذات السياق، أضاف "مكرم عبدالملاك" والد ماريانا: من 4 سنوات لقيت ماريانا عندها القابلية إنها تتعلم النجارة وفي نفس الوقت حابه الصنعة، واحده واحدة، فبدأت أخدها معايا الورشة وبعد كده أخدها معايا الشغل خارج الورشة، وما شاء الله عليها لقيتها كويسة جدا وعندها قابليه لزيادة تعلمها، وكل الزبائن اللي بتجيلي الورشة بيسألوني عليها دائما، فهي لها أسلوب خاص في التعليم وهي محبه للمهنة ولديها طموح بأن تصبح إنسانه نافعة للمجتمع.


كما أضاف والد "ماريانا" قائلا: عانيت كثيرا من تعليم بنتي مهنة النجارة، فكل اللي يشوفها معايا في الورشة، يقولي إزاي تشغل بنت في ورشة وإزاي تتحمل الشغل، وكانت رغبة بنتي هي سر نجاحها رغم نظرة الآخرين، وظلت تتعلم طيلة الأربع سنوات الماضية وكل يوم كان يزيد حبها وعطائها للمهنة أكثر وأكثر حتى أصبح تشطيبها للعمل جيد جدا.


ووجه والد "ماريانا" رسالة للشباب العاطلين بأن يبحثوا كثيرا، فالعمل متوفر في كل مكان، قائلا: ياريت يقللوا مشاهدة مواقع التواصل الاجتماعي والتليفزيون، ووقتها سيكون لديكم فرصة ووقت أكبر للبحث عن العمل.


كما أكد والد "ماريانا" أنه يعاني كثيرا من زيادة نفقات مهنة النجارة وأهمها إيجار المكان المتواجد به، مما يدفعه للتنقل كل عام أو اثنين إلي مكان آخر، وبالتالي يقوم برحلة بحث جديدة عن زبائن جدد، مناشدا محافظ البحيرة ورئيس مجلس مدينة أبوالمطامير، بتوفير مكان ثابت بإيجار شهري يكون مستقبلا له ولابنته.


كما استطردت "شادية إسكندر" عمة "ماريانا" الحديث: كان جدها نجار وعلم والدها، وكانت دائما منذ صغرها تناوله المسامير والمعدات وهذا نمي لديها حب العمل بالمهنة، وهي متفوقة دراسيا ودائما تحصل علي شهادات تقدير، ودائما هي القائد في غياب والدها أو سفره.


وتضيف عمة "ماريانا": رغم أن ماريانا كانت تعمل مع والدها منذ الصغر، فلم يلفت نظري موهبتها، إلا بعد وضع والدها مقطع فيديو لها علي صفحات التواصل الاجتماعي، ووقتها أدركت موهبتها وقولت لماذا لا تكون نموذج مشجع للشباب، فقمت بتصويرها أكثر من مره داخل الورشة ولاقي ذلك استحسان رواد مواقع التواصل وأكدوا في تعليقاتهم علي موهبتها وأنها أفضل مثال يحتذي به.