فى عيد ميلاد وردة.. هذه حكايتها مع المشير عبدالحكيم عامر

منوعات



 شهيرة النجار

أعجبنى بشدة ما قدمه الصديق الزميل محمد عبدالله، رئيس تحرير الشباب سابقا ومقدم برنامج كل الكلام على الفضائية المصرية هذا الأسبوع، فى ذكرى ميلاد الراحلة وردة الجزائرية 22 يوليو 1939 فى باريس، لأم لبنانية وأب جزائرى.

فى 1960 جاءت لها دعوة من المنتج حلمى رفلة بعد سماعه عنها أنها تغنى فى أماكن غير شهيرة، ولكن بصوت جميل أشهر أغانى عبدالوهاب وأم كلثوم، كان الغرض من الدعوة أن تقوم ببطولة فيلم ألمظ وعبده الحامولى، وبالفعل نجح الفيلم وسمّع فى ذلك التوقيت، لدرجة أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر طلب إضافة جزء لها فى أوبريت وطنى الأكبر ألحان عبدالوهاب مع كبار الأسماء وقتها فايزة أحمد وشادية ونجاة وعبدالحليم حافظ وفايدة كامل.

ونجحت وردة وأذيع الأوبريت فى احتفالات الثورة سنة 1960، ومرت الأيام وكانت وردة فى حفلة بسوريا أيام الوحدة بين مصر وسوريا، كان وقتها المشير عبدالحكيم عامر وزير الحربية فى رحلة إلى سوريا عائدا من مصيف بلودان الشهير، وأثناء عودته بموكبه وجد على الطريق سيارة معطلة، لم يعرف من بداخلها ولكن طلب من طاقم حراسته أن يذهب لمن فيها ويوصله للمكان الذى يريده.

بالطبع موقف نبيل من رجل عسكرى وطنى شهم، أخذ الحرس وردة فعرفتهم بنفسها أنها بطلة ألمظ وعبده الحامولى وقامت بالمشاركة فى أوبريت وطنى الأكبر والذى كان قد أحدث نجاحا كبيرا وقتها، سألتهم من أنتم فقالوا نحن حرس وزير الحربية عبدالحكيم عامر، وألحت عليهم أن تسلم عليه وتشكره بنفسها، وأمام إلحاحها وإصرارها ذهبوا له وقالوا له إنها الفنانة وردة الجزائرية وطلبت أن تأتى لشكرك بنفسها فى الاستراحة.

أخذوها للاستراحة حتى تسلم عليه، وكان موجودا لحظتها مع المشير عامر الرئيس الراحل أنور السادات واللواء أحمد علوى وعبدالحميد السراج، وردة عندما عادت لمصر أصبحت تقول لمن تعرفه أنها صديقة للمشير عامر، وإنها تكلمه بالتليفون فى أى وقت، وامتد الأمر إلى أنها عندما كانت تدخل فى خلاف مع أحد كانت تهدده باسم المشير عامر، الموضوع سمع عند جهات سيادية فى ذلك الوقت 1962.

وبدأت تلك الجهات تحقق فى الأمر وأن وراء تصعيد الأمر الراحلة زوجة المشير وقتها برلنتى عبدالحميد، وبعد التحقيقات قالت إنه لا توجد علاقة بين وردة والمشير عبدالحكيم عامر، وأنها هى التى أطلقت تلك الشائعة حتى تستمد منها قوة تجعلها تدخل الوسط الفنى بشكل أفضل، لأنها مازالت بعد الفيلم محلك سر.

فصدر قرار بإبعاد وردة عن مصر وبالفعل تم ترحيلها للجزائر واعتزلت الغناء وتزوجت سنوات طويلة وفى 1969 فى عيد استقلال الجزائر، طلبوها تغنى فى المناسبة الوطنية تلك، وعادت للغناء مرة أخرى وظلت بالجزائر حتى وفاة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وتولى الرئيس السادات الحكم، وتزوجت من بليغ حمدى، وكنت قد نشرت قصة عودتها لبليغ والزواج به فى ذكرى رحيل بليغ حمدى قبل سنوات وكتابة أغنية العيون السود التى سطر أول فقرة منها بالجزائر فى المطعم الذى يمتلكه أحد أقاربها هناك مع صديقه وقتها الشاعر الراحل محمد حمزة.

وجعل حمزة يكمل الكلمات ولحنها حتى تعود وردة لمصر وتغنيها فى الفيلم الشهير لها صوت الحب مع حسن يوسف، هذه القصة التى رواها الكاتب الصحفى محمد عبدالله سمعت من بعض مقربى الراحلة وردة أجزاء منها، ولكن لم تكن مكتملة الأركان هكذا، لذا عندما سمعتها منه وددت أن أنقلها لكم حتى نبرئ بعد زمن رجل ظلم كثيرا بتلك الشائعة، رحم الله الجميع.