علماء بريطانيون يتوصلون لحل لغز مثلث برمودا

منوعات



تمكن علماء بريطانيين من حل أحد أكبر الألغاز البحرية في التاريخ وأكثرها رعبا وغموضا، وهو Bermuda Triangle الممتد في غرب المحيط الأطلسي الشمالي، من ولاية فلوريدا الأميركية إلى جزيرة "برمودا" وجمهورية بويرتو ريكو في بحر الكاريبي، وفي هذه المساحة البالغة 700 ألف كيلومتر مربع، حدث في القرن الماضي وبدايات الحالي، ما أدى إلى مقتل أكثر من 1000 إنسان، ابتلع المعروف باسم "مثلث الشيطان" أيضا، قوارب وبواخر صغيرة كانوا على متونها واختفى لها ولهم كل أثر، وذلك حسبما ذكر موقع العربية.

كثيرون شمّروا عن سواعدهم ونزلوا إلى ميدان البحث عن سبب غرق تلك القوارب، حتى وسقوط بعض الطائرات الصغيرة في أجواء المثلث، وعادوا بسلة ليس فيها إلا الهواء، إلى درجة أن الحيلة أعيتهم وحملت بعضهم على اعتقادات غريبة، قرأت عنها "العربية.نت" في أخبار أرشيفية كثيرة عن المثلث بالإنترنت، وهو أن جزيرة "أتلانتيس" المفقودة ترقد غارقة تحت أعماقه، أو أن كائنات من عالم آخر بالفضاء، اختارته لتجري في أعماقه تجارب خاصة بها، وهي المسببة ما يحدث فيه من كوارث غامضة، كالتي يتحدث الفيديو المرفق عن بعضها.

إلا أن علماء من جامعة Southampton الشهيرة بتخصصها في الأبحاث بمدينة تحمل الاسم نفسه في أقصى الجنوب البريطاني، ظهروا بفيلم وثائقي عنوانه The Bermuda Triangle Enigma وعرضته "قناة 5" البريطانية، وقالوا ما ذكروا بأنه منطقي هذه المرة، وهو مسبب تلك الكوارث نوع من الأمواج "المارقة" يسمونها rogue waves وتظهر فجأة وتستمر دقائق معدودات، وخلالها تدمر أي قارب أو باخرة مبحرة في المكان "حتى ولو كانت سفينة عابرة للمحيطات" فيبتلعها الماء للحال بعد أن يحل فيها الخراب، لأنها أمواج وحشية "ارتفاع الواحدة منها قد يصل إلى 30 مترا" بحسب وصفهم.

هذا النوع من الأمواج "الخارجة عن القانون" كما يبدو، يظهر فجأة ولا يمكن التنبؤ به، ويمكن لموجة منه امتدادها 12 مترا في ظروف عادية، وفقا لما قرأت "العربية.نت" بموقع Wikipedia المعلوماتي "التسبب بضغط متقطع قدره 5 أطنان مترية للمتر المربع الواحد. ومع أن السفن الحديثة مصممة بطريقة تمكنها من مجارات موجة كسر ضغطها 12 طنا للمتر المربع، الا أن الموجة المارقة" يمكنها جعل هذين الرقمين مجرد أقزام، لأنها تنقضّ وتضرب فجأة بضغط كسر قدره 100 طن للمتر المربع" طبقا للموقع.

وفي المعلومات أيضا عن الموجات، أنها "كانت من الأساطير في الماضي، ثم تم إثبات وجودها ‏كظاهرة طبيعية في المحيطات" وأن الأبحاث وشهادات عدد من البحارة وطبيعة الأضرار التي لحقت ببعض السفن، دليل دامغ على وجودها، كما أن بعض الأقمار الاصطناعية رصد في 1997 واحدة منها متوسطة، ظهرت واختفت سريعا عند ساحل إفريقيا الجنوبية.

وفي الوثائقي الذي عرضته Channel 5 الاثنين الماضي، ولا زالت تعيده، قام علماء "جامعة ساوثهامبتون" باستخدام أجهزة محاكاة داخلية لتوليد ارتفاعات مائية عنيفة، أو "موجة مارقة" اصطناعية، لمعرفة ما تسببه من تدمير. كما صنعوا سفينة شبيهة بواحدة للشحن ونقل البحارة، قرأت "العربية.نت" بسيرتها أن البحرية الأميركية كانت تستخدمها لنقل الفحم الحجري ومعدن المنغنيز بشكل خاص، وهي USS Cyclops التي اختفت حين كانت مبحرة بمارس 1918 في "مثلث برمودا" وعلى متنها 306 مارينز، ابتلعتهم الأعماق جميعهم بغرقها، في ثاني أكبر خسارة بالأرواح تتعرض لها البحرية الأميركية خارج الحرب، وفي الفيديو المرفق المزيد عنها.

الموجة الاصطناعية التي قام العلماء بتوليدها من أجهزة المحاكاة، أتت بسرعة على السفينة التي صنعوها شبيهة بالحقيقية ودمرتها، لذلك وصف أحد علماء الفريق ما يظهر من موجات مارقة، بأن "نوعها نائم (يستيقظ فجأة) وعالية الارتفاع، وقمنا بقياس بعضها ووجدنا ارتفاعه 30 مترا" وفقا لتعبير الدكتور المتخصص بعلم الأرض والمحيطات، وهو Simon Boxall الذي وصف غرب المحيط الأطلسي الشمالي، حيث "مثلث برمودا" الشهير، بسيئ السمعة يمكن أن يشهد 3 عواصف عنيفة تطل عليه من اتجاهات مختلفة "وهي أفضل ظروف لولادة الموجة المتوحشة".