بعد واقعة رئيس حي الهرم.. سيكولوجية "الفاسدين": "الكرسي بيغيّر"

تقارير وحوارات



"نحارب أي نوع من أنواع الفساد بكل شفافية، ونعمل في إطار قانوني"، هكذا قال اللواء إبراهيم عبد العاطي رئيس حي الهرم، في فيديو سابق له، تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعد القبض عليه متلبسًا بالرشوة. 

وألقت هيئة الرقابة الإدارية على رئيس حي الهرم وثلاثة آخرين، الثلاثاء، بتهمة تلقيه رشوة داخل مكتبه مقابل الاتفاق على تنفيذ أعمال مخالفة للقانون.

واتسم غالبة المسؤولين المقبوض عليهم في تهم فساد بحالة التناقض في كلامهم وسلوكهم؛ فالدكتور هشام عبد الباسط محافظ المنوفية السابق المقبوض عليه في تهم فساد، أحد الذين صرّحوا مرارًا بمحاربة الفساد في تصريحات وحوارات سابقة، وأنه لن يتوانى ثانية عن كشف أي قضية، بل وصف الفساد المحلي بالمحافظة بـ"الأنياب العنيفة" نظرًا للفترات الطويلة التي تولى فيها رؤساء الأحياء والمحليات تلك المناصب.

ومن المفارقات التي لا تنتهي في مثل تلك القضايا المتشابه، رئيس مصلحة الجمارك المقبوض عليه متلبسا بتقاضي رشوة، إذ أنه حاصل على درجة الدكتوراه من كلية الحقوق حول الآثار السلبية للتهريب الجمركي وحملت عنوان "اقتصاديات التهريب الجمركي وأثره على عجز الموازنة".

"الكرسي بيغيّر النفس البشرية الضعيفة"..  هكذا يرى الدكتور إبراهيم مجدي أستاذ الطبي النفسي بجامعة عين شمس، مشيرًا إلى أن الشخص حين تتيح له النفوذ أو السلطة يعيش دائما في حالة صراع بين الخير والشر، ويتعرض لمغريات كثيرة ومتعددة، يحسمها في النهاية صاحب الإرادة والقيم والتدين الحقيقي. 

ورغم أن هيئة الرقابة الإدارية –بحسب تقريرها- ضبطت الكثير من قضايا الفساد، إذ وصلت إلى 111 قضية خلال العام الماضي، أعادت ممتلكات وأصول وأموال الدولة المنهوبة بإجمالي مبلغ أكثر من 2.5 مليار جنيه، فضلًا عن اصطيادها أكثر من 16 ضبطية كبرى في العام الجاري، وصل إجمالها إلى 54 مليون جنيه، إلا أن المرتشي أو الفاسد لا يرتعد، وذلك لأن الله خلق الخير والشر، والفساد متأصل منذ بداية الخليفة، منذ أن قتل قابيل أخيه هابيل، والنفس البشرية ألهمها الله "فجورها وتقواها"، بحسب مجدي.