"أم عبدالله".. رحلة كفاح جزارة ولدت داخل عنابر المدبح (فيديو)

الفجر السياسي



تنادي بأعلي صوتها " يا ولا الحلو ييجي عندنا والوحش يبعد عننا" و"بيع يا حج مندو بيع لحمة حمام وإللى يأكلها يزور الإمام".. سيدة خمسينية بوجة مليء بالشقي تتمرس في مهنة الجزارة مهنة يعملها الرجال منذ قرون ولكن مصاعب الحياة جعلتها تنسي أنوثتها وتصبح رجلا يتحمل هذة المهنة بكل مصاعبها ، انها "ام عبدالله " جزارة المدبح بحي السيدة زينب.

وتقول أم عبدالله: "أنا اتولدت في عنبر ٣ في المدبح وعشت وسط الدبح والدماء منذ الصغر ولكن اشاء القدر بان  اتزوج واترك المدبح وانتقل الى  الوادي الجديد وبعد ١٠ أعوام اعود مع زوجى بعد إصابته بمرض سرطان المعدة اللعين  لتنزل هي إلى عمل لا تستطيع أي مرآه القيام به ، بدأت في تقطيع اللحوم وتنضيف أحشاء الحيوانات وتوصيل اللحوم إلى المنازل ، هناك عمل للرجال مثل الدبح لا تستطيع المرأه فعله، ١٥ عام من العمل والصبر وتحمل مصاعب الحياة. 


واستطردت أم عبدالله حديثها قائلة: "أنا عايشة فى غرفة صغيرة في منطقة غمازة بعد حلوان وعندى ٤ اولاد وتوفي زوجي منذ ٥ أعوام ، واجهت العالم وتحملت مسؤالية تربية أولادي حتي تزوجوا وأسسوا حياتهم ".


وأضافت "أم عبدالله": "لا أهتم لكلام الناس كوني سيدة اعمل في الجزارة، اتعامل مع كل شخص على حسب طريقتة ولن اتوقف عن العمل ابدأ حتي أكون قادرة دائما على تحمل نفقاتي ولن ألجأ إلى أحد ابدا". 


وتروي أم عبدالله: "أنا بدبح الخرفان بس لكن البهايم الكبيرة لا والسكينة بيبقي ليها مسكة معينة مش بخاف من مسكتها طالما ماسكها بقلبي مش بخاف منها، أنا بنزل أيام المواسم بس في الأعياد لكن الأيام التانية مش بنزل لان بيبقي الشغل قليل ، مفيش حاجه اسمها مفيش شغل اللى بيدور بيلاقي".


بعيون تفيض من الدموع تقول "أم عبدالله" أمنيتي الوحيدة هي الحج زيارة بيت الله تنهار سيدة يمليء الشقاء جبينها لانها تريد فقط ان تنعم بزيارة البيت الحرام ، قائلة :" بطلبها من ربنا في كل وقت مقدمتش في قرعة لأني مش بعرف اقدم".