الصين ترحب بعودة "جوجل" للعمل في بلادها.. ولكن بشرط!

تكنولوجى



رحبت الصين بعودة شركة جوجل للعمل في البلاد بشرط امتثالها لقانون الرقابة، وذلك وفقًا لمقالة نشرتها صحيفة الشعب اليومية المدعومة من الدولة، ويأتي هذا الترحيب بعد ظهور تقارير تفيد بأن شركة التكنولوجيا الأمريكية تخطط لإطلاق نسخة خاضعة للرقابة من محرك البحث الخاص بها للسوق الصينية، وهي السوق التي تخلت عنها عملاقة البحث في عام 2010 احتجاجًا على انتهاكات الصين لحقوق الإنسان.

وتعرضت الشركة، على خلفية هذه التقارير، لانتقادات من قبل مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ، حيث هاجم أعضاء من الحزب الجمهوري والديموقراطي الشركة، ووجه السناتور الجمهوري ماركو روبيو Marco Rubio مع خمسة مشرعين آخرين رسالة إلى الرئيس التنفيذي لشركة جوجل سوندار بيتشاي طالبوه فيها بإجابات حول مشروع محرك البحث المقترح المسمى "Dragonfly".

وأثارت خطوة جوجل مخاوف لدى المدافعين عن الخصوصية، وذلك لأنها ستمنع ظهور نتائج البحث عن المواد التي لا توافق عليها الحكومة الصينية، لكن وسائل الإعلام المدعومة من الدولة الصينية اتخذت وجهة نظر مختلفة، حيث قالت صحيفة الشعب اليومية: "بغض النظر عن انسحابها أو ما اذا كان يمكنها العودة الى السوق الصينية، فقد أصبحت جوجل علامة تجارية مسيسة، وهذه بلا شك مأساة لهذه الشركة متعددة الجنسيات".

وبحسب الصحيفة فقد كان قرار خروج الشركة من السوق الصينية بمثابة خطأ فادح، وهو ما جعلها تخسر فرص ذهبية في تطوير الإنترنت ضمن الصين، وأكملت كلامها قائلة: "إن شركة جوجل مرحب بعودتها إلى البلاد، لكن بشرط أساسي، وهو ضرورة الامتثال لمتطلبات القانون"، وتتمحور شروط الامتثال حول الخضوع لنظام الرقابة الصيني المسمى الجدار الناري العظيم.

وتعمد الصين إلى حجب العديد من منصات التواصل الإجتماعي العالمية، حيث لا يمكن لمستخدمي الإنترنت الصينيين في الوقت الحالي الوصول إلى خدمات جوجل، كما لا يمكنهم الوصول إلى فيسبوك ويوتيوب وتويتر، ويتم فرض حظر الوصول إلى العديد من مواقع الويب طالما أنها تتضمن محتوى غير موافق عليه من قبل الحكومة الصينية.

وحاولت صحيفة الشعب اليومية تبرير موقف بكين بشأن الرقابة على الإنترنت قائلة: "لن تسمح أي دولة لشبكة الإنترنت بتوفير المواد الإباحية والمحتوى العنيف والرسائل التخريبية والانفصالية العرقية والتطرف الديني والعنصرية والإرهاب"، وامتنعت جوجل عن التعليق على مقالة صحيفة الشعب اليومية، لكنها أشارت إلى أنها توفر عددًا من التطبيقات في الصين وقد قامت باستثمارات كبيرة في الشركات الصينية مثل JD.com.

ورد الرئيس التنفيذي لشركة بايدو Baidu الصينية، أكبر محرك بحث في الصين، على الأخبار المتعلقة بإمكانية عودة جوجل إلى الصين وتوفيرها منتج منافس، حيث قال روبن لي Robin Li إن جوجل ستحتاج إلى العمل من أجل منافسة الشركات الصينية القوية، وأضاف أن الشركة الأمريكية أطلقت خدمة البحث في الصين قبل بايدو، ولكن كانت حصتها السوقية آخذة في الانخفاض عندما انسحبت في عام 2010.

وادعى الرئيس التنفيذي أن هذا الأمر يعود إلى تفوق بايدو عليها من حيث الابتكار التكنولوجي للمنتجات، وقال: "إذا عادت جوجل الآن فإننا قادرون على الفوز عليها مرة أخرى، لقد أخذت شركات التكنولوجيا الصينية زمام المبادرة عالميًا من خلال اكتشافها مسائل جديدة وخدمة المطالب الجديدة للمستهلكين، وأصبح العالم يستنسخ التجربة الصينية، وتحتاج الشركات العالمية التي تريد دخول السوق الصينية إلى التفكير حول المواجهة المحتملة".